تحديد هويات 55 من ضحايا حادث تصادم طائرتين في واشنطن
قال رئيس هيئة الإطفاء في واشنطن جون دونيلي، الأحد، إن المسؤولين تمكنوا من تحديد هويات 55 من أصل 67 شخصاً لقوا حتفهم في حادث اصطدام في الجو وقع الأربعاء الماضي بين طائرة تابعة لشركة “أميركان إيرلاينز” وطائرة هليكوبتر عسكرية فوق نهر بوتوماك.
ويجري سلاح المهندسين بالجيش مسحاً ويستعد لبدء عمليات انتشال الحطام من النهر الاثنين.
وسينقل الحطام إلى حظيرة طائرات في مطار ريجان الوطني بواشنطن. ولا يزال عبور جميع السفن باستثناء القوارب المرخصة محظوراً في جزء كبير من نهر بوتوماك.
وفي الوقت الذي تعيش فيه البلاد بالفعل حالة من الحزن، تحطمت طائرة إسعاف جوية في فيلادلفيا، الجمعة، ما أسفر عن مصرع جميع الأشخاص الستة الذين كانوا على متنها، بما في ذلك طفل عائد إلى منزله في المكسيك من العلاج، وشخص واحد على الأقل على الأرض.
“الاسترداد الكريم”
وقال العقيد فرانسيس ب. بيرا من فيلق المهندسين بالجيش إن الغواصين وعمال الإنقاذ يلتزمون ببروتوكولات صارمة وسيتوقفون عن تحريك الحطام إذا تم العثور على جثة. وقال إن “الاسترداد الكريم” للبقايا له الأولوية على أي شيء آخر.
وأضاف بيرا: “إن لم شمل أولئك الذين فُقدوا في هذا الحادث المأساوي هو ما يدفعنا جميعاً للاستمرار”، وتابع: “لدينا فرق تعمل على هذا منذ البداية، ونحن ملتزمون بجعل هذا يحدث”.
وقال بيرا إن الغواصين لديهم كاميرات عالية الدقة فيما تقوم قوارب الدعم بمراقبة البيانات، وأشار مسوؤل آخر إلى أنه بسبب الظروف الباردة، تم نقل غواص واحد إلى المستشفى بعد انخفاض حرارة جسمه.
وتم نقل أفراد أسر الضحايا في حافلات رافقتها الشرطة إلى ضفة نهر بوتوماك بالقرب من المكان الذي توقفت فيه الطائرتان بعد الاصطدام.
وكان المحققون الفيدراليون يعملون على رصد الأحداث التي أدت إلى الاصطدام.
وقال وزير النقل شون دافي إنه يريد منح المحققين مساحة لإجراء تحقيقاتهم. لكنه طرح مجموعة من الأسئلة في برامج الأخبار التلفزيونية صباح الأحد.
وفي تصريحات لشبكة CNN، تساءل دافي: “ماذا كان يحدث داخل الأبراج؟ هل كان هناك نقص في الموظفين؟ … موقع بلاك هوك، وارتفاع بلاك هوك، هل كان طيارو بلاك هوك يرتدون نظارات الرؤية الليلية؟”.
وكان الرقيب في الجيش رايان أوستن أوهارا البالغ 28 عاماً، وضابط الصف الثاني أندرو لويد إيفز، 39 عاماً، من جريت ميلز بماريلاند؛ والنقيب ريبيكا إم. لوباتش، من دورهام بنورث كارولينا، على متن المروحية.
وكان من بين ركاب الطائرة متزلجون عائدون من بطولة التزلج على الجليد الأميركية لعام 2025 في ويتشيتا ومجموعة من الصيادين العائدين من رحلة.
بيانات أولية
وقال المجلس الوطني لسلامة النقل، السبت، إن البيانات الأولية أظهرت قراءات متضاربة بشأن ارتفاعات الطائرة والمروحية.
وقال المحققون أيضاً إنه قبل ثانية تقريباً من الاصطدام، أظهر مسجل رحلة الطائرة تغييراً في درجة ميلها. لكنهم لم يذكروا ما إذا كان هذا التغيير في الزاوية يعني أن الطيارين كانوا يحاولون إجراء مناورة مراوغة لتجنب الاصطدام.
وأظهرت بيانات مسجل رحلة الطائرة ارتفاعها عند 325 قدماً مع هامش 25 قدماً، عندما وقع الحادث، حسبما قال مسؤولون في المجلس الوطني لسلامة النقل للصحافيين. ومع ذلك، أظهرت البيانات في برج المراقبة أن مروحية “بلاك هوك” كانت على ارتفاع 200 قدم، وهو أقصى ارتفاع مسموح به لطائرات الهليكوبتر في المنطقة.
ولم يتم تفسير هذا التناقض في البيانات بعد.
وقال المحققون إنهم يأملون في توضيح الاختلاف في البيانات من الصندوق الأسود للطائرة المروحية، ويخططون للتدقيق في بيانات البرج، والتي يمكن أن تكون أقل موثوقية.
وقال المحقق المسؤول برايس بانينج: “هذا تحقيق معقد. هناك الكثير من القطع هنا”. وأشار بانينج إلى أن مسجل صوت قمرة القيادة للطائرة التقط لحظات الصوت قبل الحادث.
وقال بانينج: “كان لدى الطاقم رد فعل لفظي”، وأظهر مسجل بيانات الرحلة “أن أصوات الاصطدام كانت مسموعة بعد ثانية واحدة تقريباً، تلتها نهاية التسجيل”.
وتستغرق التحقيقات الكاملة عادة عاماً أو أكثر. ويأمل المحققون في الحصول على تقرير أولي في غضون 30 يوماً.
برج المراقبة في دائرة الاهتمام
وأوضح المحققون أن 5 مراقبين كانوا في الخدمة وقت وقوع الحادث: مراقب محلي، ومراقب أرضي، ومراقب مساعد، ومشرف ومشرف متدرب.
ووفقاً لتقرير صادر عن إدارة الطيران الفيدرالية حصلت عليه وكالة “أسوشيتد برس”، كان أحد المراقبين مسؤولاً عن حركة المروحيات والطائرات.
وغالباً ما يتم تقسيم هذه المهام بين شخصين ولكن المطار يجمعها عادةً في الساعة 9:30 مساءً، مع تباطؤ حركة الطيران. لكن الأربعاء، جمع المشرف بين المهمتين قبل هذا الوقت، وهو ما وصفه التقرير بأنه “غير طبيعي”.
وقال دافي: “كان نقص الموظفين في مراقبة الحركة الجوية مشكلة كبيرة لسنوات وسنوات”، ووعد بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب ستعالج النقص بتوظيف “أشخاص أذكياء في الأبراج التي تتحكم في المجال الجوي”.
كما فرضت إدارة الطيران الفيدرالية، الجمعة، قيوداً شديدة على حركة المروحيات حول مطار ريجان، بعد ساعات من كتابة ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي أن المروحية كانت تحلق أعلى من المسموح به.
وكان حادث الأربعاء هو الأكثر دموية في الولايات المتحدة منذ 12 نوفمبر 2001، عندما اصطدمت طائرة بأحد أحياء مدينة نيويورك بعد إقلاعها مباشرة، ما أسفر عن مصرع جميع الركاب البالغ عددهم 260 شخصاً على متنها و5 أشخاص على الأرض.
ويؤكد الخبراء أن السفر بالطائرات آمن إلى حد كبير، لكن المجال الجوي المزدحم حول مطار ريجان يمكن أن يشكل تحدياً حتى للطيارين ذوي الخبرة.