اخر الاخبار

تحركات أوروبية لمنع ترمب من “غزو جرينلاند” وفرض رسوم جمركية

هيمنت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن ضم جرينلاند، وفرض رسوم جمركية، على اجتماع الزعماء الأوروبيين بشأن تعزيز الدفاع، الاثنين، ملوحين باتخاذ “إجراءات انتقامية، إذا لزم الأمر”، ومحذرين من الحرب التجارية مع الولايات المتحدة من شأنها أن “تزعزع استقرار الاقتصادات على جانبي المحيط الأطلسي”.

وبرز القلق بشأن الحرب التجارية الوشيكة، والتي يعتقد دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي، أنها قد تأتي في أقرب وقت هذا الأسبوع، مع وصول زعماء الاتحاد الأوروبي إلى بروكسل، لمناقشة الإنفاق الدفاعي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية ومطالب ترمب بتقاسم الأعباء، وفق “بوليتيكو”.

وكما استهدف الصين برسوم جمركية باهظة، تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية “بشكل مطلق” على سلع الاتحاد الأوروبي، لأنه تعامل مع الولايات المتحدة “بشكل فظيع”، على حد وصف الرئيس الأميركي.

الاتحاد الأوروبي: سنرد بحزم

وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد، إنه في مرحلة ما، سيضطر الاتحاد الأوروبي إلى الرد بالمثل.




وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إن الاتحاد الأوروبي، سيدافع عن نفسه إذا تم استهداف مصالحه، داعياً  زعماء الكتلة إلى إجراء محادثات مستعجلة رداً على تهديدات ترمب.

ولفت ماكرون لدى وصوله لحضور اجتماع دفاعي غير رسمي مع زعماء آخرين في بروكسل، الاثنين، قائلاً: “إذا تعرضت مصالحنا التجارية للهجوم، فسوف يتعين على أوروبا، كقوة حقيقية، أن تحترم نفسها، وبالتالي تتفاعل بقوة”.

وقال إن “الاختيارات والتصريحات” الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي الجديد “تدفع الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون أكثر اتحاداً وأكثر نشاطاً للرد على قضايا الأمن الجماعي”.

من جانبها، قالت رئيسة وزراء الدنمارك، مته فريدريكسن، للصحافيين في بروكسل، الاثنين: “لن أؤيد أبداً فكرة محاربة الحلفاء. ولكن بالطبع، إذا فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية صارمة على أوروبا، فنحن بحاجة إلى استجابة جماعية وقوية”.

ولم يوضح صناع السياسات الأوروبيون بعد بالضبط كيف سيردون على خطوة ترمب. وبدلاً من ذلك، أكدوا على أن الولايات المتحدة هي الشريك التجاري الأكثر أهمية لأوروبا، وأن الحرب التجارية ستكون مؤلمة لجميع الأطراف المعنية.

وقالت كايا كالاس، كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، في خطاب، الاثنين: “لدى الاتحاد الأوروبي العديد من الشركاء في جميع أنحاء العالم، ولكن لا يوجد أي منهم مهم مثل الولايات المتحدة. قد لا يعجب بعضنا كل ما يقوله نظراؤنا أو يفعلونه هناك، لكن هذه هي الديمقراطية – علينا أن نتعامل معها”.

وأضافت أنه “لا يوجد فائزون في الحروب التجارية”، وإذا دخلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حرب، فإن “المستفيد الوحيد هو الصين”.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال قمة بروكسل “عندما يتم استهدافنا بشكل غير عادل أو تعسفي، فإن الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم”.

في حين قال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، إن الحرب التجارية “خطأ كامل” ويجب بذل كل ما هو ممكن لمنع الحلفاء من القتال “في مواجهة التهديد الروسي أو التوسع الصيني”.

تأمين سيادة جرينلاند

كما أكد زعماء الاتحاد الأوروبي، أنهم “سيحمون جرينلاند”. وأكدت فون دير لاين أن الشراكة مع الولايات المتحدة “تظل علاقتنا الأكثر أهمية”. وقالت إن الكتلة مستعدة للنظر في قواعدها المالية لـ”السماح بزيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي”.

ويأتي ذلك في أعقاب مطالب من دول مثل إيطاليا وبولندا ودول البلطيق، التي تريد ألا يتم احتساب الإنفاق الدفاعي ضمن حدود العجز والديون في الاتحاد الأوروبي.




وأوضح زعماء الاتحاد الأوروبي، أنهم لن يتنازلوا على جرينلاند. وقال رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا: “إن الحفاظ على سلامة الأراضي في مملكة الدنمارك وسيادتها وحرمة حدودها أمر ضروري لجميع الدول الأعضاء”.

وحاول أمين عام حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مارك روته، الذي انضم إلى اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي، نزع فتيل التهديد من الرئيس الأميركي من خلال عرض السماح لحلف شمال الأطلسي بتأمين أراضي القطب الشمالي، وربما من خلال نشر قوات التحالف هناك.

وقال روته: “من الواضح تماماً أن ترمب محق عندما يتعلق الأمر بالشمال المرتفع، وأننا يجب أن نفعل المزيد”.

وأضاف أن حلفاء القطب الشمالي مثل “آيسلندا والنرويج وفنلندا والسويد وكندا وحتى الولايات المتحدة نفسها… سيعملون مع حلف شمال الأطلسي للتأكد من أنه عندما يتعلق الأمر بالشمال، سنفعل بشكل جماعي ما هو ضروري”.

بدورها قالت رئيسة الوزراء الدنماركية، مته فريدريكسن، التي كانت بلادها في قلب عاصفة دبلوماسية منذ أعلن ترمب مطالبته بجرينلاند، “لقد قلنا بوضوح شديد للأميركيين ولحلف شمال الأطلسي أننا نعتقد أنه يتعين علينا تكثيف تعاوننا في منطقة القطب الشمالي في ما نسميه الشمال العالي”.

وكان رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، أنطونيو كوستا، دعا إلى الاجتماع غير الرسمي لمعالجة سياسة الدفاع في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك قضايا مثل التمويل وإنتاج الأسلحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *