قررت ألمانيا منح جيشها الصلاحيات الكاملة لإسقاط الطائرات المُسيرة المجهولة، التي يُشتبه في قيامها بالتجسس على القواعد العسكرية والمنشآت الصناعية وغيرها من البنى التحتية الحيوية، حسبما نقلت “بلومبرغ” عن أشخاص مطلعين على الأمر.
ومن المرتقب أن يوافق مجلس الوزراء برئاسة المستشار أولاف شولتز، الأربعاء المقبل، على مشروع تعديل لقانون أمن الطيران. ويتيح هذا التعديل للجيش استخدام القوة ضد الطائرات المُسيرة “لمنع وقوع حادث خطير أو هجوم”، وفقاً للأشخاص المطلعين.
وفي السابق، كانت السلطات الألمانية تعتمد على تشويش أجهزة الإرسال لتعطيل الطائرات المُسيرة، ولكن تبين أن بعض النماذج الحديثة قادرة على تفادي هذه التقنية.
وقالت المصادر إن وزيرة الداخلية نانسي فيزر، ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس، وهما من كبار أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يقوده شولتز، اتفقا على هذه الإجراءات بعد رصد طائرات مُسيرة في الأسابيع الأخيرة، في أجواء محظورة بالقرب من منشآت الطاقة والاتصالات والنقل، بالإضافة إلى منشآت صناعية في مختلف أنحاء البلاد.
ورجحت المصادر أن تكون هذه المُسيرات قد نُشرت من قبل جهة حكومية لأغراض “تخريبية”. وأضافت أن التعديل المقترح، لن يُسمي أي دولة أجنبية بعينها، لكن السلطات تشتبه في أن “روسيا والصين هما أبرز المتهمين”.
وعندما سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، عن الأمر في مؤتمر صحافي دوري في بكين، الثلاثاء، قال إنه غير مطّلع على التفاصيل. وأضاف أن بلاده “تعارض بشدة الأطراف المعنية التي تقوم بإطلاق تكهنات لا أساس لها أو تشويه سمعة الصين من دون أي دليل واقعي”، بحسب “بلومبرغ”.
توسيع صلاحيات الجيش
وسيُتيح التعديل للسلطات المحلية طلب تدخل الجيش واتخاذ الإجراءات اللازمة إذا استدعى الأمر ذلك، مما يمثل توسيعاً للصلاحيات الحالية التي تتيح للقوات المسلحة إطلاق النار فقط على الطائرات العسكرية الأجنبية في ظروف محدودة، وفقاً للمصادر.
وفي الأسابيع الأخيرة، رُصد عدد متزايد من الطائرات المُسيرة المشبوهة بالقرب من ثكنات الجيش، بما في ذلك قاعدة “رامشتاين” الجوية الأميركية، حيث شوهدت عدة طائرات تحلق فوق المدرج بسرعة تجاوزت 200 كيلومتر في الساعة.
وتفترض السلطات الألمانية أن هذه الطائرات مُسيرات عسكرية، وليست من النماذج المتاحة في الأسواق الاستهلاكية، وفقاً للمصادر.
وأوضحت المصادر أن السبب وراء الاعتقاد بأن روسيا هي المسؤولة عن التجسس المشتبه به هو أن الطائرات المُسيرة استهدفت قواعد ألمانية يتلقى فيها الجنود الأوكرانيون التدريب العسكري.
وقالت “بلومبرغ” إن هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها التي تواجهها ألمانيا مع الطائرات المسيرة المجهولة. ففي نوفمبر الماضي، رُصدت طائرة مسيرة مشبوهة بالقرب من حاملة الطائرات البريطانية “كوين إليزابيث” في ميناء هامبورج.
وأضافت أن المُسيرة اقتربت من السفينة إلى درجة دفعت الجيش الألماني إلى نشر جهاز تشويش يُعرف باسم “Effektor HP-47″، ما أدى إلى ابتعاد الطائرة بسرعة.
كما رُصد عدد كبير من الطائرات المسيرة المشبوهة حول البنى التحتية الحيوية في دول أوروبية أخرى، مثل السويد وبريطانيا ودول البلطيق، خلال الأشهر الماضية.
ولم يُقدم تفسير واضح لهذه الحوادث حتى الآن، حسبما أفاد مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته. وأضاف أن النشاط المشبوه للطائرات المُسيرة تراجع في النهاية.
