أمريكا وأوزار حرب غزة | جريدة الرؤية العمانية
مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المقرر صباح اليوم الأحد، يأمل الشعب الفلسطيني في أن يحيا بأمان وسلام، وأن تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن تنفيذ حرب الإبادة الجماعية التي مارستها طيلة ما يزيد عن 470 يومًا، وأن تضع الحرب أوزارها، وأن تنسحب قوات الاحتلال من كافة الأراضي التي احتلتها بالقوة العسكرية المميتة، بدعم واضح وصريح من الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم أنَّ كيان الاحتلال لا عهد له في هكذا اتفاقيات أو تفاهمات أو هُدن، إلّا أن الراعي الأمريكي للكيان، والذي هو نفسه أحد الوسطاء في “صفقة غزة”، يتعين عليه أن يضمن عدم عودة الاحتلال الإسرائيلي لشن أي هجوم أو عدوان على القطاع، وتفادي اندلاع الحرب مُجددًا، التي حرقت الأخضر واليابس في غزة، وهددت منطقتنا بحرب كبرى منذ اليوم الأول.
على الولايات المتحدة أن تكبح جماح اليمين المتطرف الذي يتولى الحكم في دولة الاحتلال، وأن تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، على إلزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ جميع مراحله دون أية ألاعيب، كي يتمكن الشعب الفلسطيني بعد كل هذه الفترة من أن يعود إلى أرضه ويبدأ رحلة إعادة الإعمار التي ستستغرق سنوات طويلة، لا يعلم عددها إلا الله.
إنَّ ما شهده قطاع غزة من دمار وإبادة وجرائم حرب، يفرض على الجميع العمل من أجل أن يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، ويتمكن من بناء دولته المستقلة وفق مُقررات الشرعية الدولية والمواثيق الأممية.