قصة فلسطينية تجرعت مرارة موت رضيعتها برداً في خيام غزة
لا تتوقف الفلسطينية ناريمان النجمة عن النظر بحسرة لصورة ابنتها الرضيعة سيلا، التي ماتت من البرد في خيمة نازحين بخان يونس جنوب قطاع غزة، خلال هذا الأسبوع، بينما لا يعرف النازحون موعد العودة لمنازلهم، بعد 14 شهراً من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتمسك ناريمان بملابس ابنتها سيلا التي ماتت بعمر 22 يوماً فقط، ولسان حالها ينطق بأنه كان يمكنها البقاء على قيد الحياة، لو وُفر لها ملبس أفضل، وأغطية تحميها برودة الطقس.
وتشير إحصاءات منظمات الأمم المتحدة، إلى أن معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2.3 نسمة تحولوا إلى نازحين يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية بسبب الحرب الإسرائيلية التي قتلت أكثر من 45 ألف فلسطيني، 70% منهم أطفال ونساء، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
“وجه سيلا أصبح أزرق”
وتتحدث الأم عن ابنتها الرضيعة قائلة في تصريحات لـ”الشرق”: “حين كانت نائمة صحوت ليلاً وقلت لزوجي طفلتنا لم ترضع منذ مدة، أريد أن أرضعها، فعندما حاول إفاقتها كي ترضع وجدت أطرافها متيبسة ووجهها أزرق وأنفها ينزف دماً، وجدناها من شدة البرد متيبسة جداً”.
وأضافت: “الجو بارد جداً ولا ملابس تدفئهم، والخيمة متهالكة وباردة جداً، وحين ذهب زوجي للمستشفى أخبروه أن الطفلة توقف قلبها، وماتت بسبب البرد”.
ومضت الأم تقول: “ابنتي ضاعت مني، ولا شيء يمكن أن يعوضني عنها، والسبب قلة الملابس والعيش في الخيام. هي وُلدت في الحرب وماتت في الحرب، حرام بنتي تفارق الحياة بسبب البرد ودون أن يسأل عن حالنا أحد، لم يكن عندي بطانيات لأغطيها، أخوها وأختها مريضان طوال الوقت بسبب قلة الملابس”.
وتابعت: “لا أريد أن أخسر ابني وابنتي الأخرى بسبب البرد. نناشد توفير ملابس وأغطية لنا، والدها كان يستيقظ ليلاً لإشعال النار لتحضير الحليب لها لأنه ليس هناك غاز للطهي. أعاني من النار ومن البرد ومن عدم وجود ملابس تحميني في مرحلة النفاس”.
وأدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى تأثيرات كارثية على الأطفال والأسر، إذ يموت الأطفال بمعدل مقلق.
وتقدّر المنظمة منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، أن 1.9 مليون شخص، أي حوالي 9 من كل 10 من سكان غزة، هُجّروا داخلياً، وأكثر من نصفهم أطفال. ولا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والوقود والدواء، كما أ هناك أكثر من 600 ألف طفل محاصرون في رفح وحدها، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.
وأشارت إلى أنه تم تحديد أن أكثر من 500 ألف طفل في غزة في حاجة إلى دعم الصحة العقلية، ودعم نفسي اجتماعي.