اخبار البحرين

الصمود النفسي بالإيمان والحب – الوطن

في حياتنا، نواجه أحياناً تحديات غير متوقعة، وأزمات شديدة تقلب موازيننا، وتؤثر على استقرارنا وهدوئنا النفسي. لكن في خضم هذه العواصف، يظهر الصمود النفسي كدرعٍ قوي، يحمينا ويقودنا نحو الضوء. ويقصد بالصمود النفسي العودة إلى وضع ما قبل الصدمة، وهو ليس مجرد القدرة على التعافي، بل هو رحلة نمو وتطور، حيث نخرج من هذه الأزمات أكثر قوة وصلابة.

تخيل شعورك في لحظة صعبة، مثل فقدان عزيز، أو مواجهة مرض صعب، أو خسارة مالية، أو صدمة عاطفية. هذا الشعور بالضغط النفسي يمكن أن يكون كعاصفة تهب على حياتك، لكن هنا يأتي دور الصمود عن طريق التشبث بالايمان وأن الله سوف يخرجك من محنتك. عندها ترى النور في نهاية النفق، وتتأكد أن هناك فرصة جديدة تنتظرك، مما يدفعك إلى النهوض والاستمرار. مثل تلك الإنسانة التي عرفتها عن قرب، والتي مرت بأحلك الظروف، عندما أُغلقت الأبواب أمامها، كان إيمانها قوياً بالله تعالى، ولم تستسلم، بل كانت على يقين بأن الغد سيكون أجمل، مما ساعدها في تخطي أزمتها بنجاح.

كما يتجلى الصمود عن طريق وجود الحب والدعم العاطفي في مساعدتنا لمواجهة أزماتنا، فهو البلسم الذي يخفف عنا آلام الحياة، حيث يتحول كالزهر الذي ينبت في صحراء قاحلة، يمكننا من تحمل الصعاب والانتصار عليها، فعندما نواجه تجارب صعبة، ونكون محاطين بأحبائنا، نشعر بأننا لسنا وحدنا في محنتنا، مما يخفف من شعورنا بالقلق والخوف، ويعزز من إحساسنا بالأمان والانتماء لأنه يذكرنا بأن هناك من يهتم بنا، ويسعى إلى مساعدتنا في النهوض مرة أخرى.

وختاماً، الإيمان والحب هما الجناحان اللذان يحلقان بنا فوق عواصف الحياة المتلاطمة. فالإيمان، كالنور الخافت في أعماق الظلام، يضيء لنا الطريق ويقودنا نحو الأمل، بينما الحب هو الروح المفعمة بالطاقة التي تمنحنا القوة في أحلك اللحظات.. لذا عندما تشعر بأن الأمور تتعقد، والضغوط تزداد تذكر أنك تملك القدرة على الصمود بالإيمان والحب، كما قال الشاعر أحمد شوقي: “إن الحياة مليئة بالأحزان والهموم، ولكن الإيمان والحب يجعلانها أكثر جمالاً وسكوناً”. لذا، واجه تحدياتك بسلاح الصمود، كي تستمر في كتابة قصة حياتك بألوان من الأمل والتفاؤل.

أ. د. جهان العمران

أكاديمية وباحثة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *