اخر الاخبار

خطة ترمب غزة تواجه اعتراضات دولية وتأكيد على حل الدولتين

لاقت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي أعلنها الثلاثاء، بشأن تولي الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مع إعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، انتقادات فورية في الشرق الأوسط وخارجه.

وفي مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترمب إنه يعتقد أن الفلسطينيين في غزة يجب أن يُعاد توطينهم في مكان آخر، مقترحاً “قطعة أرض جديدة وجميلة” يتم تمويلها من قبل مانحين أثرياء، وسط رفض عربي ودولي متكرر لخطط تهجير سكان القطاع المدمر بعد حرب إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهراً.

واقترح الرئيس الأميركي، منح الفلسطينيين أرضاً جديدة بدلاً من العودة إلى غزة، وطرح فكرة إعادة توطين الفلسطينيين من غزة في مواقع متعددة، معتبراً أن ذلك سيكون “أفضل بكثير” من العودة إلى منطقة، وصفها بأنها شهدت “عقوداً من الموت”.

وأثارت هذه التصريحات انتقاد العديد من الدول والحكومات، التي عبرت عن رفضت الرؤية الأميركية، مؤكدة ضرورة التوصل إلى حل دائم قائم على حل الدولتين.

الصين تعارض التهجير القسري

رفضت وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بتأكيدها معارضة التهجير القسري لسكان القطاع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، عندما سُئل عن رؤية ترمب في مؤتمر صحافي في بكين: “لقد أكدت الصين دائماً أنها تدعم حق الفلسطينيين في حكم غزة بعد الحرب، ونحن نعارض التهجير القسري لسكان غزة”.

كما عبر جيان عن أمله في أن تعتبر كل الأطراف وقف إطلاق النار والحكم بعد انتهاء الصراع، فرصة لإعادة القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح من التسوية السياسية القائمة على حل الدولتين”.

روسيا تنتقد “ثقافة الإلغاء”

وعلق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، على تصريحات الرئيس الأميركي بقوله إن ما سماه “ثقافة الإلغاء” بما في ذلك إلغاء القانون الدولي واضحة بشكل خاص الآن، في ما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط.

وأضاف: “تم ببساطة إلغاء قرارات مجلس الأمن الدولي، والتي اعترف بها الجميع دون استثناء قبل شهر ونصف كأساس ضروري للعمل لإقامة الدولة الفلسطينية.. تعلمون كيف أن ترمب تحدث عن الحاجة إلى إخلاء جميع السكان من قطاع غزة وتحويله إلى منتجع سياحي”.

في السياق ذاته اعتبر الكرملين، أنه “لا يمكن التوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط إلا على أساس حل الدولتين”، واصفاً حل الدولتين بأنه “الحل الوحيد الممكن”.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف: “سمعنا تصريح ترمب بشأن إعادة توطين سكان غزة، وسمعنا تصريحات من المنطقة ترفض ذلك”.

أستراليا تدعم حل الدولتين

 بعد ساعات من إعلان ترمب، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، إن حكومته تواصل دعم حل الدولتين في الشرق الأوسط، “حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش في سلام وأمن”.

وقال ألبانيز للصحفيين في كانبرا، الأربعاء، عندما سئل عن تصريحات ترمب: “لقد دعمنا وقف إطلاق النار، ودعمنا إطلاق سراح الرهائن ودعمنا وصول المساعدات إلى غزة. وهذا يتفق مع ما فعلته حكومات أستراليا دائماً، وهو تقديم الدعم”.

ولم يرد ألبانيز بشكل مباشر على أسئلة الصحافيين بشأن خطة ترمب. وقال: “لن أعلق على تصريحات رئيس الولايات المتحدة. لقد أوضحت ذلك بوضوح تام”.

مصر تدعم تولي السلطة الفلسطينية حكم غزة

وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أكد، الأربعاء، دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مشدداً على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً، وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشدد عبد العاطي، خلال استقباله رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى، بالقاهرة، على دعم مصر الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف الشعب الفلسطيني، مؤكداً ضرورة السعي نحو التوصل إلى حل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، وإقامة دولة مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.

تركيا: تصريحات غير مقبولة

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأربعاء، إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة الذي دمرته الحرب “غير مقبولة”، معتبراً أن أي خطط تجعل الفلسطينيين “خارج المعادلة” ستؤدي إلى المزيد من الصراع.

وأضاف، في تصريحات لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء، أن تركيا ستراجع الخطوات التي اتخذتها ضد إسرائيل، وهي وقف التجارة واستدعاء سفيرها، إذا توقف قتل الفلسطينيين وتغيرت ظروفهم.

السلطة الفلسطينية تؤكد رفضها الشديد

أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادة الفلسطينية، الأربعاء، عن رفضهما الشديد دعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.

وقال عباس، رداً على الدعوات الأميركية للتهجير التي أعلنها الرئيس دونالد ترمب: “لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها، وهذه الدعوات تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة، دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 4 يونيو1967، على أساس حل الدولتين”، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

وأضاف، أن الشعب الفلسطيني “لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967”.

من جانبه، قال أمين عام منظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، الأربعاء، إن المنظمة ترفض كل دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، وذلك بعدما صرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بإعادة توطين سكان قطاع غزة في دول مجاورة، بينها مصر والأردن.

وأضاف الشيخ، عبر منصة “إكس”: “القيادة الفلسطينية تؤكد على موقفها الثابت بأن حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو الضمان للأمن والاستقرار والسلام”.

وتابع أن “القيادة الفلسطينية تؤكد رفضها لكل دعوات التهجير للشعب الفلسطيني من أرضه.. هنا ولدنا، وهنا عشنا، وهنا سنبقى، ونثمن الموقف العربي الملتزم بهذه الثوابت”. 

“حماس”: تصريحات عدائية تصب الزيت على النار

كما أدانت حركة “حماس” الفلسطينية، الأربعاء، بأشد العبارات تصريحات الرئيس الأميركي، داعية جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وهيئة الأمم المتحدة إلى الانعقاد بشكل عاجل لمتابعة “التصريحات الخطيرة”، واتخاذ موقف حازم وتاريخي يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية، وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وقالت الحركة في بيان: “نؤكد أن تلك التصريحات عدائية للشعب وللقضية، ولن تخدم الاستقرار في المنطقة وستصب الزيت على النار”.

وأضافت: “نؤكد أننا والشعب الفلسطيني وقواه الحية لن نسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا أو فرض الوصاية على شعبنا الفلسطيني العظيم الذي قدم أنهاراً من الدماء لتحرير أرضنا من الاحتلال ولإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس.

من جانبه قال المتحدث باسم حركة “حماس” عزت الرشق، إن تصريحات ترمب تعكس “جهلاً عميقاً” للرئيس الأميركي بالمنطقة، وتؤكد انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل.

وأضاف في بيان: “غزة ليست أرضاً مشاعاً ليقرر أي طرف السيطرة عليها، بل هي جزء من أرضنا الفلسطينية المحتلة، وأي حل يجب أن يكون قائماً على إنهاء الاحتلال وإنجاز حقوق الشعب الفلسطيني، وليس على عقلية تاجر العقارات والقوة والهيمنة”.

كما قال القيادي في “حماس” سامي أبو زهري، الأربعاء، إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة “سخيفة” و”عبثية”. وقال أبو زهري لرويترز “تصريحات ترمب حول رغبته في السيطرة على غزة سخيفة وعبثية، وأي أفكار من هذا النوع قادرة على إشعال المنطقة”.

حق العودة

بدوره قال رياض منصور، رئيس الوفد الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، ” إنه بدلاً من نقلهم إلى دول أخرى، يجب السماح للفلسطينيين في غزة باستعادة ما كانت ذات يوم منازل فلسطينية في إسرائيل.

وقال المسؤول الفلسطيني في كلمة مسجلة نشرتها صفحة “الدولة الفلسطينية” على منصة “إكس”: “بالنسبة لأولئك الذين يريدون إرسال” سكان غزة إلى مكان لطيف وسعيد، دعهم يعودون، كما تعلمون، إلى منازلهم الأصلية داخل إسرائيل. “هناك أماكن جميلة هناك، وسيسعدهم العودة إلى هذه الأماكن”.

وأضاف أن الفلسطينيين يريدون إعادة بناء غزة بأنفسهم، وحث زعماء العالم على احترام رغباتهم.

كما قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن “تصريحات ترمب واقتراحاته تتعارض تماماً مع القانون الدولي وتمثل دعوة للتطهير العرقي، وهي جريمة حرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *