اخر الاخبار

الصين تطور طائرة مسيرة جديدة أسرع من الصوت

سلطت الاختبارات، التي أجريت لفئات جديدة من الطائرات المسيرة الصينية الأسرع من الصوت، في ديسمبر الماضي، الضوء على التقدم الذي أحرزته الصين في قدرات طائرات المراقبة.

ويُعتقد أن هذه الطائرات، هي تطور آخر لمنصة اختبار MD-22 الأسرع من الصوت، التي جرى الكشف عنها عام 2022، وأطلقت عليها أسماء MD-19 وMD-21 وMD-2، بحسب موقع Army Recognition.

وتشترك هذه الطائرات دون طيار في العديد من المزايا مع MD-22، بما في ذلك هياكل الطائرات بأجنحة على شكل دلتا وذيول عمودية مائلة، وهي مصممة لتلبية متطلبات مهام الاستطلاع في الأراضي المعادية.

وصُممت هذه الطائرات لإطلاقها من طائرات أخرى، مثل حاملات الطائرات H-6M، وهي مخصصة لمهام المراقبة في المناطق شديدة التحصين، وتعتبر قدرتها على العمل على ارتفاعات عالية وسرعات تفوق سرعة الصوت أمراً بالغ الأهمية لتعزيز قدرتها على البقاء ضد أنظمة الدفاع الجوي الحديثة.

ويشبه هذا تطوير طائرات الاستطلاع الأميركية SR-71 والسوفيتية MiG-25R/RB في الحرب الباردة، والتي كانت قادرة على تحقيق سرعات تتجاوز 3 ماخ مع الحفاظ على قدرة عالية على البقاء.

ومقياس “ماخ” هو وحدة قياس سرعة الأجسام التي تسير بسرعات فائقة مثل الطائرات النفاثة، ويعادل 1062.17 كيلومتر.

وكشفت وثائق وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، التي رفعت عنها السرية في أبريل 2023، أن الجيش الصيني “على الأرجح” بدأ تشغيل أول طائرة دون طيار للمراقبة العسكرية فرط صوتية في العالم. 

وتتخذ هذه الطائرة المتمركزة في مقاطعة آنهوي، تحت قيادة المسرح الشرقي، موقعاً استراتيجياً للتعامل مع حالات الطوارئ المحتملة في المناطق الحساسة مثل مضيق تايوان وشبه الجزيرة الكورية. 

ويتوقع أن توجه هذه التجربة العملياتية، استثمارات الصين المستقبلية في منصات أكثر تقدماً ذات أدوار موسعة.

وتسلط المواصفات الفنية للطائرة MD-19، الضوء على مكانتها كتطور مهم في المركبات الأسرع من الصوت.

ويبلغ طول الطائرة الصغيرة بين 8 و 11 متراً، وهي قادرة على الوصول إلى سرعات أعلى من 5 ماخ والعمل على ارتفاعات قريبة من الفضاء، كما تتميز بهندسة ديناميكية هوائية متقدمة.

وصُممت الطائرة MD-19 لأداء مهام مستقلة، ويمكن إطلاقها من طائرات مسيرة مثل TB-001 “win-Tailed Scorpion، أو من بالونات عالية الارتفاع، وهي مجهزة بنظام استرداد للهبوط التقليدي على المدرجات، وتمكنها هذه القدرات من تنفيذ مناورات معقدة، واختبار المفاهيم الديناميكية الهوائية، وربما تنفيذ مهام استطلاعية، أو عمليات مضادة للأقمار الصناعية، أو ضربات على غرار الكاميكازي (الطائرات الانتحارية).

بديل أقمار المراقبة

في حين تتبع أقمار المراقبة مسارات يمكن التنبؤ بها، ما يجعلها عرضة للخطر في حالة نشوب صراع مفتوح بين القوى الكبرى، توفر طائرات الاستطلاع الأسرع من الصوت مرونة استراتيجية كبيرة. 

وتوفر هذه الطائرات القادرة على اتخاذ مسارات طيران غير متوقعة والمخبأة في حظائر تحت الأرض، بديلاً قيماً للأقمار الصناعية، وتعزز القدرة على اختراق دفاعات الخصم، باعتبارها أصول حيوية للمراقبة على ارتفاعات عالية، خاصة خلال فترات التوتر العسكري المتزايد.

وتشمل التطورات الأخيرة لقطات عالية الدقة من برنامج ترويجي صيني يظهر اختباراً ناجحاً لمركبة الفضاء الأسرع من الصوت MD-19. 

وتُظهِر الطائرة التي أطلقت على ارتفاعات عالية بواسطة طائرة دون طيار من طراز Twin-Tailed Scorpion قبل الانتقال إلى الطيران المستقل، تقدم الصين في تقنيات الإطلاق والاسترداد في الفضاء القريب. 

وتُعَد MD-19، النسخة الأصغر من MD-22 Mingdi التي عُرِضت في معرض تشوهاى الجوي عام 2022، مصممة لاختبار وإثبات صحة المفاهيم الديناميكية الهوائية للمركبات الأسرع من الصوت.

وفي حين تتمتع المركبات الأسرع من الصوت مثل MD-22 بقدرات فريدة، فإنها لا تجعل القاذفات التقليدية عتيقة، ولكنها تكمل مجموعة متنوعة من أنظمة التسليم الاستراتيجية، ما يعزز من قوة الردع لدى أي دولة من خلال جعل قواتها أكثر صعوبة في التنبؤ بها وأصعب في تحييدها.

وتجمع المركبات الأسرع من الصوت في الصين بين القدرات الجديدة والاستراتيجيات المثبتة لتعزيز موقفها الردعي.

وتُعَد الطائرات دون طيار فرط الصوتية من طراز MD-19 وMD-22 مثالاً واضحاً على التقدم الذي أحرزته الصين في مجال الفضاء وتقنيات الطيران فرط الصوتي. 

وعلى الرغم من أنها لا تزال في مرحلة تجريبية، إلا أن إمكاناتها الاستراتيجية واضحة، ومن خلال تطوير أنظمة تكمل المنصات التقليدية، تعمل الصين على تعزيز قدرتها على اختراق الدفاعات وزيادة مرونتها الاستراتيجية الشاملة.

وتشير هذه التطورات إلى تحول في بيئة الأمن العالمية، ما يعكس الأهمية المتزايدة لتقنيات الطيران والفضاء المتطورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *