اخبار البحرين

أسباب تجعلنا نتحول إلى روبوتات! – الوطن

أميرة صليبيخ


مؤخراً بدأت تظهر لي على الهاتف النقال في محرك البحث غوغل صفحات تطلب مني التأكيد بأني لست روبوتاً، وحتى يتحقق مني هاتفي النقال الذي يعرف عني أكثر مما أعرفه عن نفسي، فلا بد لي أن أختار صوراً معينة وأميزها من بين مجموعة صور عشوائية.

فعلى سبيل المثال تظهر 9 صور وعليّ أن أحدد منها فئة الإشارات الضوئية أو فئة الدراجات الهوائية، لأثبت بأني بشرية ولست آلة! فهاتفي النقال يشك فيني ويجعلني أشك في نفسي أيضاً. هل أنا روبوت فعلاً؟

هذا التحقق الأمني من قبل الهاتف من المفترض أن يحمي الخصوصية ويحفظ البيانات من الهجمات السيبرانية ويتأكد بأنه غير مخترق وهي خطوة جيدة. لكن هذا السؤال المطروح بشكل يومي متكرر عند كل عملية بحث، جعلتني أفكر بأني لا أملك بالفعل الدليل الكافي لأثبت بأني لست روبوتاً. ومع الوقت كرهت تكرار السؤال علي ومحاولاتي المستمرة لإثبات إنسانيتي عن طريق اختيار مجموعة صور.

هل هذا كافٍ لأثبت له ولنفسي بأني لست روبوتاً؟ فماذا عساي أن أكون في نظره؟ ثم ماذا عن الآخرين؟ كيف أتأكد من أنهم ليسوا روبوتات وأنا لا أستطيع أن أعرض عليهم هذه الصور لأتأكد من ذلك؟ تخيل عزيزي القارئ أن الاختيار الصحيح للصور هو إثبات لإنسانيتنا!

بالنسبة لي فأنا لدي مقياسي الخاص أيضاً لأقيس به مدى إنسانية من حولي ونسبة الروبوت فيهم! فعندما يكون لك روتين يومي ممل وعلى ذات النمط فأنت مجرد آلة لا حياة فيها، أنت مجرد روبوت آخر وقع في فخ الروتين البائس. وعندما ترى الآلاف من البشر يموتون حول العالم دون أن يرمش لك جفن، بل تتجه بسرعة لسماع بعض الموسيقى حتى تنسى ما رأيته فإنك لست إنساناً، أنت روبوت. وعندما تشيح بوجهك عن حيوان يتألم أو يئنّ من الجوع والبرد، فأنت بلا مشاعر لأنك شبه روبوت.

ولكن ما هي صفات الروبوت التي تجعلني أعتقد بأننا في طريقنا للتحوّل إلى نسخة منه؟ الروبوت مجرّد منفّذ خالٍ من الإبداع، غير جاهز أو مهيأ للتفكير، بل يتصرف في حدود برمجته ووعيه المحدود.

لا يعرف التفكير خارج الصندوق لأنه أساساً لا صندوق لديه ليفكر خارجه! يتعامل مع الكل بشكل متساوٍ ولا يفرق بين أحد، لا يستطيع المبادرة، بل ينتظر الأوامر فقط، واضح للجميع والكل يعرفون مفاتيحه ويجيدون استخدامها في الوقت الصحيح. الروبوت لا رأي له ولا منطق.

فهل تنطبق بعض هذه السمات عليك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *