علاج للمواطنين من 4 لـ65 عاما| تفاصيل حملة مكافحة البلهارسيا 2025
يعتبر مرض البلهارسيا من الأمراض الوبائية التي تمثل تحديا كبيرا، حيث يعد من أكثر الأمراض انتشارا في المناطق الريفية والشواطئ الملوثة بالمياه، وينتقل المرض عن طريق التعرض للمياه الملوثة بطفيل البلهارسيا، وعلى الرغم من الجهود المبذولة على مدار السنوات للقضاء على هذا المرض، إلا أن البلهارسيا لا يزال يشكل خطرا على الصحة العامة ويؤثر على ملايين المصريين.
ومن خلال هذا التقرير، يرصد “صدى البلد”، أهم جهود الدولة للقضاء على مرض البلهارسيا .
إطلاق الخطة الاستراتيجية لمبادرة القضاء على البلهارسيا 2025
أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إطلاق الخطة الاستراتيجية والتنفيذية للمبادرة الرئاسية للقضاء على البلهارسيا 2025، والتي تهدف إلى استهداف جميع المواطنين من سن 4 سنوات وحتى 65 عامًا. تركز الحملة على تجريع المواطنين وإجراء العلاج الجماعي ضد مرض البلهارسيا، كجزء من جهود الدولة للقضاء على هذا المرض بشكل نهائي.
في هذا السياق، أكدت الدكتورة أماني الحبشي، مدير عام إدارة الأمراض المتوطنة بوزارة الصحة، أنه في حال اكتشاف إصابة بمرض البلهارسيا، يتم توفير العلاج للمصاب فورًا، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة، مثل تطهير الترع والمصارف المحيطة بالقرى المستهدفة. كما يتم تنظيم ندوات توعية صحية لرفع الوعي المجتمعي حول طرق الوقاية من الإصابة بالبلهارسيا.
حملات الفحص والعلاج المجاني
نفذت وزارة الصحة والسكان حملات وقائية شاملة للكشف المبكر وعلاج مرضى البلهارسيا والفاشيولا والطفيليات المعوية، وتستهدف هذه الحملات بالأساس طلاب المدارس في جميع محافظات الجمهورية، مع التركيز على المناطق الريفية التي تشهد انتشارا أكبر لهذه الأمراض.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، إن الحملات الوقائية تستهدف فحص 4 ملايين طالب وطالبة من خلال 8 ملايين عينة تحليل، عبر المرور على 35 ألف مدرسة.
من جانبه، أوضح الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، أن الفحص يتم بواسطة فنيي معامل الأمراض المتوطنة التابعين للوحدات الصحية في المناطق الريفية، وأضاف أن الحالات الإيجابية يتم علاجها بالمجان فور اكتشافها، مع متابعة مستمرة لضمان تماثلها للشفاء، كما يتم تقديم التوعية الصحية للطلاب وأسرهم بهدف تحسين الحالة الصحية في المجتمع المصري.
المرحلة الثانية من المسح الميداني
وفي يوليو الماضي، أطلقت وزارة الصحة المرحلة الثانية من المسح الميداني المجاني للكشف المبكر عن أمراض البلهارسيا والفاشيولا والطفيليات المعوية، والتي تستهدف مجموعة من 15 محافظة. وقال الدكتور حسام عبدالغفار إنه وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية، يهدف هذا المسح إلى القضاء على البلهارسيا بحلول عام 2025. تشمل المرحلة الثانية 15 محافظة، وهي دمياط، البحيرة، كفر الشيخ، المنوفية، الغربية، الشرقية، الدقهلية، الجيزة، الفيوم، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، أسوان، والقليوبية.
وأوضح الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة، أن المسح الميداني للمرحلة الأولى استهدف عينة تمثل 10% من سكان الريف، حيث تم جمع العينات من منازل أكثر من 4.7 مليون مواطن، بينما تستهدف المرحلة الثانية جمع عينات من 12 محافظة أخرى، مع علاج الحالات الإيجابية بالمجان.
التعاون مع معهد تيودور بلهارس للأبحاث
في خطوة مهمة نحو مكافحة البلهارسيا، أعلن الدكتور محمد عباس شميس، مدير معهد تيودور بلهارس للأبحاث، عن تجديد اعتماد شعبة المناعة وتقييم العلاج في المعهد كمركز تعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO)، ويعتبر معهد تيودور بلهارس للأبحاث مركزا عالميا مرجعيا في مجال مكافحة البلهارسيا، بفضل خبرته التي تمتد لأكثر من 40 عاما في هذا المجال.
يعمل المعهد على تطوير أدوات تشخيص مبتكرة باستخدام تكنولوجيا النانو والكشف المبكر عن الإصابة بالبلهارسيا، كما يقدم المعهد برامج تدريبية للأطباء والمتخصصين في دول شرق المتوسط وأفريقيا، بهدف تعزيز قدراتهم في مجال التشخيص والعلاج، من خلال هذه الجهود، يسعى المعهد إلى تبادل الخبرات الإقليمية والدولية، مما يعزز من التعاون العالمي لمكافحة هذا المرض.
وجدير بالذكر، أن يواصل معهد تيودور بلهارس تعزيز دوره كمنصة للابتكار العلمي والتعاون الدولي في مجال مكافحة البلهارسيا، ويعد المعهد مركزا علميا رائدا في تطوير حلول فعّالة لمكافحة هذا المرض، سواء في مصر أو في مناطق أخرى متأثرة به، من خلال هذه الجهود، يساهم المعهد في تحسين الصحة العامة في المناطق المتأثرة بالبلهارسيا ويسهم في تحقيق الأهداف العالمية للقضاء على هذا المرض.
المصدر: صدى البلد