نشاط تنظيم “الدولة” يتراجع في سوريا
شهد نشاط تنظيم “الدولة الإسلامية” تراجعًا، بعد مرور أكثر من شهر على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي سبقه انسحاب لقواته العسكرية من المناطق الشرقية ، حيث كانت تشهد عادة نشاطًا لخلايا التنظيم.
أحدث نشاط للتنظيم أعلنت عنه معرّفاته الرسمية المغلقة عبر تطبيق “تيلجرام”، الخميس 9 من كانون الثاني، إذ أعلن عن مقتل أربعة عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بهجوم نفذته مجموعاته في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، لم يعلن التنظيم عن أي نشاط له في سوريا، إذ سبق الهجوم المعلن عنه اليوم، آخرًا في 1 من الشهر الحالي، استهدف آلية لـ”قسد” في منطقة الشدادي شرقي الحسكة، سبق ذلك ثلاث هجمات في 23 من كانون الأول الماضي، جميعها في دير الزور.
وفي العدد الأسبوعي لصحيفة التنظيم الرسمية (مقالات)، الجمعة الماضي، 3 من كانون الثاني، أعلن التنظيم عن تنفيذ عملية واحدة في دير الزور، استهدفت موقعًا لـ”قسد”، سبقها بأسبوع واحد، إعلان “مقالات” عن عملية واحدة لم تخلف أضرارًا.
وفي 19 من كانون الأول 2024، أعلنت صحيفة “مقالات” عن سبع عمليات في سوريا، أسفرت عن 10 قتلى وجرحى، جميعها نفذت في محافظة دير الزور، واستهدفت مواقع لـ”قسد”.
وفي العدد الأسبوعي نفسه، هاجم التنظيم الإدارة السورية الجديدة بافتتاحية “مقالات” التي عنونها بـ”صيدنايا والنفاق العالمي”.
ومن بوابة سجن “صيدنايا” هاجم التنظيم قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، إذ قال إن “صيدنايا” هو نموذج واحد لعشرات السجون التي تملأ دول المنطقة، ومنها العراق، التي صار الشرع “حارسًا لمعابدهم مؤاخيًا لحكومتهم الرافضية الموقرة سوريا الحرة، تمامًا كما كان عليه الحال في سوريا الأسد”.
وهاجم التنظيم الشرع الذي اعتبره مسؤولًا عن سجون “تشبه صيدنايا” في إدلب.
تركزت ضد “قسد”
اعتاد تنظيم “الدولة الإسلامية” تنفيذ هجمات ضد قوات النظام المخلوع، التي كانت تنتشر في منطقة البادية السورية الممتدة بين حمص ودير الزور، مرورًا بريف حماة الشرقي.
ومنذ 6 من كانون الأول الماضي، بدأت قوات النظام بالانسحاب من البادية لتركيز ثقلها العسكري في حمص ودمشق، وأدى تطور الأحداث لانهيار هذه القوات لاحقًا، وتمركز قوات “إدارة العمليات العسكرية” في منطقة البادية عوضًا عنها، لم ينفذ التنظيم أي هجوم في المنطقة، إذ لم يرد أي إعلان عن هجمات من الجانبين.
وتركزت هجمات التنظيم على مدار الشهر الماضي ضد “قسد”، إذ أعلنت قوى “الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” (مظلة “قسد” السياسية) عن عدة هجمات تعرضت لها قواتها في مناطق متفرقة.
وقالت “أسايش” إن خلية تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية” استهدفت مركبة لقواتها قُرب مدينة الشدادي شرقي الحسكة، ما أسفر عن إصابة عنصرين من قواتها.
تبع ذلك بيوم واحد، هجوم نفذه عناصر التنظيم طال حاجزًا أمنيًا لـ”أسايش” في قرية زنود بمدينة القامشلي شمالي الحسكة، ما تسبب بأضرار مادية.
وفي 31 من كانون الأول 2024، أعلنت “أسايش” عن عملية أمنية استهدفت عدة قرى جنوب مدينة القامشلي بهدف ملاحقة خلايا التنظيم، وأخرى تابعة لـ”الجيش الوطني السوري”، وفق ما جاء عبر موقعها الرسمي.
ولفتت إلى أن عمليتها الأمنية التي تركزت في مناطق كان يسيطر عليها النظام المخلوع بريف القامشلي، انتهت باعتقال أفراد من التنظيم، وضبط كميات من الأسلحة والذخائر.
أمريكا متخوفة
اليوم الخميس، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن بلاده بحاجة لإبقاء قواتها في سوريا لمنع تنظيم “الدولة” من إعادة تشكيل نفسه بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأضاف أن القوات الأميركية لا تزال ضرورية في سوريا، خاصة لضمان أمن معسكرات الاعتقال التي تضم عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم السابقين وأفراد عائلاتهم.
وتشير التقديرات إلى وجود ما بين ثمانية وعشرة آلاف مقاتل من التنظيم في المخيمات، “ويعتبر ما لا يقل عن 2000 منهم خطيرين للغاية”، وفق الوكالة الأمريكية.
وقال أوستن: “أعتقد أن مقاتلي التنظيم سيعودون إلى التيار الرئيسي إذا تُرِكَت سوريا دون حماية (..) أعتقد أن هناك بعض العمل الذي يتعين علينا القيام به من حيث إبقاء القدم على عنق تنظيم الدولة”.
ولم تقتصر المخاوف الأمريكية على تصريحات وزير الدفاع، إذ سبق واشترطت الولايات المتحدة على الإدارة الجديدة في سوريا، المساهمة بمحاربة “الإرهاب”، والقتال ضد تنظيم “الدولة”، لتحقيق دعم أمريكي لها.
ومنذ الإعلان عن سقوط النظام وهروب الأسد من سوريا، أعلنت الولايات المتحدة مرارًا عن تنفيذ ضربات في سوريا، أحدثها كان قبل يومين، عندما قتل جندي من قوات التحالف الدولي خلال عمليات عسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) في بيان، إن قوات التحالف إلى جانب القوات الشريكة نفذت عمليات في سوريا والعراق بهدف تعطيل وتقويض قدرة تنظيم “الدولة” على التخطيط وتنظيم وتنفيذ الهجمات في المنطقة وخارجها.
أيضًا في 16 من كانون الأول الماضي، قالت “سينتكوم“، إنها هاجمت قيادات وعملاء التنظيم ومعسكراته في سوريا.
وعقب سقوط النظام بساعات، قالت واشنطن إن طائرات حربية أمريكية هاجمت بشكل مكثف، مواقع لتنظيم “الدولة” وسط سوريا.
ووفق ما أعلنت عنه “سينتكوم“، نُفذت عشرات الغارات الجوية على معسكرات وعناصر معروفة لتنظيم “الدولة” في وسط سوريا.
كما شنت الطائرات الأمريكية أكثر من 75 غارة جوية في سوريا باستخدام العديد من أصول القوات الجوية الأمريكية، بما في ذلك طائرات “B-52، وF-15، وA-10”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي