مبعوث أميركا للشرق الأوسط يحدد 4 مبادئ لسياسة ترمب الخارجية
كشف مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الاثنين، عن 4 مبادئ حددها دونالد ترمب في مجال السياسة الخارجية بشكل عام، والشرق الأوسط بشكل خاص، والتي تتضمن “احترام السيادة”، واعتبار “الازدهار الاقتصادي كجسر للاستقرار” في المنطقة.
وقال ويتكوف في كلمة خلال حفل أقيم بمبنى “كابيتال وان” في العاصمة واشنطن، إن ترمب حدد “رؤية واضحة وجريئة للشرق الأوسط، وهذه الرؤية هي التي ترشدني في كل خطوة أخطوها في هذه المهمة”.
وأضاف أن “قيادة الرئيس ترمب أعادت تعريف ما يمكن تحقيقه عبر السعي لإحراز التقدم والاستقرار في الشرق الأوسط”، لافتاً إلى أن “نهجه الحاسم والبراجماتي يتضمن التعامل مع أكثر الصراعات المتجذرة وبمنظور جديد واستراتيجيات مبتكرة”.
وأرجع الفضل في إطلاق سراح 3 محتجزات إسرائيليات من قطاع غزة وفق اتفاق بين إسرائيل وحركة “حماس” إلى ترمب، قائلاً إن سياساته “حققت بالفعل نجاحات ملحوظة، مثل إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة.
واعتبر أن “هذا الإنجاز يُظهر قوة قيادة الرئيس ترمب والاحترام الذي يحظى به على الساحة العالمية. إنه مثال آخر على قدرته للوصول النتائج في أكثر المواقف تعقيداً وتحدياً”، على حد قوله.
وحضر الحفل بعض عائلات محتجزين أُطلق سراحهم من غزة، وآخرين لا يزالون محتجزين، كما حظوا بتصفيق كبير من الرئيس الأميركي والحضور.
مبادئ ترمب
حدد ويتكوف 4 مبادئ للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط والسياسة الخارجية بشكل عام في عهد دونالد ترمب.
مبادئ ترمب للسياسية الخارجية
- احترام السيادة.. كل أمة لها الحق في تحديد مصيرها بعيداً عن تدخلات القوى الخارجية
- الازدهار الاقتصادي كجسر للاستقرار.. من خلال الشراكة الاقتصادية والاستثمارية يمكن بناء أساس للتعاون ينهي المظالم التاريخية
- الدبلوماسية الشجاعة.. التقدم الحقيقي يتطلب محادثات صعبة، وقرارات جريئة، ومن خلال هذا يتم بناء الثقة والحفاظ عليها
- المعاملة بالمثل والمحاسبة.. الولايات المتحدة تطلب من الشركاء إجراءات متبادلة
ومضى يقول إن الولايات المتحدة “انتهت من تحمُّل العبء المالي للدول التي لا ترغب في تمويل تقدمها”. وتابع: “لقد انتهت أيام الشيكات على بياض”.
بتوجيه من الرئيس الأميركي، انضم ويتكوف، وهو مطور عقاري يعرف ترمب منذ عقود، إلى فريق بايدن الذي خاض مفاوضات طويلة وشاقة لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين لدى حركة “حماس” وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وعمل ويتكوف مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، وبريت ماكجورك مبعوث بايدن، معاً خلال الأيام الماضية في العاصمة القطرية الدوحة؛ لإتمام الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ بالفعل بدءاً من الأحد (19 يناير الجاري).
زيارة غزة
في وقت سابق الاثنين، أكد ويتكوف في تصريحات صحافية، عزمه زيارة قطاع غزة، في إطار جهود إدارة ترمب لضمان استمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال ويتكوف للقناة الـ 12 الإسرائيلية: “أعتقد أن دخول الاتفاق حيز التنفيذ كان صعباً، وربما سيكون تطبيق الاتفاق على الأرض أكثر صعوبة، والذهاب إلى قطاع غزة يتعلق بضمان أن ما نعتزم القيام به في خط نتساريم ومحور فيلادلفيا يتم تنفيذه بالشكل الصحيح”، وفق ما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
ونبَّه إلى أن الاتفاق “يشبه بشكل كبير” الاتفاق الذي قدَّمه بايدن في مايو الماضي، لافتاً إلى أنه “يتبعه تقريباً بشكل كامل. عندما دخلنا المفاوضات، كنا نعمل بموجب هذا الاتفاق”.
واستدرك بالقول إن ترمب أوكل إليه مهمة استكمال المقترح، وإيجاد طريقة لتنفيذه، موضحاً أن الرئيس الأميركي “شعر بالرضا” عن الاتفاق، معتبراً أن “ولايته أنقذت أرواحاً اليوم”.
ورداً على الانتقادات الموجهة لاتفاق المحتجزين، قال ويتكوف إن “هذه العائلات تستحق أن يعود أحباؤهم أحياء. نأمل أن نثبت اليوم أن هناك قيمة أكبر لإعادة المحتجزين إلى ديارهم أحياء، وإمكانية مواصلة الحوار لحل القضايا، مقارنة بمواصلة الحرب”.
تفاصيل لقاء ويتكوف مع نتنياهو
ورفض مبعوث ترمب الكشف عن تفاصيل لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي جرى في 11 يناير الجاري، والذي وصفه مسؤولون مطلعون بأنه كان “حاسماً” في إتمام الاتفاق.
وتحدَّث ويتكوف عن أنه “ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي كيفية التركيز خلال فترة قصيرة، وتنظيم الجهود من أجل الوصول إلى خط النهاية”.
وأردف: “لقد جمع نتنياهو قرابة 9 أو 10 أو 11 من كبار قادة الجيش الإسرائيلي، وأعطى توجيهاً لفريقه ليكونوا نشطين جداً، وكان ذلك هو الفارق”.
وبيّن أن ترمب “أعطاني التوجيه لدعم الصفقة في حال كانت قابلة للتحقيق. وكان علينا صنع الحوافز للطرفين لإتمامها”.
ووفقاً لـ”تايمز أوف إسرائيل”، أبلغ نتنياهو شركاءه في الائتلاف الحاكم، أن هذه الحوافز تشمل ضمانات أميركية بالسماح لإسرائيل باستئناف الحرب بعد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يتضمن 3 مراحل، وهو ما قد يبدو “خرقاً” لشروط الاتفاق.
لكن عندما طُلب منه توضيح طبيعة تلك الحوافز الأميركية، اكتفى ويتكوف بالقول: “الحوافز كانت إعادة هؤلاء الأشخاص إلى ديارهم. ولا أريد مناقشة الوعود التي قدمناها. والاتفاق يتحدث عن نفسه، لكنني أعتقد أن الجميع لديهم دافع جيد للتفاوض بروح من حسن النية، ورؤية ما إذا كنا نستطيع حل كل هذا بطريقة ودية وسلمية ودبلوماسية”.