أردوغان يشيد بأعضاء الحكومة السورية الجديدة: درسوا في جامعاتنا ولهم روابط وثيقة بشعبنا
اخبار تركيا
أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأعضاء الحكومة السورية الجديدة، مؤكدا أن من بينهم وزراء درسوا في الجامعات التركية ولهم ارتباط وثيق بالشعب التركي.
وترأس أردوغان الاثنين اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع، حيث قال:
“في البداية أود أن أبشركم ببعض الأخبار الجيدة فيما يتعلق بالاقتصاد. إن احتياطيات البنك المركزي لدينا تتزايد بشكل منتظم. كما أن إجمالي احتياطياتنا ارتفع إلى 163.5 مليار دولار الأسبوع الماضي، وهذا الرقم هو أعلى مستوى على الإطلاق.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مجال التشغيل يسير بشكل جيد. حيث زاد معدل التوظيف في العام الماضي بمقدار مليون شخص وانخفض معدل البطالة إلى 8.8%. سنواصل تنفيذ استراتيجيتنا للنمو في تركيا خلال العام 2025 أيضا من خلال الاستثمار والتشغيل والإنتاج والتصدير وفائض الحساب الجاري. وسنرى المزيد من الآثار الإيجابية لبرنامجنا الاقتصادي في العديد من المجالات خلال الفترة المقبلة”.
“واصلنا عملنا بأجندة مكثفة للغاية في السياسة الخارجية”
لقد واصلنا عملنا بأجندة مكثفة للغاية منذ الاجتماع الأخيرة للحكومة الرئاسية، لاسيما في مجال السياسة الخارجية. حيث عقدنا مؤتمر السفراء الخامس عشر في المجمع الرئاسي وتمت فيه مناقشة عدد من المواضيع الهامة.
كما اجتمعنا مع أطفال من غزة وسوريا في فعالية “وجه الأخوّة” التي تم تنظيمها بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
واستضفنا في 11 ديسمبر/ كانون الأول، الرئيس الصومالي الشيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد. وعقدنا اجتماعا طويلا مع الزعيمين ووفديهما، استمر أكثر من 7 ساعات.
“نحن نرى الآثار الإيجابية للحوار الصادق بين تركيا ومصر في العديد من المجالات”
لقد توجهنا إلى العاصمة المصرية القاهرة لحضور القمة الحادية عشرة لمجموعة الدول الثماني يوم الخميس 19 ديسمبر/ كانون الأول، بدعوة من الرئيس المصري السيد السيسي. حيث تأسست هذه المنظمة عام 1997 بقيادة أستاذنا الكبير الراحل أربكان، واستمرت في طريقها بخطوات ثابتة. ويبلغ عدد سكان دول المنظمة أكثر من مليار نسمة، ممثلين في ثلاث قارات. ومع انضمام أذربيجان إلى العضوية، أصبحت منظمة الدول الثماني النامية أقوى من قبل.
كما عقدنا على هامش القمة اجتماعات ثنائية مع رؤساء دول وحكومات الدول المشاركة، ومع الرئيس المصري السيد السيسي. لقد واجه أشقاؤنا المصريون صعوبات كبيرة لاسيما خلال أزمة غزة. وقد ساهموا في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية التي أرسلتها تركيا إلى الشعب المظلوم في غزة. إننا نرى الآثار الإيجابية للحوار الصادق بين تركيا ومصر في العديد من المجالات، لاسيما التجارة والدبلوماسية. كما أننا سنتحرك بالتنسيق مع السلطات المصرية في المستقبل أيضا.
“بدأ عصر جديد تماما في سوريا”
لقد بدأت حقبة جديدة تماما في سوريا مع سقوط دمشق في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، وهروب الأسد وانهيار نظام البعث الذي دام 61 عاما. إن الوضع الجديد الذي أحدثته الثورة السورية وجّه انتباه العالم كله إلى هذا البلد مرة أخرى. ونحن كبلد جار وشقيق لسوريا، فنحن في وضع يسمح لنا أن نكون البلد الذي يقرأ ويحلل ويدرس العملية الجديدة على أفضل وجه.
نحن جميعا نتابع أسماء الإدارة الجديدة بكل فخر. كما نحمد الله عز وجل مرة أخرى عندما نرى إخواننا الذين درسوا في الجامعات التركية ولهم ارتباط وثيق بشعبنا في مختلف المناصب.
نحن على حوار وثيق مع قائد الثورة السورية السيد أحمد الشرع. وبناء على تعليماتنا، أجرى رئيس جهاز المخابرات التركية زيارة إلى سوريا. وبعد ذلك، قمنا بإعادة افتتاح سفارتنا في دمشق بسرعة. وكان وزير خارجيتنا في دمشق أمس. حيث عقد لقاءات حميمة للغاية مع الإدارة المؤقتة. وبمشيئة الله تعالى ستستمر زياراتنا وستزداد أكثر وأكثر.
“سوريا المستقرة تمثل مصدرا للاستقرار والثقة للمنطقة بأكملها”
سنقدم كل الدعم اللازم للشعب السوري الذي انتصر في الحرب ضد النظام الظالم، من أجل أن يثبّت النصر ويجعل نجاحه دائما. لقد انقضت الآن أصعب الأيام بإذن الله. ولم تذهب دماء الشهداء الأبرار ولا معاناة الشعب السوري هباء. كما أنني على يقين أن أشقاءنا السوريين، الذين وضعوا حدا لظلام البعث الذي دام 61 عاما، سيتمكنون من إيقاف بلدهم على قدميها من خلال الوحدة والتضامن. وأنا على ثقة أن جيران سوريا يدركون أيضا الحقيقة المهمة التالية: سوريا المستقرة تمثل مصدرا للاستقرار والأمن للمنطقة بأكملها.
إن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء العدوان الإسرائيلي المتزايد هو إبعاد الأنظار عن الثورة في سوريا وخنق آمال الشعب السوري. وحتى لو تصرفت إسرائيل بشكل انتهازي، فسوف تخرج عاجلا أم آجلا من الأراضي المحتلة، وسوف تضطر إلى القيام بذلك. وكما قلت من قبل، إن الطريق الذي يسلكه نتنياهو الذي تلطخت يداه بدماء 50 ألفا من سكان غزة الأبرياء، ليس طريقا صائبا. إن الأمر الوحيد الذي سيصل إليه من خلال إراقة المزيد من الدماء وإزهاق المزيد من الأرواح واحتلال المزيد من الأراضي والاستيلاء عليها هو المزيد من انعدام الأمن والأمان.