في أمسية روائية تخللت «فرجان المحرق».. سوزان أبو الهوى: أتوق لقراءة الأدب البحريني – الوطن
ولاء الجمعان
في أمسية روائية تخللت «فرجان المحرق»، ولقاء ثقافي جمع بين الشباب والكبار، أُقيم في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، حيث تعمق الأدب الفلسطيني في ذاكرة الشباب الذين جاؤوا متوشحين بـ«الكوفية الفلسطينية» ومتشوقون لسماع هذا الفن المناضل، والذي تحدثت عنه الكاتبة الفلسطينية الأمريكية والناشطة في حقوق الإنسان سوزان أبو الهوى، من دون أن تنسى البوح بتوقها لقراءة الأدب البحريني.
أبو الهوى أوضحت أن روايتها الشهيرة «بينما ينام العالم»، التي تم ترجمتها إلى أكثر من 30 لغة، حملت أصداء مفاجأة بالنسبة لها، إذ تم استقبال الرواية بشكل جيد في الغرب، لأنها قدمت صورة إنسانية عن الفلسطينيين، بعيداً عن الصورة النمطية التي يقدمها الإعلام الغربي، حيث يُنظر إلى الفلسطينيين إما كإرهابيين أو كضحايا فقراء يحتاجون للمساعدة.
وأضافت أن الرواية تصف حياة الفلسطينيين، وتراثهم، وكرامتهم وإنسانيتهم، وهو ما جعلها تلقى هذا الإقبال الكبير.
وأشارت الكاتبة إلى أنها تعتبر رواياتها كنوافذ تُفتح على عالم الأمل وسط المعاناة والشجاعة، معتبرة أن كلماتها من قلب ينبض بالواقع ويغني للحرية، وأن الأدب الفلسطيني له دور كبير في ترسيخ وجود الشعب الفلسطيني، كما أنه يعكس تاريخاً وحضارة عريقة لا يمكن تهميشها.
وقالت أن مهرجان «فلسطين تكتب»، الذي أسسته وساهمت في تنظيمه هو الأول من نوعه للأدب الفلسطيني، حيث جمع أدباء وفنانين فلسطينيين من جميع أنحاء العالم، من الـ48، من القدس، من غزة، من المخيمات في لبنان، ومن الدول العربية والغربية، مضيفة أن المهرجان كان حدثاً ثقافياً عظيماً، شارك فيه أيضاً أدباء من المجتمعات الأمريكية.
وتطرقت أبو الهوى أيضاً إلى مشروع «ملاعب لفلسطين»، الذي يهدف إلى إنشاء ملاعب للأطفال الفلسطينيين في المخيمات، مشيرة إلى أن هذا المشروع بدأ في عام 2001، وكان يهدف إلى إقامة مناطق ترفيهية للأطفال الذين لم يعرفوا معنى اللعب في ظل ظروفهم الصعبة، وذكرت أنها كانت جزءاً من فريق أسس مدرسة في غزة، حيث استمرت الحياة التعليمية رغم الظروف القاسية.
وأوضحت أن دور الأدب لا يقل أهمية عن دور السلاح، لأننا بحاجة إلى تعزيز وجودنا وتاريخنا وثقافتنا، خصوصاً في ظل محاولات تشويه الحقائق وتزوير التاريخ.
وعبّرت عن حزنها لعدم كتابة رواياتها باللغة العربية لوجود معانٍ شاعرية ومحركة للعواطف ومؤثرة أكثر من اللغة الإنجليزية، إذ تعتبر أبو الهوى نفسها أنها «سجينة» للغة الإنجليزية التي أُجبرت في الغربة على تعلّمها واستخدامها أكثر من اللغة العربية.
وفي سياق اللقاء، قالت الكاتبة أبو الهوى، في رد على سؤال لـ«الوطن»، إنها تتشوق لقراءة الأدب البحريني وتتطلع لقرائته، مشيدة بأهمية تركيز المجتمعات العربية على إنتاجاتها الأدبية التي تركّز على الثقافة أكثر من أي شيء آخر.
وشكرت أبو الهوى مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث على حسن الاستضافة.
الجدير بالذكر أن الكاتبة الفلسطينية الأمريكية والناشطة في حقوق الإنسان سوزان أبو الهوى درست علم الإحياء، لكنها توجهت للأدب، وكانت أبرز أعمالها «بينما ينام العالم» و«والصباح في جنين» و«الأزرق بين السماء والماء» و«منازل الأحلام» و«الحياة على شفا الحاوية»، وركزت في أعمالها على نشر الوعي بالقضية الفلسطينية للأجيال التي تعاني من قلة الإطّلاع على التاريخ.