بعد انسحاب ترودو.. أبرز المرشحين لرئاسة وزراء كندا
قرر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الاثنين، التنحي عن قيادة “الحزب الليبرالي” ورئاسة الوزراء، مما فتح الباب أمام احتمالات متعددة بشأن مَن سيخلفه في قيادة الحكومة الكندية.
وبعد تنحي ترودو عن رئاسة الحزب، فقد يؤخر الليبراليون عودة البرلمان لمنحهم الوقت لاختيار زعيم جديد.
وأفادت وكالة “أسوشيتد برس”، نقلاً عن مسؤول مطلع، بأن البرلمان سيعلق أعماله حتى 24 مارس، وكان من المقرر أن يستأنف أعماله في 27 يناير.
وذكرت صحيفة “جلوب آند ميل” الكندية، نقلاً عن مصدر لم تكشف عن هويته، أن ترودو ناقش مع وزير المالية دومينيك لوبلانك ما إذا كان مستعداً لشغل منصب زعيم للحزب ورئيس للوزراء بشكل مؤقت إلى غاية إجراء الانتخابات.
ومن المقرر أن يتم إجراء الانتخابات الفيدرالية المقبلة في كندا في موعد أقصاه 20 أكتوبر 2025، وعادةً ما يقوم الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم بتشكيل الحكومة، كما يصبح زعيمه رئيساً لوزراء البلاد.
الأسماء الأبرز في كندا
وبينما يتوقع الكثيرون أن يكون زعيم “حزب المحافظين” بيير بويليفر هو الأوفر حظاً لتولي المنصب بعد الانتخابات، تبرز أسماء أخرى مثل وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند (التي تنتمي للحزب الليبرالي)، وزعيم “الحزب الديمقراطي الجديد” جاجميت سينج، كمرشحين محتملين في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها أوتاوا، وفق مجلة “نيوزويك” الأميركية.
ونظراً لأن الليبراليين لا يتمتعون بأغلبية مطلقة في البرلمان، فقد اعتمدوا لسنوات على دعم “الحزب الديمقراطي الجديد” لتمرير التشريعات والبقاء في السلطة.
وسيتعين على بديل ترودو التعامل مع التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة والإدارة الجديدة للرئيس الأميركي المُنتخَب دونالد ترمب، الذي هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السلع المستوردة من كندا.
وكان ترودو زعيماً لـ”الحزب الليبرالي” منذ عام 2013 ورئيساً لوزراء كندا منذ عام 2015، لكن شعبيته تراجعت مع شعور الكنديين بالاستياء بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، والعديد من القضايا الأخرى مثل الهجرة.
وواجه رئيس الوزراء الكندي ضغوطاً للاستقالة قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أنه من المرجح أن تتم الإطاحة بحزبه من السُلطة من قبل حزب المحافظين المعارض.
ويعتبر بويليفر، زعيم “حزب المحافظين”، المرشح الأوفر حظاً ليصبح رئيس وزراء كندا بعد الانتخابات، بالإضافة إلى كريستيا فريلاند، وزيرة المالية التي استقالت من حكومة ترودو في ديسمبر الماضي، وجاجميت سينج، زعيم “الحزب الديمقراطي الجديد” الذي اعتمد عليه الليبراليون للبقاء في السُلطة.
بويليفر و”فوضى الحزب الليبرالي”
بيير بويليفر، البالغ من العمر 45 عاماً، هو زعيم “حزب المحافظين” والمعارضة منذ عام 2022، وكان عضواً في البرلمان منذ عام 2004، حيث مثَّل منطقة كارلتون في أونتاريو.
وشغل بويليفر منصب وزير الإصلاح الديمقراطي في حكومة رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر، في الفترة بين عامي 2013 و2015، كما شغل منصب وزير العمل والتنمية الاجتماعية في نفس الحكومة في 2015.
ووفقاً لسيرته الذاتية المذكورة على الموقع الإلكتروني لإحدى حملاته الانتخابية، فإن بويليفر كان “طوال حياته من المحافظين، ومناصراً للسوق الحرة، ومدافعاً عن تمكين الناس من تحمل مسؤولية مستقبلهم”.
ووُلِد بويليفر ونشأ في كالجاري بولاية ألبرتا، وتخرج من كلية العلاقات الدولية بجامعة كالجاري، وهو متزوج من أنايدا بويليفر ولديه طفلان، هما فالنتينا وكروز.
وفي مقابلة مع الطبيب النفسي والمؤلف الكندي جوردان بيترسون، قال بويليفر إنه “يجب إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن، حتى لو تم ذلك في خضم منافسة لاختيار زعيم جديد بديل لترودو”. وأضاف أن “الليبراليين الذين طالبوا رئيس الوزراء بالاستقالة، فعلوا ذلك لأنهم لا يريدون خسارة مراكزهم”.
وتابع: “هذا ليس سبباً لشل البلاد بأكملها، خاصةً في الوقت الذي تواجه فيه مفاوضات هامة مع الرئيس الأميركي المُنتخَب الذي يدخل منصبه بتفويض ضخم وقوي، كما أنه أثبت استطاعته لاكتشاف نقاط الضعف من على بُعد ميل، ولذا لا يجب أن يتم إجبار البلاد على الانتظار بينما يقوم الحزب الليبرالي بتنظيف فوضاه”.
ومضى يقول: “ما نحتاجه الآن هو اليقين، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي من خلال إجراء الانتخابات حتى يتمكن الناس من اتخاذ قرارهم”.
فريلاند وسينج.. طريق جديد لكندا
وبالإضافة إلى بويليفر، تبرز كريستيا فريلاند، وزيرة المالية السابقة، وجاجميت سينج، زعيم “الحزب الديمقراطي الجديد”.
وفي خطاب استقالتها إلى ترودو، قالت فريلاند إنهما “اختلفا حول أفضل طريق يمكن لكندا المضي قدماً من خلاله”.
وكتبت: “يواجه بلدنا اليوم تحدياً خطيراً، إذ تتبنى الإدارة المقبلة في الولايات المتحدة سياسة اقتصادية قومية عدوانية، بما في ذلك التهديد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25%، ولذا نحن بحاجة إلى أخذ هذا التهديد على محمل الجد، وهذا يعني الحفاظ على احتياطاتنا المالية اليوم، حتى يكون لدينا ما نحتاجه في حالة نشوب حرب تجارية، وهو ما يعني تجنب الحيل السياسية المكلفة التي لا نستطيع تحملها أو التي تجعل الكنديين يشكون في أننا ندرك مدى خطورة اللحظة الحالية”.
كما دعا سينج رئيس الوزراء الكندي إلى الاستقالة في رسالة في ديسمبر الماضي، وقال فيها إنه سيقدم اقتراحاً بحجب الثقة عندما يعود مجلس العموم من عطلته في 27 يناير الجاري. وكتب سينج: “لقد فشل جاستن ترودو في أكبر مهمة لرئيس الوزراء، وهي العمل من أجل الناس، وليس من أجل الأقوياء”.
وأضاف في رسالته أن “الليبراليين لا يستحقون الحصول على فرصة أخرى، ولهذا السبب سيصوت الحزب الديمقراطي الجديد لإسقاط هذه الحكومة، وإعطاء الكنديين فرصة للتصويت لحكومة تعمل من أجلهم”.