عيد الشرطة…ذكرى متجددة و تضحيات مستمرة
الجمعة 24 يناير 2025 | 11:11 صباحاً
هشام صبري نائب مدير معهد تدريب الضباط بأكاديمية الشرطة
لم يكن يوم 25 يناير 1952 يومًا عاديًا في تاريخ كفاح مصر ضد الاحتلال البريطاني، ولكنه شاهد على بسالة وشجاعة رجال الشرطة المصرية، حينما رفضوا تسليم محافظة الإسماعيلية وثكنات الشرطة للقوات البريطانية التي كانت تتمركز في منطقة القناة بدعوى اختباء الفدائيين بها، والذين اشتدت أعمالهم الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القناة، فقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة.
معركة ضد المستعمر
ورغم قلة أعدادهم وضعف أسلحتهم التي لم تزد عن بنادق عتيقة يدوية وذخيرة محدودة، فقد دارت معركة ضد المستعمر المسلح بالأسلحة ة في ذلك الوقت، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، فسقط خمسون شهيدًا وأصيب ثمانون من رجال الشرطة البواسل.
وهذا اليوم اكتسب خصوصية أكبر بالنسبة لأهل الإسماعيلية، الذين تكاتفوا لمقاومة المحتل، مجسدين أروع صور تلاحم الشعب مع الشرطة الوطنية في معركة الدفاع عن أرض الوطن وكرامته والتي كانت الشرارة الكبرى لقيام ثورة يوليو 1952، فتقاسم رجال الشرطة ومحافظة الإسماعيلية هذا اليوم ليكون عيدًا لهم ولكل المصريين.
ولم تتوقف مسيرة التضحية والفداء من رجال الشرطة منذ ذلك التاريخ، بل تواصل العطاء من أجل صون وحماية أمن الوطن والمواطن ومقدراته من كل ما يهدد أمنه وسكينته، وتجلت هذه التضحيات عندما تصدى رجال الشرطة لموجات طيور الظلام الإرهابية المتعددة التي حاولت أن تسيطر على شعب مصر بفكرها المتطرف وإرهابها الأسود وأفعالها الدموية التي لم تفرق بين أبناء الشعب وانتهكت حتى حرمة بيوت الله حرقًا وتدميرًا.
وسالت الدماء الطاهرة لمئات من رجال الشرطة، لا فرق بين قائد وضابط وجندي، تصدوا بصدورهم لدفع هذا العدوان على الوطن المفدى، والدفاع عن الشعب الأصيل الذي تكاتف معهم وأيدهم في معركتهم ضد الإرهاب الأسود.
وقد تطور دور الشرطة في خدمة الشعب من مجرد إقرار الأمن وحفظ النظام وتنفيذ القانون، فأخذ بعدًا اجتماعيًا جديدًا تجسد في صورة مبادرات اجتماعية تهدف إلى مساندة المواطنين ودعمهم في مواجهة مصاعب الحياة.
ومنها مبادرة “كلنا واحد” التي تهدف إلى توفير السلع الأساسية والاستهلاكية للمواطنين بأسعار منخفضة وجودة متميزة من خلال منافذ ثابتة ومتحركة للبيع للتخفيف عن كاهل المواطنين ومحاربة الغلاء والاحتكار.
وأيضًا مبادرة “سجون بلا غارمين أو غارمات” التي أطلقها أحد شباب الضباط من أجل مساهمة ضباط وأفراد الشرطة في سداد ديون الغارمين والغارمات وإطلاق سراحهم بعد قضاء ديونهم لأصحابها، تلك المبادرة التي تبنتها فيما بعد العديد من منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية كأحد أوجه التكافل والتضامن الاجتماعي.
وأيضًا مشاركة قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية في مبادرة “صحتك تهمنا” من خلال توجيه قوافل طبية مجهزة بالأطباء المتخصصين في مختلف فروع الطب، والأدوية والمستلزمات الطبية إلى الأماكن الأكثر احتياجًا، لتوقيع الكشف الطبي وتقديم العلاج اللازم للمواطنين مجانًا، للتخفيف من أعباء الرعاية الطبية لهم.
تحية لأبطال الشرطة في عيدهم، ورحم الله شهداء الوطن من رجال الشرطة، وتحيا مصر وشعبها العظيم في أمن وأمان وسلام.
المصدر: بلدنا اليوم