اخبار عمان

زيارة تاريخية بين بلدين تاريخيين

 

د. أحمد بن علي العمري

زيارة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه إلى الجمهورية التركية، ليست كباقي الزيارات، حتى وإن أُعلن عنها كزيارة دولة أو زيارة سياسية أو زيارة اقتصادية، وهي بلا شك تحمل كل هذه المضامين والدلائل والوقائع.

لكنها زيارة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ فهي زياره سامية وذات بُعد تاريخي وتعكس المجد المرموق بين الدولتين، ولكلاهما سلاطينها وأمجادها وعراقتها وإرثها التاريخي.

هنا تسكت كل مكونات الأرض ليتكلم التاريخ والعراقة والأصالة والأحداث والوقائع، وحتى الدول التي تدّعي هيمنتها على العالم وأنها مُتسيِّدة العالم، لا تقدر أن تتقدم عُمان في أمجادها ولا تركيا في تاريخها.

ولربما ارتأت الإرادة السامية لمولانا جلالة عاهل البلاد المفدى أعزه الله أن تبدأ الزيارة السامية يوم الخميس 28 نوفمبر 2024، وهي في أواخر عام 2024، ولهذا مدلوله حتى نستشرف عام 2025 بمدلول أوضح وفهم لا لبس فيه.

370 عامًا من العلاقات العُمانية التركية، شملت مجالات التجارة والصناعة ومؤخرًا المناطق الصناعية والاقتصادية وحتى المجال التعليمي والثقافي وتقنية المعلومات والتسهيلات، كما إن حجم التبادل التجاري بين البلدين ناهز المليار دولار، إضافة إلى المواد الغذائية والأدوية وحتى تصنيع الأسلحة. وقد بلغت الصادرات العُمانية إلى تركيا 216 مليون ريال عُماني، كما إن هناك 36 شركة عُمانية تعمل في تركيا

إن المواقف السياسية للبلدين العريقين تكاد تكون متشابهة ومتفقة تمامًا وفي نفس التوجه؛ حيث إن الطرفين ملتزمان بمكافحة الإرهاب، وموقفهما من القضية الفلسطينية متقارب إلى حد كبير.

هذه الزيارة التاريخية تعد الأولى من نوعها لسلطان عُماني، لكن العلاقة المتجذرة بين البلدين تمتد إلى 3 قرون.

ولا شك أن ما شهدته هذه الزيارة المباركة من توقيع عدد من الاتفاقيات في مختلف المجالات ستدفع علاقات البلدين إلى آفاق أرحب.

وسلطنة عُمان وجهة سياحية للمواطن التركي مثل ما هي تركيا قبلة للسياح العُمانيين.

ولا يفتوني أن أشير هنا إلى أن تركيا تملك 208 جامعات، وهذا يشجع على زيادة التعاون في المجال التعليمي والأكاديمي، إلى جانب التعاون في المجال التقني وفي الابتكارات والذكاء الاصتناعي.

وأخيرًا.. إنَّ سلطنة عُمان والجمهورية التركية تتفقان تمامًا في توجيه البوصلة نحو إعمال المنطق والواقع.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *