ديمقراطيون يحذرون من ضم إسرائيل للضفة الغربية تحت إدارة ترمب
حذر ديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي من أن عودة الرئيس المُنتخَب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى تدهور كبير في حقوق الفلسطينيين، وتُزيد من تعقيد جهود السلام في المنطقة.
وأعرب النواب عن قلقهم من مواقف ترمب المؤيدة لإسرائيل، وعلاقته الوثيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي قد تُمهد الطريق لضم الضفة الغربية.
وقالت صحيفة “ذا هيل” الأميركية إن ديمقراطيي الكونجرس يصدرون تحذيرات مبكرة بأن إدارة ترمب الثانية ستتسبب في تراجع كبير في حقوق الفلسطينيين، وتقويض الجهود الرامية إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط المضطرب بالفعل.
وأضافت الصحيفة، الجمعة، أن النواب يخشون أن تؤدي ميول ترمب القوية المؤيدة لإسرائيل، إلى جانب علاقته الوثيقة بنتنياهو، إلى تمهيد الطريق أمام تل أبيب لضم الضفة الغربية، وتقويض أي فرصة لحل الدولتين، الذي يُنظر إليه في واشنطن على نطاق واسع باعتباره “المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام دائم في المنطقة”.
“رؤية قاتمة لحل الدولتين”
ونقلت الصحيفة عن النائب الديمقراطي هانك جونسون قوله: “مع استعداد الرئيس المُنتخَب ترمب للعودة إلى البيت الأبيض فإن الأمور تبدو قاتمة بالنسبة للقضية الفلسطينية”.
ويشعر الديمقراطيون بقلق خاص من اختيار ترمب لحاكم ولاية أركنساس السابق الجمهوري مايك هاكابي، الذي يعارض حل الدولتين وينكر وجود الضفة الغربية، لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، كما أبدوا قلقهم من تصريح لجاريد كوشنر، صهر ترمب والذي يعمل في مجال التطوير العقاري، أبدى فيه أسفه لأن الفلسطينيين في غزة لم يطوروا “عقارات مطلة على البحر”، والتي أشار إلى أنها “قيمة للغاية”.
وأضاف جونسون: “ترمب يرغب في أن يصبح صهره مطوراً للعقارات في غزة، لكن هذه تمثل رؤية مروعة للمستقبل فيما يتعلق بحل الدولتين وتحقيق العدالة للفلسطينيين، والتي كانت غائبة منذ إنشاء إسرائيل”.
وذكرت “ذا هيل” أنه لطالما كانت العلاقة بين الديمقراطيين الليبراليين في الكابيتول هيل ونتنياهو غير جيدة، لكن التوترات تصاعدت في السنوات الأخيرة مع قيام الأخير بتشكيل الائتلاف الحاكم الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، كما زادت حدة التوترات بشكل أكبر بعد الحرب على غزة.
ويعارض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية، كما دعا بعض أعضاء حكومته علناً إلى استيلاء إسرائيل على الضفة الغربية في انتهاك للقانون الدولي.
مخاوف من سفير ترمب لإسرائيل
ولطالما كان تبني هذه المواقف يضع القادة الإسرائيليين على خلاف مع رؤساء الولايات المتحدة من كلا الحزبين، لكن ترمب تربطه علاقة أوثق مع نتنياهو، وكان أكثر تعاطفاً في ولايته الاولى مع فكرة تبني أولويات إسرائيل باعتبارها مسألة تتعلق بالسياسة الأميركية، كما اتخذ خطوة غير عادية بالاعتراف بالقدس عاصمة رسمية لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى هناك، وهي خطوة مثيرة للجدل لطالما عارضها أسلافه في البيت الأبيض من كلا الحزبين.
ومن خلال ترشيح هاكابي في المنصب الدبلوماسي الأميركي الأعلى في المنطقة، فإنه يبدو أن الرئيس المُنتخَب يرغب في دفع هذه الأجندة إلى أبعد من ذلك، بحسب “ذا هيل”.
ولم يرد المتحدثون باسم فريق ترمب الانتقالي على طلبات الصحيفة الحصول على تعليق، ولكن هاكابي قال، في مقابلة أُجريت معه مؤخراً مع منصة “Arutz Sheva”، الإعلامية الإسرائيلية المحافظة، إنه لطالما عارض إقامة دولة فلسطينية، وتعهد بأن هذا النهج لن يتغير عندما يتولى منصبه الجديد في إسرائيل العام المقبل.
وأضاف: “هذا موقف أتمسك به منذ سنوات عديدة، وبصراحة، هو أيضاً الموقف الذي كان يتبناه دونالد ترمب، وأتوقع أن يستمر في تبنيه”.
“استراتيجية مقصودة”
وأثارت مثل هذه التصريحات قلق المدافعين عن حقوق الإنسان والعديد من الديمقراطيين في الكونجرس الأميركي، والذين يشعرون بالغضب بالفعل من استخدام نتنياهو للقوة في غزة، إذ يرى البعض أنها استراتيجية مقصودة لزيادة التوترات مع الفلسطينيين إلى الحد الذي يصبح فيه من المستحيل التفاوض على حل الدولتين.
ونقلت الصحيفة عن النائبة الديمقراطية براميلا جايابال، وهي زعيمة الكتلة التقدمية في الكونجرس، قولها: “نشهد استيلاء المستوطنين على الضفة الغربية، وأعمال العنف التي يقومون بها هناك، كما أن حكومة نتنياهو نفسها صرَحت مراراً بأنها لا تدعم أهداف الولايات المتحدة في التوصل إلى حل الدولتين، وقد باتت هناك أدلة جدية على فرض عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني”.
وذكرت الصحيفة أن بعض أقوى حلفاء إسرائيل الديمقراطيين يتساءلون عما إذا كان ترمب هو الشخص المناسب للتفاوض على اتفاق سلام يضمن حقوق جميع أطراف الصراع، ناقلة عن النائب الديمقراطي براد شنايدر، وهو حليف وثيق لإسرائيل، قوله: “لدي مخاوف كبيرة بشأن فهم الإدارة المقبلة لتعقيدات منطقة مهمة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، وهي منطقة ذات تاريخ طويل، ولديها أيضاً الكثير من المخاطر والمخاوف، ولذا فإننا بحاجة إلى العمل معاً”.
ويعارض شنايدر بقوة فكرة ضم إسرائيل للأراضي المحتلة في الضفة الغربية، وعندما سُئل عن محاولات ضم هذه الأراضي، فإنه لم يتردد في القول بأنهم “على خطأ”.
“لا شيء اسمه الضفة”
أما هاكابي فقال في مقابلته مع “Arutz Sheva”: “لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية”، معتبراً إياها “مجرد خيال ابتدعه أعداء إسرائيل ووسائل الإعلام الليبرالية”، وفق وصفه.
وأضاف: “أقول للناس أنه لا يوجد (احتلال)، لكنها أرض مُحتَلة من قبل أشخاص لديهم سند ملكية للمكان منذ 3500 عام”، على حد قوله.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الرأي يتماشى مع نفس موقف وزير مالية نتنياهو بتسلئيل سموتريتش، الذي يقود التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية ويريد أن تسيطر إسرائيل على المنطقة بشكل دائم.