منظمة حقوقية تجري مسحًا لمقبرة القطيفة
زار فريق من “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” موقع المقبرة الجماعية في مدينة القطيفة بريف دمشق، في إطار الكشف عن مصير المفقودين في سوريا.
وذكرت الرابطة، الخميس 19 من كانون الأول، أن فريقها التقى بعدد من سكان المنطقة الذين أكدوا قيام النظام السوري المخلوع، بالتعاون مع روسيا، بتجريف المقبرة الجماعية في القطيفة خلال الفترة بين عامي 2018 و2020، وهو ما يؤكد المعلومات السابقة التي نشرتها الرابطة عن عمليات التجريف التي حصلت.
وأشارت الرابطة إلى أن تجريف المقبرة يهدف إلى طمس معالم الجرائم التي ارتكبها النظام السوري المخلوع، وإخفاء أدلة مهمة على انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان.
وأفاد الشهود أن الموقع حُوّل إلى قاعدة رادار عسكرية، ما يثير مخاوف جدية بشأن مصير رفات آلاف الضحايا الذين دُفنوا في تلك المقبرة.
وأكدت الرابطة أن الأرقام المتداولة في وسائل الإعلام حول وجود 100 ألف ضحية مدفونة في مقبرة القطيفة غير دقيقة، ولا يمكن التثبت من صحتها في ظل غياب أي تحقيقات مستقلة وشفافة.
وطالبت المجتمع الدولي والسلطات الحالية بحماية مواقع المقابر الجماعية، وعدم السماح بالعبث بها وإطلاق تحقيق دولي مستقل في مواقع المقابر الجماعية بالتعاون مع المؤسسات المحلية المعنية وأهالي الضحايا.
كما ناشدت السوريين ووسائل الإعلام، بعدم العبث أو الاقتراب من موقع مقبرة القطيفة، أو أي من المقابر الجماعية، حتى وصول فرق دولية متخصصة تمتلك الخبرات والقدرات اللازمة للتعامل مع مثل تلك المواقع من أجل حفظها، ومساعدة أهالي المختفين قسرًا والمفقودين في سوريا على استرجاع رفات أبنائهم.
كانت الرابطة نشرت، في 30 من كانون الثاني الماضي، معلومات عن قيام النظام المخلوع بتجريف المقبرة الجماعية في مدينة القطيفة والتي كانت تقع قرب مركز قيادة الفرقة الثالثة في جيش النظام المخلوع، وفقًا لصور أقمار صناعية حصلت عليها الرابطة وقامت بتحليلها.
تقرير “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” عن مقبرة القطيفة، جاء بعد أيام من تصريح المدير التنفيذي لـ”المنظمة السورية للطوارئ”، معاذ مصطفى، لوكالة “رويترز“، حيث قال إن هناك مقبرة جماعية في القطيفة تحتوي على جثث ما لا يقل عن 100 ألف شخص قُتلوا على يد رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد.
وتعليقًا على ذلك، قال مدير “المركز السوري للعدالة والمساءلة”، محمد العبد الله، عبر “فيس بوك”، إنه لا يمكن تحديد عدد الجثث في أي مقبرة جماعية في العالم بمجرد النظر إليها، لا من طول وعرض المقبرة ولا من روايات الشهود، بل الأمر يتطلب استخراج المقبرة بشكل كامل.
ودلل العبد الله على ذلك بقوله، إن ملعب “الرشيد” لكرة القدم في الرقة، استُخرجت منه حوالي 500 جثة قام تنظيم “الدولة الإسلامية” بدفنهم، وكذلك الأمر في مجزرة سربينتشا في البوسنة والهرسك، التي حدثت في إطار حرب دامية وتصفية على أساس ديني، خرج منها ما يقارب سبعة آلاف جثة فقط.
خلال الأيام الماضية، تهافت عدد من الناشطين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام العربية إلى مواقع لمقابر جماعية معروفة في سوريا، وانتشرت من هناك تسجيلات مصورة تظهر نبش المقابر والعبث بالجثث المدفونة والهياكل العظمية.
نشر هذه التسجيلات جعل عددًا من أهالي المختفين والمفقودين ممن لم يتمكنوا من معرفة مصير ذويهم بعد، يصلون إلى عدد من المواقع بدافع نبش المقابر والبحث عن ذويهم عن طريق التعرف عليهم من لباسهم أو ملامحهم.
تحركات السلطات المحلية والمنظمات الدولية والأممية أو المحلية بدت شبه غائبة عن هذا الملف، إذ لم يُمنع دخول الإعلاميين أو الناشطين إلى مواقع المقابر الجماعية، ولا يزال الأهالي يصلون إلى الأماكن، دون أي جدوى من عملية البحث غير المنظمة والتي لا تستند إلى أي منهجية علمية أو طبية.
كان سكان في مدينة إزرع بريف درعا، عثروا على مقبرة جماعية تضم 31 جثة بينهم أطفال ونساء، في مزرعة كانت مقرًا لـ”الأمن العسكري” التابع لقوات النظام السوري.
كما رصدت وكالة “الأناضول” ما يعتقد أنها مقبرة جماعية في منطقة الحسينية بريف دمشق على طريق المطار.
وأظهرت المشاهد المصورة أكثر من 100 حفرة يصل عمقها لنحو 20 مترًا، حيث قالت الوكالة نقلًا عن حارس المقبرة، إن المنطقة تضم جثامين أشخاص اعتقلهم نظام الأسد ودفنت فوق بعضها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي