اخر الاخبار

مصر وتركيا تشددان على أهمية إعادة إعمار غزة دون تهجير

شددت مصر وتركيا في بيان مشترك، الثلاثاء، على أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لتخفيف المعاناة في قطاع غزة، والالتزام بإعادة إعمار القطاع دون تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، داعيتين المانحين الدوليين للمشاركة الفعالة في مؤتمر إعادة الإعمار الذي من المتوقع أن تستضيفه مصر.

واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وشهد اللقاء تبادل الرؤى والتقييمات بشأن عدد من الملفات الإقليمية وجاء في صدارتها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، والتطورات في سوريا، والإمكانيات الاقتصادية المعتبرة والفرص الواعدة التي تتمتع بها كل من مصر وتركيا، بحسب بيان وزارة الخارجية المصرية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية تميم خلاف، إن عبد العاطي “استعرض تطورات جهود مصر في التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بجميع مراحله الثلاث، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع بوتيرة مكثفة ومتسارعة على نحو يلبي احتياجات السكان في ظل الظروف الإنسانية الكارثية، وبدء الإعداد لتنفيذ مشروعات وبرامج للتعافي المبكر، وإعادة الإعمار بشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم”.

كما تناول اللقاء التطورات في سوريا، حيث أكد الوزير المصري “الحرص على دعم الشعب السوري الشقيق، واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، وتدشين عملية سياسية شاملة لا تقصي طرفاً، وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة”.

وعن مسار العلاقات الثنائية، أكد عبد العاطي، أهمية استثمار الفرص التجارية والاستثمارية الضخمة في كلا البلدين، وعقد منتدى رجال الأعمال المشترك بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز من التعاون الاقتصادي بين البلدين، معرباً عن تطلعه لتحقيق الهدف المشترك بتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة، فضلًا عن مواصلة تعزيز الاستثمارات التركية في مصر.

رفض تهجير سكان غزة

وعقد وزيرا خارجية تركيا هاكان فيدان ومصر بدر عبد العاطي، في وقت سابق الثلاثاء، مشاورات في أنقرة تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بحسب البيان المشترك الذي أوردته وزارة الخارجية المصرية.

وشدد الوزيران، على دعمهما القوي لصمود الشعب الفلسطيني، والتزامه الثابت بأرضه ووطنه وحقوقه المشروعة، معربين عن رفضهما لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية وضم الأراضي، أو من خلال التهجير والانتزاع من الأرض، أو تشجيع نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى خارج الأراضي الفلسطينية لأغراض قصيرة أو طويلة الأجل على حد سواء.

واعتبر الجانبان، أن مثل هذه الأعمال تهدد الاستقرار، وتؤجج الصراع في المنطقة، وتقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

وعلى ضوء آثار الحرب على غزة التي أدت إلى “واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث”، دعا الوزيران، المانحين الدوليين إلى المشاركة الفعالة في مؤتمر إعادة الإعمار الذي من المتوقع أن تستضيفه مصر.

وأكدا أهمية الحفاظ على دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، والتي “لا يمكن الاستغناء عنها” في سبيل دعم اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى التأكيد على ضرورة تراجع إسرائيل عن قراراتها التي تقوض دور “الأونروا”.

وجددا التزامهما بمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال تحقيق سلام عادل ودائم بين فلسطين وإسرائيل استناداً إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وحل الدولتين.

وأكد الجانبان، تصميمهما على وحدة وسيادة سوريا وسلامة أراضيها، وضمان ألا تشكل الأراضي السورية تهديداً لأي دولة، مشددين على أهمية وجود عملية سياسية شاملة تخدم مصالح الشعب السوري.

وجددا فهمهما المشترك حول “العودة الطوعية والكريمة” للنازحين السوريين إلى وطنهم، مؤكدين على أهمية مكافحة الإرهاب، واقتلاعه من جذوره، والحفاظ على علاقات حسن الجوار مع دول المنطقة.

الذكرى المئوية للعلاقات

وبشأن حلول الذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا في عام 2025، أعرب الوزيران عن رضائهما تجاه “المسار الإيجابي” للعلاقات الثنائية، مشيرين إلى الزيادة الملحوظة لحجم التبادل التجاري، إذ وصلت قيمة التبادل التجاري بين البلدين 8.8 مليار دولار خلال عام 2024.

وتعهد عبد العاطي وفيدان، بالاستمرار في دفع حجم التبادل التجاري بينهما قدماً ليبلغ 15 مليار دولار عبر تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية وتعزيز التعاون في مجال الصناعة.

الصومال والسودان وليبيا

وجدد الوزيران التزامهما بدعم سيادة ووحدة الصومال وسلامة أراضيه، بالإضافة إلى دعم الحكومة الفيدرالية في تحقيق الأمن والاستقرار.

وأعربا عن أسفهما وقلقهما بشأن الصراع المستمر في السودان، والذي أدى إلى “عواقب إنسانية كارثية” في جميع أنحاء البلاد والمنطقة، وأثنيا على قرار مجلس السيادة السوداني لـ”إنشاء مناطق إنسانية بهدف تسهيل نفاذ وتوزيع المساعدات الإنسانية”.

وشددا على التزامهما بدعم عملية سياسية يقودها ويملكها الليبيون تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف الحفاظ على الوحدة السياسية وأمن واستقرار وسيادة ووحدة الأراضي الليبية.

“منع نتنياهو من استئناف الإبادة الجماعية”

وقال وزير الخارجية التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عبد العاطي، إن بلاده ستتعاون مع مصر في رفض إخراج الفلسطينيين من أراضيهم.

وأضاف فيدان: “على المجتمع الدولي اتخاذ موقف موحد ومنع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو من استئناف الإبادة الجماعية (في غزة) لتحقيق مكاسب سياسية”.

وأشار إلى أن “ثمة تساؤلات في العالم أجمع عن طبيعة الموقف الذي ستتخذه حكومة نتنياهو بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بغزة”.

وفيما يتعلق بمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنقل سكان من غزة إلى مصر والأردن، قال الوزير التركي: “نعارض المحاولات كافة التي تهدف لطرد الفلسطينيين من وطنهم الأم”.

كما أعلن وصول 15 أسيراً فلسطينياً إلى تركيا، ممن أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد منحهم تأشيرة دخول عبر سفارة أنقرة بالقاهرة.

وعن العلاقات التركية المصرية، قال إن “تعاون تركيا ومصر والعمل معاً ضرورة للبلدين، وشراكتنا ستعزز رخاء شعوبنا ومنطقتنا”.​​​​​​​

من جهته، شدد وزير الخارجية المصري قائلاً: “اتفقنا (مع تركيا) على رفض أي محاولات لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه”، وأضاف: “أكدنا أهمية الدعم التركي لكل الجهود التي ستبذل الفترة المقبلة بشأن إعمار غزة”، موضحاً أن القاهرة “تعتزم عقد مؤتمر دولي في هذا الصدد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *