اخر الاخبار

تهجير سكان غزة.. تباين في “الشيوخ الأميركي” بشأن مقترح ترمب

تباينت آراء أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي بشأن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل فلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وسط تحذيرات من تعقيدات سياسية وإنسانية تحيط بالخطة، وذلك رغم إعلان البلدين رفضهما بشكل رسمي فكرة “تهجير” سكان من القطاع، وتحذيرهما من خطورة الفكرة على القضية الفلسطينية.

واعتبر السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، المعروف بقربه من ترمب، في تصريح خاص لـ”الشرق”، أن التهجير الدائم لسكان غزة “يمثل تحدياً كبيراً للغاية”، وادعى أن الخطة تهدف إلى “إعادة إعمار القطاع”.

وأضاف جراهام أن الرئيس الأميركي “سيبحث مع شركائنا في مصر حدود قدرتهم على المساعدة، وسيحصل على إجابات واضحة عما يمكنهم القيام به وما لا يمكنهم قبوله”.

وكان الرئيس الأميركي أعرب عن رغبته في استقبال مصر والأردن فلسطينيين من قطاع غزة، وقال إنه تحدث مع ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن هذا الأمر، وهو ما رفضته القاهرة التي نفت حصول اتصال بين الرئيسين، فضلاً عن تأكيد الأردن “رفض التهجير”.

من جهته، دعا السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس تيد كروز، في تصريحات خاصة لـ”الشرق”، إلى ضرورة التمييز بين المدنيين الفلسطينيين وعناصر حركة “حماس”، قائلاً: “أعتقد أن هذا التمييز يجب أن يكون واضحاً”.

وعبّر كروز عن دعمه لجهود إسرائيل في القضاء على حركة “حماس”.

كما أبدى السيناتور الجمهوري جوش هاولي استيائه من الدول الرافضة لاستقبال من وصفهم بـ”اللاجئين”، قائلاً إن “رفض الدول المجاورة لغزة استقبال اللاجئين الفلسطينيين هو أمر مثير للاستياء”، على حد وصفه.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان عقب اقتراح ترمب، إن التهجير يهدد الاستقرار وينذر باتساع دائرة الصراع في المنطقة، مشددة على رفضها “أي مساس بالحقوق الفلسطينية سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو التهجير”، وأكدت استمرار دعم مصر “لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتمسكه بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

“جريمة حرب”

وكان عضو مجلس الشيوخ الأميركي الديمقراطي بيرني ساندرز أدان بشدة خطة ترمب، وذلك بعد أن تسببت الحرب الإسرائيلية في قتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، وتحويل معظم القطاع إلى أنقاض.

وقال ساندرز عبر حسابه على منصة “إكس”: “ترمب قال إنه يريد (تطهير غزة)، وتهجير الملايين من الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، إلى دول مجاورة”.

وأضاف: “هناك اسم لهذا التطهير العرقي، وهو جريمة حرب.. هذه الفكرة المشينة يجب أن يدينها كل أميركي”.

كما أعلنت الرئاسة الفلسطينية رفضها الشديد، وإدانة “أي مشاريع تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة”، مشددةً على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، قائلة: “لن نسمح بتكرار النكبات التي حلت بشعبنا في الأعوام 1948 و1967”.

ورغم ذلك، جدد الرئيس الأميركي، في وقت سابق الثلاثاء، التعبير عن رغبته في نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.

وزعم ترمب في تصريحات لصحافيين، أنه يعتقد أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني سيقبلان بنقل بعض من سكان غزة إلى بلديهما.

وقال ترمب: “أود أن يعيش الناس في منطقة حيث يمكنهم العيش فيها دون اضطرابات أو ثورات أو عنف. كما تعلمون، عندما تنظر إلى قطاع غزة، لقد كان جحيماً لسنوات عديدة، ويبدو لي أنه كانت هناك العديد من الحضارات على هذه المنطقة. لم يبدأ الأمر هنا، بل بدأ قبل آلاف السنين، ودائماً ما ارتبطت بها أعمال عنف. لذلك أعتقد أنه يمكن للناس أن يعيشوا في مناطق أكثر أماناً، وربما تكون أفضل بكثير وأكثر راحة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *