اخر الاخبار

أحمد الشرع في الرياض.. من طفل لاجئ إلى رئيس يستقبله ابن سلمان بالأحضان

وطن في مشهد تاريخي يحمل دلالات سياسية عميقة، وصل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إلى العاصمة السعودية الرياض في أول زيارة خارجية له منذ توليه الحكم بعد سقوط نظام بشار الأسد.

الشرع، الذي غادر المملكة العربية السعودية طفلًا لاجئًا مع أسرته، يعود اليوم إليها بصفته رئيسًا للجمهورية العربية السورية، حيث كان في استقباله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في لقاء يعكس مرحلة جديدة من العلاقات بين الرياض ودمشق.

زيارة أحمد الشرع إلى المملكة ليست مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل تحمل رسالة واضحة عن اعتراف الدول العربية بسلطته الجديدة في سوريا، بعد سنوات من الحرب والتوترات الإقليمية. فالمملكة، التي كانت داعمًا أساسيًا للمعارضة السورية، وجدت نفسها أمام واقع جديد بعد سقوط الأسد، وهو ما دفعها إلى تبني نهج براغماتي في التعامل مع القيادة الجديدة في دمشق.

المشهد في الرياض كان لافتًا، إذ استُقبل الشرع في القصور الملكية السعودية بحفاوة تعكس تبدّل المواقف الإقليمية. الإعلام السعودي، الذي كان سابقًا يصف الجولاني (الاسم الحقيقي لأحمد الشرع) بالإرهابي والمتطرف، وجد نفسه مضطرًا اليوم لتقديمه كرئيس شرعي لسوريا، في خطوة تعكس تحولات كبرى في المشهد السياسي العربي.

قبل أشهر فقط، كانت وسائل الإعلام المقرّبة من النظام السعودي تحذر من سيطرة الفصائل المسلحة على الحكم في سوريا، معتبرة أن وجود الجولاني على رأس السلطة خطر على الاستقرار في المنطقة. لكن مع سقوط الأسد، سارعت الرياض إلى تبديل موقفها، ورفعت علم الثورة السورية في سفارتها بدمشق، استعدادًا لاستقبال الشرع بصفته الرسمية الجديدة.

الزيارة تأتي بعد يومين فقط من زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى دمشق، في خطوة أخرى تعزز مكانة الشرع على الساحة الإقليمية. ومع توافد القادة العرب على العاصمة السورية، يبدو أن أحمد الشرع قد رسّخ مكانته كرئيس معترف به عربيًا، بعد أن كان اسمه ًا بالمعارضة المسلحة.

تغيّر موازين القوى في سوريا فرض على الجميع إعادة ترتيب حساباتهم، والسعودية ليست استثناءً. فبعد سنوات من دعم المعارضة ضد الأسد، تجد المملكة نفسها اليوم مضطرة لاحتضان قيادتها الجديدة، في مشهد يعكس كيف تتبدل التحالفات وفق المصالح السياسية.

من “إرهابي” إلى “رجل دولة”.. لماذا غيّرت السعودية موقفها من أحمد الشرع؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *