كشفت شركة ناشئة عن مستشعر جديد للتصوير يغير من طريقة عمل الكاميرات في الهواتف والسيارات، وكذلك الأجهزة الميكروسكوبية.
تعتمد فكرة المستشعر الجديد، الذي قدمته شركة PxE Holographic Imaging خلال معرض إلكترونيات المستهلكين CES 2025، على إدراكه للضوء حسب الأطوال الموجية للأشعة المنعكسة نتيجة اصطدام الضوء بالأجسام أمام الكاميرا، وذلك يختلف عن طريقة عمل الكاميرات التقليدية، التي تعتمد على رصد مستشعراتها لأشعة الضوء نفسها، بغض النظر عن أطوالها.
رؤية مختلفة
أشارت الشركة إلى أن طريقة رؤية مستشعرها الجديد المختلفة للضوء جعلته قادراً على قياس عمق ميدان الصورة Depth of Field بشكل أكثر دقة، مما يتيح للكاميرا فهم وحساب المسافة بينها وبين جميع العناصر التي تراها بدقة فائقة، وبالتالي يمكنها هذا من جمع بيانات دقيقة للغاية حول المسافات بين العناصر وبعضها البعض بمعدل دقة يصل إلى 1/1000 سنتيمتر.
ويمكن الاستفادة من هذه الدقة الفائقة في تطبيقات متنوعة، مثل التصوير السيلفي في كاميرات الهواتف الذكية، بحيث يمكن للمستخدمين التقاط صور بوضع بورتريه Portrait mode، والذي يعتمد على فصل الخلفية عن العنصر الذي تركز عليه عدسة الكاميرا، وعادة ما كان يتم اقتطاع بعض بصيلات الشعر الخارجية من رأس المستخدم عند فصل الخلفية، ولكن مع المستشعر الجديد لن يحدث ذلك لدقة قدرته على تحديد المسافات بين العناصر بدقة كبيرة.
حاولت الشركة توضيح قدرات مستشعرها فائق القدرات خلال معرض CES 2025، وذلك من خلال عرض مقاطع مصورة تُظهر العديد من الأجسام المتحركة أمام الكاميرا، التي تتضمن المستشعر، مع عرض تلك الأجسام بألوان مختلفة حسب بُعدها عن الكاميرا، فيشير اللون الأحمر إلى أنه الأقرب إلى الكاميرا، يليه الأصفر والأخضر والأزرق للإشارة إلى الأجسام الأبعد.
تصميم فريد
عرضت الشركة، عبر موقعها الرسمي، التصميم التفصيلي لمستشعر التصوير الجديد، والذي استبدلت خلاله “فلتر باير” (Bayer Filter) الشهير، والمكون من 4 مربعات ملونة لكل بيكسل (1 أزرق، 1 أحمر، 2 أخضر) لجعل مستشعر الكاميرا قادراً على التقاط صور ملونة، بمكون جديد يعمل على قياس الأطوال الموجية للضوء بدلاً من العناية بألوانها فقط، وهو مكون PxE HoloCoder الشفاف الذي يركز على أبعاد العناصر في الصورة لإنشاء صورة هولوجرامية مجسمة توضح طبيعة الأبعاد بين العناصر وبين الكاميرا.
كذلك يستعين المستشعر الجديد للتصوير بمعالج هولوجرامي للمحتوى المصور، إلى جانب طبقة تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعالجة جميع البيانات وتقديمها بدقة فائقة في النهاية.
تستهدف الشركة أيضاً توجيه مستشعرها الجديد للتصوير نحو قطاع السيارات ذاتية القيادة، والتي تعتمد بشكل كبير على الكاميرات والمستشعرات التي تمكن أنظمة القيادة الذاتية الحاسوبية من التعرف على المسافات التي تبعدها عما حولها من عناصر، لتتمكن من تقديم تجربة قيادة ذاتية آمنة.
لم تكشف الشركة عن موعد محدد لبدء وصول المستشعر الجديد إلى الأسواق، إلا أنها رجحت احتمالية حدوث ذلك في السنوات القليلة المقبلة.
جدير بالذكر أن فكرة هذا المستشعر تتشابه مع ما تقدمة أبل مع هواتفها آيفون 15 برو وآيفون 16 من ميزة Spatial Video، والتي تتيح للمستخدمين تصوير فيديوهات تخزن كماً كبيراً من البيانات المعتمد على قياس دقيق لأبعاد العناصر، وكذلك المسافات بين بعضها البعض وبينها وبين الكاميرا، بحيث يحصل المستخدم على تجربة ثرية وكأنه يعيش اللحظات التي صورها في الفيديو من جديد عند عرضها داخل نظارة أبل “فيجن برو” Vision Pro للواقع المختلط، لذلك قد يكون مسشعر شركة PxE هو مستقبل إنشاء المحتوى الغامر.
