اخر الاخبار

السودان.. سياسة ترمب لإحلال السلام تنعش آمال وقف الحرب

حُسم الأمر وتم تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يُعيد رسم أجندة بلاده الخارجية، بعدما صرح بأن سياسته تتركز حول “أميركا أولاً “، و”صناعة السلام كإرث شخصي”، و”وقف الحروب”.

ومع عودة ترمب وحديثه عن “وقف الحروب”، ظهرت العديد من النقاشات والتساؤلات حول سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه السودان في ظل حرب مشتعلة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.

الوضع المعقد في السودان يطرح تساؤلات حول كيفية تعامل إدارة ترمب مع الملف، وهل سيوليه أهمية قصوى لإنهاء معاناة السودانيين؟

وقال مواطنون سودانيون التقتهم “الشرق” في مدينة بورتسودان شرقي السودان إنهم ينتظرون من ترمب إنهاء الحرب في السودان من خلال وساطة تقوم بها إدارته بين جميع المكونات السودانية.

موقف الحكومة السودانية

وزير الخارجية السوداني السفير علي يوسف ذكر لـ “الشرق” أن السودان كان دائماً منفتحاً على التعاون مع جميع الإدارات الأميركية، وهو يرى في عودة ترمب “فرصة لإعادة صياغة العلاقة، خاصة في ظل فشل إدارة الرئيس جو بايدن في التعاطي مع ملف السودان”، مضيفاً: “نتطلع لحوار إيجابي، ولمزيد من التفاهمات مع إدارة ترمب”.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية كأول رد فعل من الحكومة السودانية عقب تنصيب ترمب.

وأشار يوسف إلى أنه “لا توجد توقعات بأن تتم مراجعة فورية من الإدارة الجديدة للعقوبات التي تم فرضها على رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في الوقت الحالي”، معتبراً أن هذه “العقوبات ليس لها تأثير عملي أو مادي، إذ تتحدث العقوبات الأميركية عن امتلاك البرهان أرصدة مالية أو شركات في الولايات المتحدة، وهي في الأصل غير موجودة”.

وأعرب وزير الخارجية عن رفض العقوبات الأميركية، ليس لأنها تلحق ضرراً بالبرهان بل لأنه أمر مرفوض أن يكون قائد القوات المسلحة السودانية عرضه لمثل هذا الإجراء من أي جهة أميركية، مشيراً إلى أن الحكومة السودانية تعتزم مطالبة الرئاسة الأميركية بمراجعة للعقوبات من أجل المطالبة بإلغائها.

وأكد وزير الخارجية على وجود قنوات اتصال غير مباشر مع إدارة ترمب تشمل شخصيات أميركية، وسودانية ذات صلة بالجمهوريين.

وكشف الوزير عن وجود رؤية وبرنامج لمراجعة السياسة الأميركية في السودان، ستبدأ بعد تولي الإدارة الجديدة مهامها وسلطاتها مضيفاً “هناك وقت للتعاطي مع الإدارة الأميركية الجديدة”.

الاهتمام المباشر 

وقال القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدّم” بكري الجاك لـ”الشرق”: “بحسب المؤشرات فإن الإدارة الأميركية لن يكون لها اهتمام مباشر بملف السودان، وبالحرب بين القوات المسلحة، والدعم السريع” متوقعاً بأن يسلم الملف لحلفائه الإقليميين بدلاً من التدخل المباشر على أن يتم تسوية وضع السودان ضمن حزمة إقليمية.

وذكر المستشار بقوات قوات الدعم السريع الدكتور يعقوب نورين لـ”الشرق” أن “حديث ترمب عن إرث السلام، يفسر بأن الرئيس الأميركي يضع لنفسه رؤية وتاريخ على خلاف الرؤساء السابقين الذي تعاقبوا على حكم البيت الأبيض”.




وأضاف:” الآن ترمب يرتب للاتصال بعدد من الرؤساء وزعماء العالم لوقف الحروب وفي حال نظرنا إلى السودان نجده ليس بمعزل عن العالم، على الرغم من وجود قضايا كبيرة ومهمة في أولوياته مثل الحرب في غزة، والحوثيين في اليمن بالإضافة إلى تقليم أظفار إيران ومن يتعاملون معها”، معتبراً أن العقوبات التي فرضت على البرهان هي مقدمة لوضع حد لهذه الحرب في السودان.

واعتبر نورين أن “الولايات المتحدة خلال ولاية بايدن تقلص دورها في إفريقيا خاصة دول غرب إفريقيا، واقتصر وجودهم على ساحل البحر الأحمر، وهذا الوجود ليس له تأثير كبير، متوقعاً بأن تكون واشنطن فاعلة في ملف السودان”.

كنوز السودان 

وأشار إلى أن التعاون الاقتصادي هو مدخل لكل العلاقات، إذ ستكون أميركا فاعلة في السودان؛ لأنه بلد اقتصادي من الممكن الاستفادة منه، ويحتاج لحكومة ديمقراطية من متفق عليها من الشعب، على أن تنتهج سياسة خارجية متزنة قائمة على المصالح، وتتجنب التحالفات والمحاور بشكل كبير.

وذكر نورين أن الاعتدال في السياسة الخارجية سيكون مدخلاً رئيسياً في التعامل مع إدارة ترمب التي لها خلفية اقتصادية، وتبحث عن مصالح أميركا، لذلك سيكون لها تأثير كبير يمكن أن يغير شكل العلاقات بين البلدين.

وقال الدبلوماسي عمر عثمان الأمين لـ”الشرق”: “الطريقة التي سيتعامل بها ترمب تتسم بالصرامة على عكس الرئيس السابق جو بايدن الذي يتعامل بدبلوماسية ناعمة”، مؤكداً أن الرئيس الأميركي سيعتمد على الضغوط الاقتصادية من أجل حل النزاعات ووقف الحرب والانتقال بالدول من مرحلة الدمار والقتل إلى مرحلة السلم، وهو أمر يحتاج إلى حلفاء إقليميين ودوليين داعمين اقتصادياً بشكل كبير ومباشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *