سفير أميركا لدى إسرائيل يأمل سياسات تشجع التطبيع في عهد ترمب
قال السفير الأميركي المنتهية ولايته لدى إسرائيل جاك لو إن “تقدماً كبيراً” تحقق على صعيد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة بمجرد أن بدأ التعاون بين الرئيسين الأميركيين جو بايدن ودونالد ترمب.
وتزامنت فترة عمل لو سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل، والتي امتدت 15 شهراً، مع الحرب التي شنتها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة بعد هجوم لحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023.
ومن المقرر أن يسلم لو (69 عاماً) مهامه إلى مايك هاكابي، وهو قس معمداني وحاكم سابق لولاية أركنسو، عندما يعود ترمب للبيت الأبيض، الاثنين. وأجرى مقابلتين مع “رويترز”، في ديسمبر والثلاثاء بمناسبة انتهاء فترة عمله.
“تَوتُّر بنَّاء”
وقال لو، الذي ينتمي للحزب الديمقراطي، إن التعاون بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بدأ بعد انتخاب ترمب مباشرة قبل شهرين. وأضاف أن أفضل ما يخدم المصالح الوطنية هو ما سماه “التسليم الودي” ونقل السلطة بطريقة بناءة.
وأضاف: “أعتقد أن الكثير من التقدم تحقق، وأظن أن كل الأطراف لاحظت حقيقة أن لدينا إدارة منتهية ولايتها وإدارة جديدة عملتا جنباً إلى جنب للتأكيد على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق”.
وأشاد لو بالتزام بايدن بالتوصل لاتفاق مع قرب انتهاء ولايته وترحيبه بمشاركة ترمب. وقال الرئيس الأميركي المنتخب إن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم تطلق حركة “حماس” سراح الرهائن قبل توليه السلطة في العشرين من الشهر الجاري.
وأضاف لو: “حقيقة أن (بايدن) والرئيس المنتخب يستخدمان لغة خطاب مختلفة في تلك المسألة ربما تسببت في حالة بناءة من التوتر لأن لديهما ذات الهدف.. وهو (ترمب) استخدم لهجة جعلت الناس تقول ’ما الذي يمكن أن يحدث لاحقا؟’ إذا كنا نعمل على أهداف متعارضة لكان الأمر مختلفاً ربما.. لكننا لسنا في هذا الموقف.. ليس هناك اختلاف يذكر بين ما نحاول تحقيقه”.
ورغم خلافات قوية بين بايدن وترمب ظهرت في سنة عصيبة بالسياسة الأميركية، عمل مبعوثاهما للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف مبعوث ترمب وبريت ماكجورك مبعوث بايدن، مع وسطاء من مصر وقطر للتوصل لاتفاق طال انتظاره يشمل أيضاً إطلاق سراح رهائن مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في سجون إسرائيلية.
قلق أميركي
ورُشح لو للمنصب قبل هجوم السابع من أكتوبر 2023، ووصل إلى القدس بعد أسابيع قليلة من شن إسرائيل حربها على قطاع غزة على إثر ذلك. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم “حماس” أسفر عن سقوط 1200 واحتجاز أكثر من 250 آخرين، فيما قتلت إسرائيل أكثر من 46 ألف فلسطيني في قطاع غزة منذ ذلك الحين.
وأغضبت إدارة بايدن الكثير من مؤيديها بسبب دعمها لإسرائيل في حرب غزة التي لم تقدم لها فيها أسلحة ومساعدة مادية فحسب، بل أيضاً الدعم الدبلوماسي في مواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وجهتها دول معارضة للحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت أوامر باعتقال عدد من المسؤولين الإسرائيليين، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه. وتنفي إسرائيل والولايات المتحدة تلك الاتهامات.
لكن مع استمرار الحرب الإسرائيلية دون هوادة ومع تزايد عدد الضحايا والمصابين الفلسطينيين، تحول القلق الأميركي حيال التكتيكات الإسرائيلية إلى دعوات صريحة لضبط النفس. وأصاب ذلك العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتوتر.
وتوخى لو، الذي يفضل مثل بايدن التوصل لاتفاق سلام يتضمن قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، الحذر في تقييم علاقته مع نتنياهو الذي يعارض بشدة قيام دولة فلسطينية.
وقال: “شعرت بارتياح كبير وأنا أبدي رأيي عندما أختلف وأطرح وجهات النظر التي أعتقد أنها في صالح تحقيق الهدف المشترك.. لا أعرف ما يقولون عندما أغادر الغرفة لكن لم يكن أي طرف مزعجاً بالنسبة لي”.
آفاق حل النزاع
وعندما تم التواصل مع لو لتولي المنصب، العام الماضي، كان من المنتظر أن يعمل على توسيع نطاق “اتفاقيات إبراهيم” بين إسرائيل ودول عربية أخرى.
ويقول لو إنه نظراً لاستمرار الحرب كان لا بد من إعادة صياغة خططه عندما بدأ العمل في الثالث من نوفمبر 2023، لكن المهمة الرئيسية ظلت قائمة. وقال إنه يأمل أن تنتهج الولايات المتحدة سياسات تشجع التطبيع خلال الولاية الجديدة لترمب، الذي أبرم “اتفاقيات إبراهيم” في ولايته الأولى.
وقال لو إن التطبيع مع السعودية لن يحدث إلا إذا تحققت حالة من الهدوء في غزة وتولت هيئة بديلة لحركة “حماس” إدارة القطاع، لكن للحفاظ على الهدوء، يجب أن يتوفر سبيل لضمان أمن إسرائيل إلى جانب حكم ذاتي للفلسطينيين.
وأضاف: “ما تسمعه هو: كيف تتحدثون عن حل الدولتين ومنح حماس مكافأة على ما فعلته في السابع من أكتوبر ومنح إيران النصر؟ والإجابة على هذا السؤال سهلة للغاية في الواقع، لأن آخر شيء في العالم تريده حماس أو إيران هو حل الدولتين الذي ينهي الصراع ويضع حداً له”.
وانزعج لو عندما وصف البعض في إسرائيل معارضة الولايات المتحدة لاستخدام القنابل التي تزن 2000 رطل في مناطق حضرية مكتظة بالسكان في غزة بأنها حظر على الأسلحة، في حين أنه في نفس اليوم الذي توقفت فيه عمليات تسليم هذه القنابل تم شحن صواريخ دقيقة التوجيه.
وقال لو إنه اعتبر ذلك كما لو كان دور الولايات المتحدة هو الدفاع عن دولة صديقة تواجه انتقادات عالمية حادة، وفي الوقت نفسه تحملها المسؤولية وفقاً للمعايير الأخلاقية والقانونية المشتركة للبلدين.
وتولى لو منصب كبير موظفي البيت الأبيض ومنصب وزير الخزانة في عهد الرئيس السابق المنتمي للحزب الديمقراطي باراك أوباما.
وقال إن الدعم الأميركي لإسرائيل لا يزال قوياً إلى أقصى حد، لكن من المهم لإسرائيل أن تحافظ على الدعم الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.