وزير الخارجية الأميركي يستهل ولايته بجولة أميركا اللاتينية
يبدأ وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، السبت، أول رحلة خارجية رسمية له كأعلى دبلوماسي في البلاد، إلى خمس دول في أميركا اللاتينية، وذلك بهدف التصدي لنفوذ الصين وفي إطار تكثيف واشنطن جهود الحد من الهجرة غير الشرعية.
ومن المقرر أن يلتقي روبيو برؤساء بنما، خوسيه راؤول مولينو، والسلفادور، نجيب بوكيلي، وكوستاريكا، رودريجو تشافيز، وجواتيمالا، برناردو أريفالو، والدومينيكان، لويس أبي نادر.
ووفقاً للمبعوث الأميركي الخاص لأميركا اللاتينية، ماوريسيو كاروني، فإن هذه المرة الأولى منذ أكثر من 100 عام يقوم وزير خارجية أميركي بزيارة رسمية إلى أميركا اللاتينية، بحسب ما أوردته إذاعة voanews.
بنما ونفوذ الصين
ويقول المسؤولون والخبراء، إن الزيارة تهدف جزئياً إلى مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة، إذ تأتي الرحلة في وقت يسعى فيه الرئيس دونالد ترمب إلى استعادة السيطرة على قناة بنما، وتكثف فيه واشنطن جهودها للحد من الهجرة غير الشرعية،
وفي بيان صدر الجمعة، قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن “لقاءات روبيو مع كبار المسؤولين وقادة الأعمال ستعزز التعاون الإقليمي في المصالح الأساسية المشتركة بيننا: وقف الهجرة غير الشرعية والواسعة النطاق، ومحاربة آفة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية وتجار المخدرات، ومواجهة الصين، وتعميق الشراكات الاقتصادية لتعزيز الرخاء في نصف الكرة الأرضية لدينا”.
وأكد ترمب أن الصين تسيطر على قناة بنما، وهي طريق تجاري حيوي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، لكن بنما نفت هذا الادعاء، وأصرت على أنها تدير القناة بحياد لحركة المرور البحرية.
والخميس، حذر روبيو من أن الصين قد تمنع الوصول إلى القناة، حال نشوب صراع، إذ قال خلال مقابلة مع إذاعة “سيريوس إكس إم”: “إذا طلبت حكومة الصين من الدول التي تشهد صراعاً إغلاق قناة بنما، فسوف تضطر إلى ذلك. وفي الواقع، ليس لدي أدنى شك في أن لديها خططاً طارئة للقيام بذلك. وهذا تهديد مباشر”.
وفي مدينة بنما، استبعد مولينو أي مناقشة للسيطرة على القناة مع روبيو، إذ قال للصحفيين، الخميس: “لا أستطيع التفاوض أو حتى فتح عملية تفاوض بشأن القناة (…) هذا أمر محسوم والقناة تابعة لبنما”.
وخلال إحاطة الجمعة، حذر كلافير كاروني، من تزايد الشركات الصينية في منطقة القناة، والتي تمتد من الموانئ إلى البنية التحتية للاتصالات، إذ وصفها بأنها “مصدر قلق خطير ليس فقط للأمن القومي الأميركي، بل أيضاً لبنما ونصف الكرة الغربي بأكمله”.
ويحذر بعض المحللين من أن الصين كانت تستخدم تكتيكات اقتصادية وغير اقتصادية في جميع أنحاء نصف الكرة الغربي لتوسيع نفوذها، ما أثار مخاوف الأمن القومي.
قضايا الهجرة والأمن
وبحسب ما أوردته الخارجية الأميركية في بيان، فإن روبيو ستوجه بعد بنما، إلى السلفادور للقاء الرئيس، نجيب بوكيلي، الذي يُعد أحد أبرز حلفاء ترمب في المنطقة، إذ من المتوقع أن تتناول المباحثات إمكانية توصل البلدين إلى اتفاق يسمح للسلفادور باستقبال المهاجرين المرحلين من دول أخرى.
وأشاد كاروني بإجراءات بوكيلي في مكافحة الجريمة، مشيراً إلى رغبة واشنطن في دراسة سياساته الناجحة في هذا المجال.
كما تشمل جولة روبيو زيارة كوستاريكا، حيث سيلتقي الرئيس، رودريجو تشافيز، لمناقشة قضايا الأمن والهجرة، بما في ذلك احتمال استقبال كوستاريكا لمهاجرين مرحلين من الولايات المتحدة.
وأوضح كاروني في هذا الصدد، أن تشافيز يُنظر إليه كـ”قائد عظيم”، نظراً لوعيه بالتهديدات التي تشكلها الصين على بلاده.
أما في جواتيمالا، سيلتقي روبيو بمسؤولين حكوميين، لمناقشة سبل تعزيز التعاون في مجال الهجرة، وسط إشادة إدارة ترمب بجهود الحكومة الجواتيمالية في هذا الملف.
وقال كاروني: “نأمل في توسيع نطاق المناقشات حول دعم جواتيمالا لمواقفنا بشأن الهجرة والتصدي للنفوذ الصيني في المنطقة”، فيما ستختتم الجولة في جمهورية الدومينيكان، التي تواجه تداعيات الأزمة في هايتي، حيث لعبت دوراً في استقبال المهاجرين العائدين من الدولة المجاورة.
يشار إلى أن كافة الدول المذكورة تحافظ على علاقات دبلوماسية مع كوبا وفنزويلا، ونظراً للعلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وهذه الدول والقيود المفروضة على قبول المرحلين، فقد يستخدم روبيو رحلته للدفاع عن اتفاقيات “دولة ثالثة”، ما يسمح لدول أخرى باستقبال الأشخاص المرحلين من الولايات المتحدة، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لوزير الخارجية الأميركي العمل على تسهيل زيادة رحلات إعادة المهاجرين إلى بلادهم، بحسب voanews.