الاجتماع العائلي يوم الجمعة – الوطن
بسمة عبدالله
في مجتمعنا البحريني بشكل خاص، والمجتمع الخليجي بشكل عام عادات جميلة متوارثة من الآباء والأجداد الهدف منها الحفاظ على الأواصر والروابط الأسرية والعائلية بين أفراد الأسرة، خصوصاً بعد ما يكبر الأبناء ويستقلون بأسرهم خارج بيت الأب، من أهمها عادة «التجمع العائلي» عن طريق الاجتماعات العائلية التي تقام في بيت الجد أو الجدة، والذي نسميه في لهجتنا الدارجة «البيت العود».
يتم في هذا التجمع التلاقي بين الآباء والأبناء والأحفاد وعادة ما يكون في أيام الخميس أو الجمعة، أيام «العطل الرسمية» من كل أسبوع، يجلس الجميع على وجبة الغداء أو العشاء يتسامرون ويتبادلون أطراف الحديث، يشربون المشروبات الساخنة والباردة، ويستمتعون بأكل الحلويات، يضحكون ويمرحون، الكبار والصغار في جو تسوده المودة والألفة والسعادة.
ففي هذا الاجتماع تتعزز الروابط الأسرية، وتفتح قنوات للتواصل بين جميع أفراد الأسرة صغيرهم وكبيرهم من خلالها يتم طرح ومناقشة المشكلات الاجتماعية، والشخصية والأمور الهامة لديهم، ووضع الحلول وتقديم الدعم المناسب، ما يعزز الشعور بالانتماء والمسؤولية المشتركة.
واستغلال الاجتماع لغرس القيم والمبادئ للأبناء مما يُسهم في بناء شخصياتهم وتقويم سلوكياتهم.
وإذا أردنا إنجاح هذا التجمّع العائلي علينا نحن الآباء أن نُهيئ المكان المناسب، والجو المريح، والاستقبال بالترحيب واختيار أجمل العبارات والكلمات الإيجابية، وإشعار الجميع بأهمية الاجتماع العائلي، وأنهم لا يشكلون عبئاً أو ثقلاً علينا وأن وجودهم مهم للغاية، تحديد هدف أو موضوع لكل جلسة يتم النقاش حوله، وإعطاء مساحة للجميع للتحدث عن أنفسهم وطموحاتهم ومناقشة المعوقات والإنصات لهم وتشجيعهم.
وضرورة وضع قواعد وضوابط لهذا المجلس مثل: الالتزام والتحلي بآداب الحوار في المجلس، والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة، وترك الهواتف المحمولة وكل ما يشغلهم عن المشاركة والتحدث مع الآخرين.
وفي المقابل إذا أردنا إفشال ذلك التجمع بالإكثار من النقد اللاذع والهجوم، وإلقاء الأوامر، والإكثار من النصائح، والوعظ، والأسئلة وعدم السماح بإبداء الرأي المخالف لآرائنا والاستهزاء به. «وهدوا إلى الطيب من القول».
ختاماً.. نأمل أن يتوارث الأبناء هذه العادات الحميدة ويحافظوا عليها جيلاً بعد جيل، وألا يقتصر التواصل والتراحم بين الإخوة والأهل في حياة الآباء فقط، وهذا للأسف ما نراه بعد رحيل الآباء، بل تمتد صلة الرحم وتبقى حتى بعد وفاتهم فيكونوا خير خلف لخير سلف.