منظمة حقوقية تكشف سرقة وثائق من سجن “صيدنايا”
كشفت “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” عن عملية سرقة لوثائق وأجهزة كمبيوتر من سجن “صيدنايا” بعد سقوط نظام الأسد.
وقالت الرابطة في تقرير، الخميس 19 من كانون الأول، إنها تمكنت من تحديد هوية بعض الأفراد المتورطين في سرقة أجهزة الكمبيوتر من سجن “صيدنايا”، من خلال شهادات متقاطعة لسكان محليين وأهالي المختفين، مع توثيق قام به أعضاء من الرابطة كانوا داخل السجن في 8 من كانون الأول الحالي، أي بعد بضع ساعات من سقوط الأسد.
ووفق شهود عيان، قامت مجموعة من “الشبيحة” واللصوص الذين كانوا على ارتباط بالنظام المخلوع بالتسلل إلى سجن “صيدنايا” مع بدء توافد الأهالي، وسرقوا أجهزة الكمبيوتر من غرفة المراقبة وبعض الملفات من القلم الأمني في السجن.
“حسام ع.” مواطن من مدينة دوما توجّه إلى سجن “صيدنايا” للبحث عن أخيه المعتقل منذ لحظة سماعه خبر سقوط السجن بيد “إدارة العمليات العسكرية”، تحدث للرابطة عن وجود سيارة “تويوتا” فيها خمسة مسلحين كانوا ينقلون أوراقًا وملفات من داخل السجن إلى السيارة، وقال إن من بين الأشياء التي تم نقلها جهازي كمبيوتر.
“محمود أ.” من مدينة التل في ريف دمشق، قال لـ”رابطة صيدنايا”، إنه عند وصوله إلى السجن للبحث عن شقيقه المعتقل منذ 11 عامًا، شاهد أحد أفراد المجموعة يحمل كيسًا أبيض كبيرًا إلى داخل ذات السيارة.
قام فريق الرابطة بالتواصل مع الجهات العسكرية التي تشرف على السجن، وقدم لها المعلومات التي حصل عليها، مطالبًا بالتحرك العاجل لإلقاء القبض على المجموعة التي استولت على الملفات وأجهزة الكمبيوتر.
واستطاعت الرابطة بعد التأكد من الصور التي حصلت عليها من الشهود، والاستفسار من عدد من المصادر المحلية، تحديد اسم شخصين من هذه العصابة، وهما من قرية تلفيتا القريبة من صيدنايا.
العصابة التي تم رصدها في سجن “صيدنايا” هي جزء من مجموعة تضم 14 شخصًا من “الشبيحة” وفلول النظام المخلوع، وفق الرابطة، وطالبتهم “إدارة العمليات العسكرية” بتسليم نفسهم وتقوم بجمع المعلومات عن أماكن وجودهم.
كما علمت الرابطة، الأربعاء 18 من كانون الأول، أن أحد عناصر المجموعة قام بتسليم نفسه إلى عناصر “إدارة العمليات العسكرية”، بينما لم تحصل على معلومات عن مصير أجهزة الكمبيوتر والملفات التي كانت بحوزة العصابة.
وناشدت الرابطة أهالي مدينة صيدنايا والمناطق المجاورة بالتعاون وتقديم أي معلومات قد تفيد في الوصول إلى هؤلاء الأشخاص الذين ما زالوا متوارين عن الأنظار.
وأكدت الرابطة الأهمية البالغة لهذه الأجهزة المسروقة، حيث تحتوي على معلومات حساسة ووثائق، قد تُساهم في كشف حقيقة ما جرى داخل سجن “صيدنايا”، وتُلقي الضوء على مصير آلاف المعتقلين والمفقودين.
بعد ساعات من سقوط نظام بشار الأسد، انتشرت مقاطع مصوّرة من داخل سجن “صيدنايا” لمقاتلين ومدنيين يتجولون بين رفوف حوَت وثائق وتقارير كتبت نهاية حياة عشرات آلاف السوريين، أو أدت إلى اعتقالهم ومعاملتهم بطريقة غير آدمية، ووثقت أيضًا أسماء المسؤولين عن ذلك.
وثائق مرمية على الأرض، وأخرى أخذها أشخاص سواء مدنيون أو عسكريون، ومن الممكن أن يكونوا من أركان النظام السابق، أدت إلى فقدان أو تلف وثائق وتقارير أمنية، ولم يُعرف حجم الفقدان حتى الآن.
استمرت حالة عدم ضبط دخول الأشخاص إلى المعتقلات والعبث بمحتوياتها نحو أربعة أيام، إلى أن أغلقت “إدارة العمليات العسكرية” هذه المعتقلات، وأنهت فرق البحث والإنقاذ وعلى رأسها الدفاع المدني السوري عمليات البحث عن سجون أو غرف مخفية داخلها، وهو ما حدث في سجن “صيدنايا”.
وتزامنًا مع سقوط النظام، تعرضت مؤسسات حكومية، من بينها إدارة الهجرة والجوازات ومصرف سوريا المركزي، لأضرار جسيمة شملت الحرائق والتخريب.
عمليات الحرائق التي تطال مؤسسات رسمية من قبل مجهولين لم تتوقف حتى اليوم، حيث أخمدت فرق الدفاع المدني السوري حريقًا اندلع داخل مبنى الشرطة العسكرية بمدينة طرطوس
وقال الدفاع المدني، الخميس 19 من كانون الأول، إن حريقًا مجهول السبب اندلع ضمن غرفة تضم مستندات ووثائق داخل المبنى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي