اخر الاخبار

السنيورة لـ”الشرق”: انتخاب عون يعكس رغبة الشعب

قال رئيس الوزراء اللبناني السابق، فؤاد السنيورة، لـ”الشرق”، الخميس، إن “انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية يعكس رغبة اللبنانيين في أن تكون لهم دولة سلطتها ليست منقوصة بسبب وجود قوى مسلحة في البلاد”، مشدداً على أنه “من الضروري ألا يقع لبنان في هذا الفراغ الرئاسي القاتل مرة أخرى”.

وأوضح السنيورة أن “فراغ سدة الحكم، أثر على قدرة الدولة في معالجة المشاكل الضخمة الذي عانى منها البلد وما زال”، مؤكداً أن “اليوم هو عيد بالنسبة إلى اللبنانيين، بعد أكثر من عامين من الشغور الرئاسي”.

وأضاف رئيس وزراء لبنان السابق أن خطاب عون في البرلمان تناول جميع المفاصل والقضايا السياسية التي يطمح اللبنانيون إلى أن تكون لهم دولة، وتكون سلطتها غير منقوصة بسبب وجود قوى مسلحة بغير الدولة في لبنان، قائلاً إن “هذه القوى تمنع الدولة من ممارسة قرارها الحر”.

وشدد السنيورة على أن “فترة الرئاسة التي تمتد لـ6 سنوات، يجب أن تكون فترة إصلاح وتحقيق النهوض”، مؤكداً أن “لبنان كان يتحسر على فقدان الإصلاح السنوات السابقة”.

وأشار إلى أن “الأزمات التي وقع فيها لبنان مثل الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، والذي أصاب الدولة اللبنانية بعقبات كبيرة، يمتلك الآن فرصة لتحويل تلك المآسي إلى فرص مستجدة يستطيع اللبنانيون أن يمارسوا دورهم بحرية”.




وانتخب البرلمان اللبناني الخميس، قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للبلاد، في الجولة الرابعة عشر من التصويت، منهياً 26 شهراً من الشغور الرئاسي، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022.

وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، قائد الجيش جوزاف عون رئيساً بعد حصوله على 99 صوتاً من أصل 128، فيما صوت 15 لأسماء أخرى، و9 قدموا أوراقاً بيضاء، و5 أصوات ملغاة.

السلاح بيد الدولة

وفسر السنيورة، ذكر عون في خطابه أن السلاح سيكون مقتصراً في يد الدولة فقط، على أنها “رسالة إلى كل القوى المتواجدة في لبنان ومحيطه، بما سيكون عليه المسار اللبناني في العهد الجديد لمعالجة تلك المشاكل الكبرى التي يعاني منها اللبنانيون”.

وأكد رئيس وزراء لبنان السابق على أن “الأمور (في لبنان) لن تستقيم من خلال صراع بين سلطتين واحدة منهم غير شرعية”، موضحاً أنه “يجب أن تكون الأمور تحت الدولة اللبنانية ولا يجب أن ينازعها أحد في سلطتها، عبر حل المشكلات بكل حكمة واحتضان لجميع مكونات الدولة”.




وحدة الوطن

وأوضح السنيورة أن “من الحكمة أن يكون كل مكونات الدولة اللبنانية موحدة تحت الخيمة الرئاسية”، مشيراً إلى أن “المسلمين الشيعة مكون رئيسي في الدولة، ولهم وعليهم مثل باقي مكونات الشعب اللبناني”. 

وشدد رئيس وزراء لبنان السابق على ضرورة “إعادة بناء الدولة اللبنانية المدنية المحتضنة لكل مكوناتها، لكسب ثقة الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي”، لافتاً إلى أن “التحديات التي سيواجهها الرئيس عون، هي استعادة الدولة، وأن لا تكون هناك دولة خاصة لمراكز قوى بغير الدولة من هنا أو من هناك”.

اللجنة الخماسية

وعن مساهمة اللجنة الخماسية بشأن فوز عزن، أوضح السنيورة أن “المملكة العربية السعودية لعبت دوراً كبيراً وحاسماً في إنهاء الشغور الرئاسي”، لافتاً إلى أن “اللجنة وقفت عقبة أمام سيطرة الجماعات والطائفة على الدولة”.

وتتألف اللجنة الخماسية من السفراء السعودي وليد البخاري، والمصري علاء موسى، والفرنسي هرفيه ماجرو، والأميركية ليزا جونسون، والقطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.

وأشار السنيورة إلى أن “اللبنانيين يرغبون في عودة بلادهم إلى دولة مسؤولة تحترم اتفاقيتها مع العالم”، مؤكداً أن “لبنان يريد فتح صفحة جديدة مع المجتمع الدولي لاستعادة الثقة”. وأكد أن “هذه الحلول تبدأ من الداخل اللبناني، من خلال استعادة اللبنانيين لدولتهم المخطوفة”، مشيراً إلى أن لبنان بيده فرصة الآن من خلال انتخاب الرئيس الاستعادة بلدهم نحو رؤية صحيحة للدولة”.

تشكيل حكومة

أوضح السنيورة أنه تم انتهاء المهمة الأولى (انتخاب الرئيس)، وبدء المهمة التالية (اختيار الحكومة)، مشيراً إلى أن “الدولة يجب أن تستعيد الدستور واتفاق الطائف، إلى جانب احترام النظام الديمقراطي البرلماني، الذي ينص على أن تكون هناك أكثرية تحكم وأقلية تعارض”.

وأشار على أنه “تم التلاعب بالديمقراطية واتفاق الطائف”، وفق تعبيره. وأكد أن “مبادئ الثلث المعطل والديمقراطية التوافقية، وأن يكون هناك حكومات وحدة وطنية، أدت إلى خراب لبنان”.

و”الثلث المعطل” يعني حصول فصيل سياسي على ثلث عدد الحقائب الوزارية في الحكومة، ما يسمح له بالتحكم في قرارتها وتعطيل انعقاد اجتماعاتها.

ولفت رئيس وزراء لبنان السابق إلى أن “هذه المراحل يجب أن تنتهي لتشكيل الحكومة، ويجب احترام البرلمان الديمقراطي، واتفاق الطائف، وإعادة المحاسبة الأسبوعية، ليكون المسؤول أكثر وعياً وحرصاً وفي نفس الوقت يعود الدور الطبيعي للمعارضة من أجل مصلحة لبنان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *