نظمت هيئة الفنون البصرية بالتعاون مع معهد “مسك”، معرض “سيرة ومسيرة” للفنان الراحل سعد العبيّد، أحد روّاد الفن التشكيلي، الذي أسهم في تطوير المشهد التشكيلي السعودي على مدى ستة عقود.
يضم المعرض 153 لوحة للفنان، فضلاً عن مجموعة من الاسكتشات، وكتيب يجمع أعماله. ويُعرض في قصر الثقافة في حي السفارات، فيلم قصير يلخص مسيرة الراحل، وتقام مجموعة من الجلسات الحوارية التي تدور حول حياته، ومحطاته الفنية.
حضور وتأثير
القيّم على المعرض الفنان التشكيلي عبد الرحمن السليمان قال لـ “الشرق”: “يمثّل المعرض تقديراً واعترافاً بدور الفنان الكبير، لجهة حضوره الفني وتأثيره، واهتمامه بزملائه الفنانين والناشئين”.
وأشاد بالدور الذي تؤديه وزارة الثقافة لجهة دعم الفنون البصرية، من خلال المشروعات الضخمة التي تشرف عليها وتنفذها هيئة الفنون، وهذا المعرض هو جزء منها.
مدرسة فنية
من جهتها أوضحت بسمة الشثري، مدير إدارة التقييم الفني وكبير القيمين الفنيين في “مسك”، أن المعرض يضمّ 161 عملاً فنياً، أقدمها يعود إلى عام 1966، وصولاً إلى آخر عمل أنتجه الفنان عام 2020”.
واعتبرت أن المعرض “يشكّل فرصة للجمهور والفنانين الناشئين والباحثين ليشاهدوا أعمالاً فنية أُنتجت على مدى أكثر من خمسة عقود، كما أن وجود هذا العدد الكبير من الأعمال الأصلية في مكان، واحد يتيح التعرّف على مراحل تطوّر أعمال الفنان عبر السنين”.
وقالت “إن الفنان الراحل كان مدرسة، كان يعشق الفن ويسعى دائماً لإتقانه، وكان لديه تنوّع كبير، من البورتريه إلى الطبيعة، وناقش موضوعات متنوّعة في أعماله، وهو حيث افتتح مدرسة في منزله لاستضافة الفنانين، ودعم الجميع بحرص كبير.
حافز للفنانين
خالد بن سعد العبيد، نجل الفنان، أكد أن هذا التكريم، ليس مستغرباً على رجالات الدولة، وقال: “والدي يعدّ أحد روّاد الفن السعودي، وممثلاً للمملكة في العديد من المحافل داخل وخارج المملكة، وشارك في تنظيم العديد من المعارض الدولية والمحلية”.
أضاف: “الفنان السعودي يجب أن يمثّل بلده قبل أن يمثل نفسه، يجب أن ينشر ثقافته، ويكون داعماً لبلده في المهرجانات والمناسبات، ونحن الآن في مرحلة تُبرز ثقافتنا للمجتمعات الأخرى، مع رؤية المملكة والتقدّم الذي تشهده”.
ولد العبيّد في الرياض عام 1945، ويعدّ بمثابة الأب الروحي للفنانين التشكيليين، وصاحب مسيرة طويلة امتدت لقرابة ستة عقود، أقام خلالها تسعة معارض شخصية في عدة مدن بالمملكة.
ويأتي معرض “سيرة ومسيرة” في إطار جهود هيئة الفنون البصرية لتسليط الضوء على الإرث الفني السعودي، وتعريف المجتمع بنتاجاته الإبداعية وروّاده.
