ألمانيا.. هل تعرقل عودة ترمب طريق حزب ميركل إلى السلطة؟
يشعر المحافظون في ألمانيا بالقلق من أن تُعقد عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، مسيرتهم نحو تحقيق فوز ساحق على المستشار أولاف شولتز في الانتخابات المقررة الشهر المقبل، بحسب ما أوردته “بلومبرغ”.
وحتى مع تقدم مريح في استطلاعات الرأي، ينظر مستشارو فريدريش ميرز، زعيم حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” (حزب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل)، بقلق من أن يغير تنصيب ترمب في 20 يناير، حسابات الانتخابات من خلال تصوير شولتز بصفته “مدافعاً عن الديمقراطية”.
وقال ميرز عن حفل تنصيب ترمب: “لا أنظر إلى هذا التاريخ كما ينظر الأرنب إلى الثعبان”، مقللاً من شأن المخاوف من أن يؤدي التغيير في القيادة الأميركية إلى قلب السياسة الألمانية رأساً على عقب.
ولكن مع تهديد ترمب بإعادة تنظيم النظام العالمي، والتأثير على الاقتصاد الألماني والتهديد من روسيا، وزيادة الدعم لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، يراهن معسكر شولتز على أن القلق العام من ارتفاع شعبية أليس فايدل، زعمية “البديل من أجل ألمانيا”، قد يصب في مصلحته.
وفي مؤتمر للحزب عقد السبت في برلين، عزز شولتز صورته كمدافع عن القيم الديمقراطية ضد الخطاب الأميركي، حيث تم ترشيحه رسمياً كمرشح للحزب الديمقراطي الاجتماعي، وكثف انتقاداته لخطاب ترمب التوسعي الجديد.
وقال شولتز: “ينطبق مبدأ حرمة الحدود على كل بلد. لا توجد دولة هي الفناء الخلفي لدولة أخرى. لا ينبغي لأي دولة صغيرة أن تخشى جارتها الكبيرة. هذا هو جوهر ما نسميه القيم الغربية – قيمنا”.
شولتز..”باني الجسور”
ومثل ميرز، ينظر شولتز ومساعدوه إلى عودة ترمب إلى البيت الأبيض باعتبارها “عامل تغيير محتمل”، لافتين إلى أن لدى ترمب العديد من الطرق لإلقاء ورقة رابحة يمكن أن تغير مسار انتخابات 23 فبراير.
وفي الإطار، قالت مانويلا شويزيج، حليفة شولتز في الحزب الديمقراطي الاجتماعي: “مع أولاف شولتز، نحن ندعم مستشاراً يتميز بالخبرة والحصافة والموثوقية. الانتخابات هي اختيار بين نوعين مختلفين: شولتز باني الجسور، أو ميرز المثير للانقسام”.
وبحسب آخر الاستطلاعات التي نُشرت السبت، فقد تراجعت كتلة ميرز بنقطة مئوية إلى 30%، فيما اكتسب الحزب الديمقراطي الاجتماعي نصف نقطة مئوية إلى 16%، كما ارتفع حزب البديل من أجل ألمانيا بنصف نقطة مئوية إلى 22%، وهو أعلى مستوى للحزب في عام.
واستفاد شولتز نفسه من التحول المتأخر للفوز بالانتخابات في عام 2021، جزئياً من خلال عرض نفسه كزعيم موثوق به على النقيض من اثنين من المتنافسين غير الشعبيين الآخرين.
صعود اليمين المتطرف
وأعرب أعضاء حزبيْ “الديمقراطي المسيحي” و”الديمقراطي الاجتماعي” على حد سواء عن استيائهم من صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا”، وخاصة بعد أن أجرت زعيمة الحزب أليس فايدل، محادثة حظيت بتغطية إعلامية كبيرة مع الملياردير المتحالف مع ترمب، إيلون ماسك على منصته الاجتماعية “إكس” الخميس.
وقال أعضاء الحزب المقربون من ميرز إن الحدث، الذي عرض تدخل ماسك في السياسة الألمانية ودعمه لليمين المتطرف، حظي باهتمام إعلامي مفرط وأزاح رسالة الحزب الديمقراطي المسيحي.
وعقد “البديل من أجل ألمانيا” مؤتمره لتنصيب فايدل كمرشحة لمنصب المستشارة، السبت، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك للمجموعة، إذ بدأ الاجتماع متأخراً ساعتين، بعد أن قام نحو 10 آلاف متظاهر بمنع الوصول إلى مكان الحدث.
يشار إلى أن كافة الأحزاب، رفضت العمل مع حزب “البديل من أجل ألمانيا”، الذي يدعو إلى خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي وترحيل المهاجرين.