اخر الاخبار

مساعدات غزة.. أسعار مرتفعة وغياب سلع أساسية ونقص في الماء

تواجه عملية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة “تحديات كبيرة” رغم اتفاق وقف إطلاق النار، إذ رصدت منظمات أممية صعوبات من بينها الطرق المدمرة والذخائر غير المنفجرة وشح الخيام وغياب سلع أساسية، فضلاً عن نقص الماء، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.

وشكا مواطنون في غزة من إعادة بيع المساعدات بأسعار مرتفعة في الأسواق، فضلاً عن “شدة العطش” في المناطق الأكثر تضرراً بشمال غزة مثل جباليا وبيت لاهيا.

وينص اتفاق غزة على دخول 600 شاحنة مساعدات إلى القطاع يومياً، فيما تقدر إسرائيل أن ما لا يقل عن 4 آلاف و200 شاحنة دخلت أسبوعياً منذ بدء وقف إطلاق النار.

وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه وزع “كميات أكثر” من الغذاء على الفلسطينيين في غزة خلال الأيام الأربعة الأولى من وقف إطلاق النار مقارنةً بمتوسط الكميات التي تم توزيعها خلال أي شهر من أشهر الحرب، مضيفاً أن أكثر من 32 ألف طن متري من المساعدات دخلت القطاع منذ بدء الهدنة.

“وسطاء في الخفاء”

وقالت نادين جمعة، فتاة من مخيم البريج في وسط غزة، إن المساعدات ليست متاحة بسهولة، مشيرة إلى أنها “بحاجة لشراء السلع من السوق حيث يتم إعادة بيعها بأسعار مرتفعة”.

وأضافت نادين أن غذاء عائلتها يقتصر على تناول الأطعمة المعلبة الرخيصة، وتابعت: “نحتاج إلى المزيد من الطعام والماء والأدوات المنزلية للمطبخ والحمام، بالإضافة إلى مستلزمات النساء”.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الإنسانيين أكدوا منذ فترة أن أفضل طريقة لمنع الاستغلال هي زيادة تدفق المساعدات إلى غزة، إلا أن الفلسطينيين في الشمال يقولون إن التدفق حتى الآن “عزز فقط دور وسطاء يعملون في الخفاء”.

وقبل وقف إطلاق النار، قالت منظمات الإغاثة إن تسليم المساعدات كان معقداً بسبب عوائق إسرائيلية وعصابات مسلحة تنهب الشاحنات، وهجمات على العاملين في المجال الإنساني، وصعوبات في التنسيق مع الهيئة العسكرية الإسرائيلية المكلفة بتسهيل دخول المساعدات (كوجات).

غياب سلع أساسية

ويشتكي السكان من عدم وجود ما يكفي من الخيام التي تدخل غزة، في حين أصبحت سلع غير أساسية مثل الشيكولاتة والمكسرات والمشروبات الغازية فجأة في كل مكان، بحسب “أسوشيتد برس”.

وقال أحمد قمر (34 عاماً)، والذي عاد للعيش في أنقاض منزله السابق في جباليا، إن منطقته شهدت دخول بضع عشرات فقط من شاحنات المساعدات. وأضاف: “مئات العائلات هنا تنام في العراء وفي البرد. نحتاج إلى الكهرباء والمأوى، وفي المقابل تُغمر الأسواق بالشيكولاتة والسجائر”.

من جانبها، قالت تيس إنجرام، المتحدثة باسم منظمة اليونيسف، إن العاملين في المجال الصحي أفادوا بأنهم ما زالوا يسجلون حالات سوء تغذية بين الأطفال والنساء الحوامل.

ورغم أن العاملين في المجال الإنساني يقولون إن عملية التفتيش الإسرائيلية أصبحت أسرع مقارنة بأيام الحرب، إلا أن إدخال أنواع معينة من المساعدات إلى غزة لا يزال يشكل تحدياً، حيث يتم تصنيف بعض المواد على أنها “ذات استخدام مزدوج”، مما يمنع دخولها إلى غزة بسبب مخاوف من أن يتم تحويلها لأغراض عسكرية.

نقص الماء والوقود

ولا تزال بعض المستشفيات ومحطات تحلية المياه تعاني من نقص في الوقود. كما اتهمت “حماس”، الأحد، المسؤولين الإسرائيليين بعرقلة إدخال الإمدادات الطبية وآلات إعادة الإعمار.

ووفقاً لقائمة تم توزيعها على المنظمات الإنسانية من قبل الهيئة الإسرائيلية المنسقة لأنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية (كوجات)، وتم مشاركتها مع “أسوشيتد برس”، فإن أجهزة تحلية المياه ووحدات التخزين والأدوات ومجموعات الخيام والأفران والملابس المقاومة للماء والمعدات الخاصة بفرق بناء الملاجئ، جميعها تتطلب “موافقة مسبقة” قبل دخولها إلى غزة.

وقالت صوفي دريسكول، رئيسة الاتصالات في اللجنة الدولية للإنقاذ في الأراضي الفلسطينية: “بينما تزداد كمية المساعدات التي تدخل غزة، فإننا نعلم أيضاً أن القيود المفروضة على المواد الأساسية ما زالت قائمة”.

من جانبها، قالت إنجرام، المتحدثة باسم اليونيسف، إن القائمة جعلت من الصعب إدخال المولدات والمواد الثقيلة اللازمة لإصلاح شبكة المياه المتضررة في غزة، مشيرة إلى أنه “مع عودة العديد من الفلسطينيين إلى منازلهم، فإنهم يعيشون في مناطق شهدت تدمير شبكات المياه. وهذا يجعل الجفاف وانتشار الأمراض بسبب سوء الظروف الصحية وعدم توفر الرعاية الطبية الكافية تهديداً حقيقياً”.

وأضافت إنجرام أنها زارت بعض المناطق الأكثر تضرراً في شمال غزة، مثل جباليا وبيت لاهيا في الأيام الماضية، حيث يعاني الناس من “شدة العطش”. وقالت: “في كل مكان ذهبت إليه في شمال غزة، كان الناس يطلبون الماء. كنت أرى الأطفال على جانب الطريق وهم يقومون بالإشارة العالمية التي تعبر عن طلب الماء”.

ذخائر غير منفجرة

كما تعرضت الطرق لأضرار جسيمة جرّاء الحرب، بينما تنتشر القنابل غير المنفجرة في أنحاء القطاع. وتقدّر الأمم المتحدة أن ما بين 5% إلى 10% من الذخائر التي أُلقيت على غزة لم تنفجر، مما يجعل المنطقة خطرة على المدنيين وعمال الإغاثة.

وأفادت هيئة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS) بأنه منذ بدء الهدنة، أبلغت القوافل الإنسانية والمدنيون عن العثور على قنابل كبيرة تلقى من الطائرات وقذائف هاون وقنابل يدوية.

ومن جنوب غزة، قال جوناثان كريكس، رئيس قسم الاتصالات في منظمة “اليونيسف”، إنه كان يسير على طريق مزدحم بآلاف الأطفال والعائلات. وأضاف: “كنت أراهم بلا شيء… فقط الملابس التي يرتدونها على أجسادهم”.

وبعد 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، دخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع “حماس” حيز التنفيذ، يوم الأحد 19 يناير الماضي.

ويضم الاتفاق 3 مراحل، تشتمل الأولى ومدتها 42 يوماً على وقف لإطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وإدخال المساعدات، وتبادل المحتجزين والأسرى والرفات، وعودة النازحين داخلياً في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، الأحد، القطاع “منطقة منكوبة إنسانياً” تنعدم فيه “كل مقومات الحياة”، جرّاء دمار واسع سببه الجيش الإسرائيلي الذي نفذ “حرب إبادة” وقتل أكثر من 61 ألفاً و709 من الفلسطينيين، فيما ذكر أن “التقديرات الأولية لقيمة الخسائر المادية المباشرة زادت عن 50 مليار دولار أميركي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *