اخر الاخبار

“خبيئة بيكار” تفتح أبواب الفن الحديث في القاهرة

في قلب دار الأوبرا في القاهرة، افتتح  وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنّو، الثلاثاء، معرض “خبيئة بيكار” للفنان التشكيلي الراحل حسين بيكار، أحد رموز الحركة التشكيلية في مصر، بالتزامن مع إعلان الوزارة عن إعادة افتتاح متحف الفن الحديث، بعد أعمال التطوير التي شهدها خلال السنوات الماضية.

ضمّ المعرض عشرات اللوحات والرسومات التحضيرية لبيكار، التي تعرض للمرّة الأولى، وذلك احتفاء بمرور 112 عام على ميلاده في مدينة الإسكندرية.

كما شمل المعرض عدداً من رسوماته التي أبدعها في الفيلم التسجيلي “الأعجوبة الثامنة”، الذي يخلّد فيه تاريخ معبد أبو سمبل في جنوب مصر، وملحمة إنقاذه من الغرق في ستنينات القرن الماضي. كما تمّ عرض بورتريهات ذاتية للفنان في مراحل حياته المختلفة. 

وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة د. وليد قانوش: “إن الأعمال التي تمّ عرضها بخبيئة بيكار، هي من ضمن مقتنيات قطاع الفنون التشكيلية، التي حصلنا عليها بعد وفاة الفنان، وتتألف من مجموعة من الاسكتشات والمواد التعليمية التي كان يستخدمها لتعليم طلابه، فضلاً عن الأعمال الخاصة بعملية إنقاذ معبد أبو سمبل، التي وثّقت هذا الحدث، وسيتم  عرض مقتنيات أخرى لبيكار في الفترات المقبلة”. 

وأشار إلى أن انطلاق هذا المعرض يتزامن مع إعادة افتتاح متحف الفن الحديث، بعد عمليات رفع الكفاءة في السنوات الثلاث الأخيرة، وكذلك إعادة افتتاح  قاعة أبعاد، “وهي قاعة العروض المتغيّرة داخل المتحف”، لافتاً إلى أن مخازن المتحف تعدّ الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وتضمّ  18 ألف عمل فني لروّاد الحركة التشكيلية.

وأوضح أن اختيار اسم الخبيئة، “جاء انطلاقاً من عدم عرض هذه الأعمال من قبل، كما يتم التداول بهذا الاسم  في المجال الأثري، مثلما أطلق الأثريون على خبيئة الأقصر في القرن التاسع عشر، التي ضمّت مومياوات ملكية عرضت حينها للمرّة الأولى”.

“الأعجوبة الثامنة”

 خلال المعرض جرى عرض فيلم “الأعجوبة الثامنة”، الذي يوثّق عملية إنقاذ آثار النوبة بعد بناء السد العالي في جنوب مصر، في ستينيات القرن الماضي.

وكانت لوحات بيكار عن بناء معبدي أبو سمبل ولوحاته عن مصر القديمة، في زمن الملك رمسيس الثاني، النواة الأساسية التي اعتمد عليها المخرج العالمي الكندي جون فيني في فيلمه، حيث تمّ عرض أكثر من 80 عمل فني لبيكار .

وبالرغم من إنتاج الفيلم بإصرار من وزير الثقافة الأسبق الراحل ثروت عكاشة، لتوثيق هذا الحدث التاريخي، إلا أنه اختفى في ظروف غامضة لعقود من الزمن، قبل العثور عليه مجدداً.

وقال ثروت عكاشة حينها: “إذا كان هذا الفيلم قد اختفى من على وجه الأرض بطريقة غامضة، ولم يعد له أثر، إلا أن لوحات”بيكار” باقية بأكملها سجلاً فنياً خالداً، لملحمة إنقاذ معبَدي أبو سمبل، مثلما سجّل مايكل أنجلو ملحمته في سقف الكابيلا سيستينا بالفاتيكان”.

وأكد الدكتور أحمد فؤاد هنّو، وزير الثقافة في كلمته قبل عرض الفيلم، “أن إعادة افتتاح متحف الفن الحديث بمعرض “خبيئة بيكار”، هو تجسيد لالتزامنا بحماية الإرث الثقافي، ويمثّل هذا الحدث نافذة مفتوحة أمام الأجيال الجديدة، للتعلم من روّاد الفن، الذين جعلوا من أعمالهم جسراً يصل بين الماضي والمستقبل”. 

كما أشار إلى أن لوحات بيكار “كانت توثيقاً مهماً للملحمة التاريخية أثناء إنقاذ معبَدي أبو سمبل” . 

تنوّعت أعمال بيكار الفنية، وكانت له إسهامات في مجال الصحافة من خلال رسوماته، كما أبدع في رسم أغلفة الكتب، وفي مجال الموسيقى.

وتحدث المهندس حمدي السطوحي، صاحب مبادرة “أبو سمبل 2000″، خلال ندوة بعنوان “أبو سمبل حالة ملهمة”، تناول فيها الدور الكبير الذي لعبه بيكار في توثيق هذا الحدث فنياً. كما شرح بشكل تفصيلي عملية إنقاذ معبَدي أبو سمبل من الغرق في ستينيات القرن الماضي. 

متحف الفن الحديث 

يعرض متحف الفن الحديث ألف عمل فني، بين رسومات ومنحوتات لروّاد الحركة التشكيلية المصرية في القرن العشرين، أبرزهم الفنان محمود سعيد، وتُعرض له لوحة شهيرة بعنوان “بنات بحري”.

 كما تُعرض رسومات للفنان راغب عياد ومحمد صبري، ولوحات للفنانة التشكيلية الراحلة مارجريت نخلة، ومنحوتات للفنان الكبير محمود مختار، أبرزها منحوتة “عروس النيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *