اخر الاخبار

من ميلوني إلى دير لاين.. سباق لكسب ود ترمب بين قادة أوروبا

تناولت مجلة “بوليتيكو” الأميركية، تقريراً أظهر منافسة جديدة في الساحة السياسية الأوروبية، تتمثل في سعي بعض قادة القارة لكسب وِد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عبر محاولات للتقرب منه، و”الهمس في أذنه، والتأثير عليه”.  

وبينما يبدو أن هذه العلاقة قد تكون مبنية على حسابات سياسية مُعقدة، فإن “بوليتيكو” تشير إلى أن بعض الزعماء الأوروبيين، مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، يتصدران المشهد، بينما يظل آخرون، مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بعيدين عن دائرة اهتمام الرئيس الأميركي.

وأظهرت قائمة المدعوين لحفل تنصيب الرئيس الأميركي أن إدارته أقرب إلى العديد من السياسيين اليمينيين المتطرفين من القادة التقليديين في أوروبا، وفيما يلي قائمة لأهم “الهامسين في أذن ترمب” الطموحين في أوروبا، الذين صنفتهم “بوليتكو” على أساس مدى توافقهم مع الرئيس الأميركي.

مؤيدو حركة MAGA 

جورجيا ميلوني 

عندما يتعلق الأمر بكسب وِد ترمب، فإن رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية تقع في مقدمة القائمة، كما أن رغبة الرئيس الأميركي في لقاءها وجهاً لوجه تضعها في مرتبة أعلى مقارنةً بالقادة الأوروبيين الآخرين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أو المستشار الألماني أولاف شولتز. 

ومن الجدير بالذكر أن ميلوني تعد واحدة من أربعة وزراء فقط في الاتحاد الأوروبي تحدثوا مع وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو منذ يوم التنصيب في 20 يناير الجاري. 

وصنفت المجلة درجة التوافق بين ميلوني وترمب 4 من 5، ومع ذلك، يبقى أن نرى مدى عمق العلاقة بين ترمب ورئيسة الوزراء الإيطالية، التي حافظت على علاقات وثيقة مع إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، قبل فوز ترمب في الانتخابات، وهي النقطة التي قد يستخدمها أتباعه من أنصار حركة MAGA (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) ضدها. 

وهناك نقطة سلبية أخرى في العلاقة تتمثل في مستويات الإنفاق الدفاعي في إيطاليا، التي تقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي ومن المتوقع أن تنخفض في عام 2025، وهي نسبة بعيدة عن هدف ترمب البالغ 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأوروبية. 

كما رأت “بوليتيكو” أن التقارب بين ميلوني والملياردير الأميركي إيلون ماسك قد يمثل مشكلة في حال فقد قطب التكنولوجيا تقربه من ترمب بشكل مفاجئ. 

فيكتور أوربان 

يعد رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، منافساً آخر لمنصب “الهامس الرئيسي في أذن ترمب” في أوروبا، إذ صُنفت درجة توافقه مع ترمب 3 من 5. 

ومع ذلك، فإن سياساته المؤيدة لروسيا، والصين قد تؤدي إلى تقليص شعبيته لدى الرئيس الأميركي بشكل كبير، كما أنه قد عارض علناً طلب ترمب بأن تنفق دول الاتحاد الأوروبي 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو ما قد يجعله يتراجع إلى مؤخرة قائمة مسؤوليه المفضلين في أوروبا، بحسب الصحيفة. 

 أندريه دودا وماتيوش مورافيتسكي 

وقالت “بوليتيكو”، إن الرئيس البولندي أندريه دودا، ورئيس الوزراء السابق ماتيوش مورافيتسكي، وهما من اليمين، يتوافقان بشكل كبير مع أفكار حركة MAGA، بدرجة 3.5 من 5.

وأشارت إلى أن مورافيتسكي نشر صورة لنفسه أمام ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس لإثبات ولائه، وكتب عليها أن “رياح التغيير تهب بشكل أسرع نحو بولندا”، أما مورافيتسكي، فهو من بين القادة الأوروبيين الذين يعرفهم الرئيس الأميركي بشكل جيد بعد أن التقيا عدة مرات خلال ولايته الأولى. 

نايجل فاراج 

ولطالما تفاخر زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج بصداقته مع ترمب، واحتفل بفوز الأخير في ليلة الانتخابات في مقر إقامته في مار إيه لاجو، بفلوريدا، وشارك في حضور حفل التنصيب كجزء من مجموعة من اليمينيين العالميين. 

وقالت الصحيفة إن درجة التوافق بين فاراج وترمب هي 3 من 5، إذ أن سياسات فاراج وترمب تبدو متوافقة تماماً، مشيرة إلى أن الأول لطالما استخدم نفس الرسالة المضادة للنظام التي يستخدمها الرئيس الأميركي في محاولاته لزعزعة استقرار حكومة حزب العمال في بريطانيا. 

ومع ذلك، فإن العلاقة ليست سلِسة بشكل كامل، إذ وجد زعيم حزب الإصلاح نفسه مؤخراً خارج دائرة اهتمام اليد اليمنى لترمب، ماسك، إذ تصادما بشأن دعم الأخير لأحد الشخصيات اليمينية المتطرفة اليمينية المسجونة والذي يعتبره فاراج “متطرفاً للغاية”، بالإضافة إلى أن زعيم حزب الإصلاح ليس رئيس دولة أو حكومة.  

إريك زيمور 

وتعود علاقة زعيم حزب “استرداد فرنسا” إريك زيمور مع ترمب إلى عام 2022 على الأقل، عندما أعلن الأول أنه يتلقى المشورة السياسية من الرجل الذي سيصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة. 

وذكرت “بوليتيكو” أنه من جانب السياسة، فإن ترمب وزيمور ليسا متوافقين أبداً، إذ تتماشى معتقدات ترمب الاقتصادية الحمائية بشكل أفضل مع حزب “التجمع الوطني” بقيادة اليمينية المتطرفة مارين لوبان من معتقدات حزب زيمور. 

لكن الرئيس الأميركي أوضح أنه يقدر الولاء والاحترام، وقد كان زيمور من بين الأشخاص الذين تواصلوا معه خلال أيامه الأكثر ظلمة، وبلغت درجة التوافق بين زيمور وترمب: 1.5 من 5. 

البراجماتيون 

مارك روته 

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته لا يبدو وكأنه الشريك الأكثر وضوحاً لترمب، لكن بفضل خبرته القيادية الطويلة في هولندا، إذ شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 14 عاماً، ووظيفته الحالية في الحلف، فإنه قد يكون على رأس القائمة عندما يتعلق الأمر بالقدرة على الهمس في أذن رئيس الولايات المتحدة. 

وروته، الرجل الذي يعتمد عليه ترمب، لدفع الأوروبيين لزيادة الإنفاق على الدفاع، كما أنه أحد الأوروبيين القلائل الذين تمت دعوتهم إلى مقر إقامته في مار إيه لاجو.

لكن روته، مثل ترمب، هو صانع صفقات ولديه ما يقدمه في هذه الصفقات، ما قد تثبت أهميته على المدى البعيد بشكل أكبر من التوافق السياسي، إذ صنفت المجلة درجة التوافق بين روته وترمب بـ 4 من 5. 

دونالد توسك ورادوسلاف سيكورسكي 

ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ووزير خارجيته رادوسلاف سيكورسكي، ثنائي غير متوافق بطبيعته مع الرئيس الأميركي.

فكونه رئيساً سابقاً للمجلس الأوروبي (وهي مؤسسة اعتاد ترمب على تجاهلها) ومعارضاً لحزب “العدالة والقانون”، فإن دونالد توسك يبدو على خلاف مع حلفاء الرئيس الأميركي الطبيعيين من اليمين المتطرف في بولندا. 

أما رادوسلاف سيكورسكي، فهو متزوج من آن أبلباوم، الكاتبة في مجلة “ذا أتلانتيك” ومن أبرز منتقدي الرئيس الأميركي. 

ومع ذلك، فإن حاجة ترمب إلى التعامل مع اللاعبين الدفاعيين الرئيسيين في أوروبا تعني أنه قد ينظر إلى ما هو أبعد من أي اختلاف أيديولوجي وينتهي به الأمر إلى التعامل مع هذا الثنائي أكثر من التعامل مع زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين، وبلغت درجة التوافق بين توسك وسيكورسكي مع ترمب 3 من 5. 

فريدريش ميرز 

وتبدو العلاقة بين الزعيم الألماني المُحافظ فريدريش ميرز، المرشح للمستشارية الألمانية، وترمب وكأنها تتعلق بالسُلطة والمكانة، فالأول في طريقه لأن يصبح زعيم أقوى اقتصاد في أوروبا، وهو ما يجعله شريكاً طبيعياً للرئيس الأميركي. 

واعتبرت المجلة أنه من المدهش أن ميرز نجا من هجمات ماسك، الذي وصف المستشار الألماني الحالي من يسار الوسط، أولاف شولتز، بأنه “أحمق”، في حين أيَّد السياسية الألمانية اليمينية المتطرفة أليس فايدل. 

وما إذا كان ميرز سيكون قادراً على طي هذه الصفحة، عندما يتعامل مع ترمب يظل موضع شك، لكن الرئيس الأميركي يحب السُلطة، واعتباراً من 24 فبراير المقبل، قد يصبح ميرز أقوى سياسي في أوروبا، وصنفت المجلة درجة التوافق بين ميرز وترمب بـ 3 من 5. 

إيمانويل ماكرون 

وبعد أن سارع إلى تهنئة ترمب على فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي، صرَّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن أوروبا بحاجة إلى البدء في استعراض عضلاتها، إذا كانت تريد كسب احترام الرئيس الأميركي الجديد. 

ولم يكن ماكرون حاضراً في حفل تنصيب ترمب، ولم يتلق دعوة رسمية للحضور، لكن المجلة تشير إلى أن قرار ترمب حضور إعادة افتتاح كاتدرائية “نوتردام”، يبدو كعلامة على مدى قُرب ماكرون من الإدارة الأميركية الجديدة. 

وقد وصف الرئيس الأميركي نظيره الفرنسي بأنه “رجل لطيف للغاية وحكيم”، كما أنه يحب أن يتفاخر بأنه نجح في إقناعه بالتراجع عن الحرب تجارية المتصاعدة مع فرنسا، ولكن مع تركيز ترمب بشكل أكبر على فكرة الولاء في ولايته الثانية، فمن غير المرجح أن يكون لدى ماكرون الوصفة الصحيحة للوصول إليه. وبلغت درجة التوافق بين ماكرون وترمب 2 من 5. 

المتفائلون 

وتعد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، في ذيل قائمة شركاء ترمب الأجانب المفضلين.

وفي مواجهة تجاهل الرئيس الأميركي، يحاول كبار ممثلي الاتحاد الأوروبي اتباع استراتيجيتين تبدوان متناقضتين على ما يبدو، إذ تتمثل الأولى في الإشارة إلى الانفتاح على التواصل معه، أما الثانية تتعلق بالتأكيد على أن أوروبا لديها علاقات مع دول قوية أخرى في جميع أنحاء العالم.

وقالت “بوليتيكو” إنه في النهاية، سيتعين على ترمب أن يتحدث إلى الاتحاد الأوروبي، لكن الأيام الأولى من رئاسته كشفت عن مكانة الاتحاد على قائمة أولوياته، كما بلغت درجة التوافق مع ترمب 2 من 5. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *