اخر الاخبار

تمويل مغربي لبناء مسجد في فرنسا يثير الجدل.. ما القصة؟

وطن أثار تبرع ملك المغرب محمد السادس بمبلغ مليون يورو لبناء المسجد الكبير في مدينة Metz الفرنسية جدلًا واسعًا في فرنسا والمغرب على حد سواء، خاصة بعد الكشف عن التفاصيل من قبل اتحاد العائلات العلمانية في منطقة Moselle. وأكدت الوثائق أن التبرع قُدم في عام 2023، مما أثار تساؤلات حول الشفافية والتأثير السياسي في المشروع.

وأعرب معارضو التبرع عن مخاوفهم من دور المغرب في توجيه مشاريع المساجد في فرنسا، معتبرين أن المسجد قُدم كمثال على الاستقلال المالي للمجتمع الإسلامي المحلي، إلا أن التمويل المغربي يثير الشكوك حول التدخلات الخارجية.

من جهة أخرى، دافع مؤيدو التبرع عن الخطوة، مشيرين إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الملك المغربي مساهمات مماثلة، فقد سبق له التبرع بمليون يورو لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام في باريس عام 2019، ما يؤكد على سياسته الداعمة للمشاريع الدينية والثقافية في فرنسا.

في المغرب، أثار التبرع الملكي استياء واسعًا، حيث تساءل الكثيرون عن أولويات الإنفاق، في وقت يواجه فيه ملايين المواطنين الفقر والبطالة. ويقدر عدد الفقراء في المغرب بنحو 1.5 مليون شخص، بينما يعاني 5 ملايين مغربي من أوضاع اجتماعية هشة.

وجاء هذا الغضب وسط مطالبات داخلية بضرورة توجيه الأموال نحو تحسين المعيشة في البلاد، خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب في عام 2023، وأدى إلى تشريد آلاف العائلات التي لا تزال تفترش الأرض وتبيت في الخيام دون دعم كافٍ.

من المتوقع أن تصل تكلفة المسجد الكبير في Metz إلى 15.7 مليون يورو، على أن تنتهي أعمال البناء بحلول نهاية 2025. ومع استمرار الجدل حول تمويل المشروع، يبقى السؤال: هل سيؤثر هذا التبرع على العلاقات بين المغرب وفرنسا، أم سيبقى مجرد خطوة ضمن استراتيجية المغرب في دعم المشاريع الدينية بالخارج؟

بين التقصير والمتاجرة بالمعاناة.. مغاربة رافضون لسياسات حكومتهم في التعامل مع زلزال المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *