اخر الاخبار

هل حان الوقت لنطبّع جميعًا؟

وطن يبدو أن قطار التطبيع العربي مع إسرائيل لم يعد يتوقف، بل يواصل التقدم بخطوات متسارعة، وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبل هذا التحول الجيوسياسي في المنطقة.

فمنذ توقيع اتفاقيات “أبراهام” التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، شهدت المنطقة موجة تطبيع شملت عدة دول عربية، بدءًا من الإمارات والبحرين، ثم المغرب والسودان، مع وجود دول أخرى تسير في المسار ذاته بوتيرة بطيئة ولكن ثابتة. اليوم، تتجه الأنظار نحو مزيد من العواصم التي قد تنضم إلى هذه الدائرة، رغم الرفض الشعبي الواسع.

تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حول استعداد بلاده للتطبيع مع إسرائيل بشرط إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 أثارت جدلًا واسعًا، حيث رأى البعض فيها تلميحًا ضمنيًا لإمكانية فتح قنوات اتصال مع تل أبيب مستقبلًا. ورغم أن الشرط الجزائري يعكس موقفًا تقليديًا للسياسة الخارجية الجزائرية، إلا أنه جاء في توقيت حساس، إذ تشهد المنطقة تحولات دراماتيكية، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة وتصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية.

على الجانب الآخر، المغرب لم يتردد في تعزيز علاقاته مع إسرائيل منذ توقيعه اتفاقية التطبيع، حيث انتقلت العلاقات من الدبلوماسية إلى العسكرية والاقتصادية، مع صفقات أسلحة وتعاون استخباراتي متزايد. في المقابل، ليبيا كانت على وشك الانضمام رسميًا إلى قائمة الدول المطبعة لولا تسريب الإعلام الإسرائيلي لاجتماع وزيرة الخارجية الليبية مع نظيرها الإسرائيلي، مما فجّر غضبًا واسعًا وأدى إلى إقالتها.

أما تونس، التي كان رئيسها قيس سعيد قد أعلن سابقًا أن “التطبيع خيانة عظمى”، فقد شهدت تغيرات سياسية أثارت التكهنات حول مدى التزامها بهذا الموقف، خاصة بعد تراجعها عن إدراج تجريم التطبيع في الدستور الجديد. في مصر والأردن، حيث مضى على توقيع اتفاقيات السلام مع إسرائيل عقود طويلة، لا تزال العلاقة بين الحكومات وتل أبيب “تحالفًا استراتيجيًا”، بينما يستمر رفض الشارع لهذه العلاقات.

أما السعودية، التي تعد أكبر دولة عربية، فلا تزال تلوّح بورقة التطبيع دون إقدام رسمي على الخطوة، لكنها استضافت مؤخرًا شخصيات رياضية وسياسية إسرائيلية في فعاليات دولية، في إشارة إلى تغيرات تدريجية قد تقود نحو الإعلان الرسمي في المستقبل القريب.

في ظل هذه التطورات، يبدو أن المشروع الأمريكيالإسرائيلي لتوسيع دائرة التطبيع في المنطقة يسير وفق خطط مرسومة بدقة، ليصبح السؤال الأكثر إلحاحًا: متى ستنضم بقية الدول العربية؟ وهل سيكون الفلسطينيون هم الضحية الكبرى لهذا التحول؟

بعد انتهاء حرب غزة: هل اقتربت ساعة التطبيع مع إسرائيل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *