اخبار تركيا

الدور الحيوي للدول الإسلامية في دعم غزة: من الإغاثة إلى البناء المستدام

اخبار تركيا

أكد الأكاديمي والمحلل التركي أحمد أويصال، أنه يجب على المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الإسلامية، التي عجزت عن وقف الحرب والإبادة الجماعية في غزة، التحرك بسرعة لدعم عملية إعادة إعمار القطاع.

وقال أويصال في مقال بصحيفة الشرق القطرية إنه على الرغم من الإبادة الجماعية والدمار الهائل الذي تعرض له شعب غزة، إلا أن هذا الشعب لم يستسلم للاحتلال الإسرائيلي، بل أظهر مقاومة أسطورية.

وأوضح أنه بعد 15 شهراً من الصمود، فشلت إسرائيل في تحقيق هدفها بالقضاء على المقاومة، مما أجبرها على قبول وقف إطلاق نار طويل الأمد. ومع بدء عملية وقف إطلاق النار التي توسطت فيها قطر، يسود بين الفلسطينيين رغم التحديات الكبيرة شعور بالتفاؤل، في حين يعمّ خيبة الأمل في صفوف الصهاينة وداعميهم.

ومع ذلك، تظل المرحلة القادمة في غاية الأهمية، حيث يجب الاستمرار في الضغط عبر المقاطعة، الدعاية، وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب قانونياً، لضمان عدم تجرؤ الصهاينة وداعميهم في ارتكاب مثل هذه الجرائم مستقبلاً. يقول الكاتب.

وتابع المقال:

يجب على المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الإسلامية، التي عجزت عن وقف الحرب والإبادة الجماعية في غزة، أن تتحرك بسرعة لدعم عملية إعادة إعمار القطاع. إن الدمار الهائل الذي حل بغزة يستدعي جهوداً واسعة تشمل مختلف الجوانب والقطاعات. من أولويات هذه الجهود تقديم المساعدات الإنسانية، إصلاح أو إعادة بناء البنية التحتية، دعم التعافي الاقتصادي، وتوفير إدارة فعالة. تأتي المساعدات الإنسانية في مقدمة الأولويات العاجلة، إذ يعاني سكان غزة في ظل الشتاء القاسي من الجوع العطش ويفتقرون إلى الكهرباء والوقود وأبسط خدمات الرعاية الصحية.

يجب أن يتم توزيع المساعدات بشكل عادل بين جميع المحتاجين. إلى جانب التنسيق السريع للوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً، تعتبر المساعدات الطبية عنصراً أساسياً، حيث أصيب العديد من الأشخاص وتعرضوا للإعاقة نتيجة الحرب. لذلك، من الضروري إنشاء مستشفيات ميدانية، وتوفير الأدوية، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي. نظراً لأن إسرائيل دمرت المستشفيات بشكل متعمد، تزداد الحاجة إلى الأطباء، والمستلزمات الطبية، والأجهزة الطبية. فقدت العديد من العائلات أحباءها، مما يجعل الدعم النفسي أمراً بالغ الأهمية لمساعدة الناجين في مواجهة معاناتهم ومحاولة التأقلم مع تحديات الحياة. وبالنظر إلى حجم الدمار الذي خلفته الحرب، فإن الصدمات النفسية تكون هائلة، خصوصاً بين المدنيين والأطفال.

وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، سيتم إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، منها 50 شاحنة ناقلة للوقود. وبما أن المساعدات الإنسانية كانت محتجزة بالفعل على الحدود المصرية، فلن تكون هناك مشكلة كبيرة في المرحلة الأولى. ومع ذلك، فإن أي تأخير أو نقص في المساعدات التي يحتاجها سكان غزة على المدى المتوسط والطويل سيكون عاراً علينا جميعاً. تأتي المساعدات الغذائية في مقدمة الاحتياجات الإنسانية، بالإضافة إلى الحاجة الماسة للمياه النظيفة، حيث إن نظام المياه والصرف الصحي قد تعرض للتدمير. لذا، يتطلب الأمر جلب المياه من الخارج في الوقت الراهن، مع العمل في الوقت ذاته على إصلاح البنية التحتية. ومن بين المساعدات العاجلة الأخرى، توفير المأوى للنازحين، حيث إن إعادة بناء المنازل المدمرة ستستغرق وقتاً طويلاً، مما يستلزم توفير الخيام والمساكن المؤقتة بشكل عاجل.

في المدى القريب والمتوسط، هناك مهمة إعادة بناء المنازل المدمرة ولدى تركيا وقطر تجربة إعادة البناء. إن حجم الدمار في غزة يشبه إلى حد كبير الزلزال الذي وقع في جنوب تركيا وشمال سوريا في عام 2023. في ذلك الزلزال، تعرضت خمس ولايات تركية لدمار كبير، وفقد 2 مليون شخص منازلهم. كما أسفر الزلزال عن وفاة 53 ألف شخص وإصابة 107 آلاف آخرين. ومع ذلك، تمكنت تركيا من النجاح في عملية إعادة الإعمار خلال عامين، ويمكن لغزة أن تستفيد من نفس الخبرة في إعادة الإعمار. في هذا السياق، يعتبر التخطيط الحضري وتحديد الأولويات بشكل جيد، فضلاً عن تأمين التمويل، من المواضيع المهمة.

لتحقيق حياة قابلة للعيش، يتطلب الأمر إصلاح وإعادة بناء الطرق والجسور، فضلاً عن إصلاح نظام الكهرباء. يجب العمل بسرعة على إصلاح الخطوط وتوفير الطاقة الشمسية والمولدات المتنقلة. كما أن إنشاء شبكات الاتصال يعد حاجة أساسية، لأنه سيساعد في توصيل المساعدات ودعم بدء الأنشطة الاقتصادية بشكل تدريجي وتسريعها. إن إنعاش الاقتصاد وخاصة الزراعة والتجارة، سيساعد أهل غزة في تلبية احتياجاتهم الخاصة. ولهذا الغرض، هناك حاجة إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. من جهة أخرى، يجب فتح المؤسسات التعليمية بسرعة، حتى لا يتأخر تأهيل أطفال غزة وتعويض السنوات المفقودة، مما يساعد في عودة الحياة إلى طبيعتها. كما يجب أن تستمر الضغوط الدبلوماسية والمقاطعة واهتمام وسائل الإعلام لمنع إسرائيل من العودة إلى الحصار على غزة مرة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *