اخبار تركيا
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العالم العربي والإسلامي إلى الوقوف بجانب الأشقاء في غزة على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وترأس أردوغان الثلاثاء اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع.
قال: “في بداية كلمتي، أسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة لإخواننا الـ66 الذين قضوا في حريق اندلع صباح اليوم في فندق في منطقة كارتالكايا في محافظة بولو. وأتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين. وأتقدم بأحر التعازي لأسر الضحايا وأقاربهم ووطننا الحبيب.
“اليوم ليس يوم السياسة، بل يوم التضامن والوحدة والتكاتف”
بمجرد أن تلقينا نبأ الحريق، أرسلنا على الفور أربعة من وزرائنا إلى بولو. وتلقينا معلومات مستمرة من المحافظ ورئيس هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) الذين كانوا يقومون بجهود الاستجابة للحرائق. لقد استجاب للحريق 156 سيارة و428 فردا من مؤسساتنا المختلفة. وتم فتح تحقيقات إدارية وقضائية لتحديد أسباب الحريق والمسؤولين عن هذه الكارثة. وفي المرحلة الأولى، تم اعتقال أربعة أشخاص بينهم صاحب الفندق الذي وقعت فيه الكارثة. يجب علي أن أقول وبشكل واضح وجلي، سيتم محاسبة كل من تسبب في هذه الكارثة بأي شكل من الأشكال، وكل من أهمل وأخطأ، أمام القانون”.
“تعافي سوريا واستعادة قوتها سيصب في صالح منطقتنا بأكملها”
لقد تناولنا العديد من القضايا الحساسة خلال زيارة وزيري الخارجية والدفاع ومدير الاستخبارات في الإدارة السورية الجديدة إلى بلادنا. نحن لم نترك أشقاءنا السوريين وحدهم طوال 14 عاما من الظلم والمجازر. كما أننا سنقف إلى جانب الحكومة الجديدة والشعب السوري في جهودهما الرامية إلى إعادة إحياء وإعمار سوريا. إن تعافي وازدهار سوريا وإزالة الأنقاض التي تركها الأسد خلفه عندما هرب، لن يصب في صالح أشقائنا السوريين فحسب، بل في صالح منطقتنا بأكملها. وحتى يحدث هذا التعافي، فإن من المهم للعالم العربي والإسلامي أن يدعم هذا البلد قبل أي أحد آخر. كما ينبغي أيضا رفع العقوبات التي فرضتها المؤسسات الغربية في أقرب وقت ممكن.
“جاء الآن دور العالم العربي والإسلامي لدعم أشقائنا في غزة”
لقد توقفت الاعتداءات التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مع دخول اتفاقية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل يومين. حيث استشهد 50 ألفا من سكان غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتعمدة التي استهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية. كما أصيب أكثر من 110 آلاف من أشقائنا. لقد نفذت إسرائيل على مدى 471 يوما، سياسة الإبادة الجماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتهجير سكان قطاع غزة على وجه الخصوص. وتكشف الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن حجم الدمار الهائل في قطاع غزة. نحن في تركيا قدمنا الدعم اللازم لضمان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار من خلال الدبلوماسية متعددة الأبعاد التي قمنا بها عبر قنوات مختلفة. ونحن سعيدون للغاية أن نرى أشقاءنا في غزة يبتسمون بعد 471 يوما. وفي هذه المناسبة أسأل الله عز وجل أن يرحم جميع أشقائنا الذين استشهدوا في الاعتداءات الإسرائيلية الغادرة واللاإنسانية وأن يسكنهم فسيح جناته، وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين حماس.
لقد دفع أشقاؤنا في غزة ثمنا باهظا، لكنهم لم يركعوا لقطاع الطرق، ولم يستسلموا لسياسة المجازر. وتظهر صور تبادل الأسرى والمعتقلين من الذي يقدر حياة الإنسان وكرامته ومن يتجاهلها. إن العالم أجمع يعلم أن لإسرائيل سجلا سيئا للغاية فيما يتعلق بانتهاكات وقف إطلاق النار. نحن على ثقة بضرورة منع ذلك من خلال مواصلة الضغط المستمر على الحكومة الإسرائيلية. ونحن في تركيا سنواصل القيام بكل ما هو ضروري في هذا الصدد. كما أننا سنعمل على زيادة مساعداتنا الإنسانية التي وصلت إلى 100 ألف طن لاسيما قبل شهر رمضان المبارك. وسنستثمر وقف إطلاق النار ونسرّع جهودنا لتمهيد الطريق للسلام الدائم في المنطقة. وفي هذا الإطار تقع على عاتق العالم الإسلامي مسؤوليات كبيرة. لقد قاوم أهل قطاع غزة بأسنانهم وبكل قوتهم لمدة 471 يوما دفاعا عن أرضهم. والآن جاء دور العالم العربي والإسلامي للوقوف إلى جانب أشقائهم في غزة”.
