عندما تتحول الشقاوة إلى جريمة – الوطن
إيمان عبدالعزيز
تفرض سجية الشقاوة نفسها على كل شخص في مرحلة طفولته وقد يتعايش معها بدرجاتها المتفاوتة بين كل شخص وآخر حتى تنتهي تدريجياً منذ أن يبلغ الإنسان سن الرشد، ويحدد مستوى الشقاوة مدى صحة التربية ودور الوالدين في متابعة سلوكيات أبنائهم ومحاولة تقويمها للحد من تفاقمها ما ينعكس ذلك سلباً على المجتمع الخارجي للأسرة.
فوجئنا مؤخراً بما قرأناه في منصات التواصل الإخبارية عن مأساة زميلتين في إحدى مدارس المرحلة الابتدائية بإحدى دول الوطن العربي لم يتجاوز عمرهما 10 سنوات، عندما دفعت الشقاوة إحداهما برمي الحصى على زميلتها ليصاب رأسها بنزيف حتى فارقت الحياة، وذلك ما أثارنا استهجاناً لهذه الحادثة التي أشعلت جدل الرأي العام حول هذه الحوادث التي تحصل في المدارس وتحديداً من فئة اليافعين.
فالجميع يتساءل من خلال التعليقات عن الغياب التربوي الذي يعكس إهمال أولياء الأمور في إصلاح الأبناء، وكيف لطفلة في سن العاشرة أن ترتكب جريمة شنعاء بحق زميلتها؟؟ لمجرد أن يكون رد اعتبارها هو اللجوء إلى الجرم العدواني المؤدي إلى هلاك الآخرين وموتهم، وعن الدور الرقابي للهيئتين الإدارية والتعليمية في المدرسة بمتابعة سلوكيات الطلبة ومحاولة ضبطهم للأنظمة والقوانين التربوية.
والدوافع العدوانية لدى الأطفال كثيرة، إما أن تكون لأسباب وراثية يكتسبها الطفل من والديه، وإما أن تكون بسبب أجواء المشاحنات والضغوطات في البيت، وغياب الوعي التربوي الناتج عن إهمال الوالدين أو ربما عن انفصالهم مما أدى ذلك إلى تسيب النظام في المنزل، وإلى غيرها من الأسباب التي كثيراً ما تحدثت عنها في المقالات السابقة.
فإن الشقاوة المفرطة من أطفال المجتمع وسلوكهم العدواني الملحق بالضرر الفادح للآخرين، ليس من الأمور اليسيرة إلى حد التهاون في الالتفات إليها وتحجيم احتقانها باعتبار أن الابن في سن صغير ولا يجب توبيخه ومعاقبته، وذلك من السهل أن تتحول أفعاله إلى جريمة تودي بحياة أحد الأطراف المعنية في ذات الموقف حال تفاقمه دون وجود رادع تربوي إما في المنزل أو في المدرسة.