حلفاء واشنطن ينأون بنفسهم عن خطة ترمب: ندعم حل الدولتين
عبّر حلفاء الولايات المتحدة، بما فيهم الأوروبيين، عن رفضهم اقتراح الرئيس دونالد ترمب بأن “تتولى” الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين بشكل دائم، وأدانوه على الفور، معتبرين أن غزة “هي أرض الفلسطينيين، ويجب أن يبقوا فيها”.
وخارج منطقة الشرق الأوسط، يبذل زعماء العالم قصارى جهدهم للرد على الخطة التي اقترحها الرئيس الأميركي، والتي تقضي بسيطرة واشنطن على قطاع غزة وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترمب إنه يعتقد أن الفلسطينيين في غزة يجب أن يُعاد توطينهم في مكان آخر، مقترحاً “قطعة أرض جديدة وجميلة” يتم تمويلها من قبل مانحين أثرياء، وسط رفض عربي ودولي متكرر لخطط تهجير سكان القطاع المدمر بعد حرب إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهراً.
وأكدت أستراليا وإيرلندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا واليابان وإيطاليا دعمهم لحل الدولتين، رافضين فكرة “تهجير” الفلسطينيين من أرضهم، مما يشكل تحدياً كبيراً أمام إدارة ترمب، التي يجب أن تتعامل مع مخاوف حلفائها قبل خصومها.
ألمانيا: تكريس المعاناة والكراهية
قالت وزيرة خارجية ألمانيا، الحليف القوي لإسرائيل، إن “قطاع غزة ملك للفلسطينيين، وإن طردهم منه سيكون غير مقبول، ويتعارض مع القانون الدولي.
وذكرت بيربوك في بيان: “تهجير السكان المدنيين الفلسطينيين من غزة، لن يكون مخالفاً للقانون الدولي فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة”.
واعتبرت أن حل الدولتين المتفاوض عليه يظل “الحل الوحيد”.
وقالت بيربوك، التي لم تذكر ترمب أو تشير صراحة إلى اقتراحه الأخير، إن الجميع متفقون على “أن غزة يجب أن تُعاد إعمارها في أقرب وقت ممكن”، وأن هذا سيتطلب “التزاماً دولياً هائلاً”، وهو ما تستعد أوروبا للمساهمة فيه. وقالت إن هناك أيضاً اتفاقاً على أن “حماس” يجب ألا تلعب أيّ دور في غزة في المستقبل.
وقالت إن كل الجهود يجب أن تتجه الآن نحو تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
فرنسا تحذر من أي تهجير للفلسطينيين
أدانت فرنسا بشدة أي تهجير قسري للفلسطينيين في غزة، محذرة من أنه من شأنه أن يسبب اضطرابات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ورداً على تعليقات ترمب، قال وزير الخارجية الفرنسي إن تهجير الفلسطينيين في غزة “سيشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وهجوماً على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، وتهديداً كبيراً لحل الدولتين وعامل زعزعة استقرار كبير لشركائنا المقربين مصر والأردن وكذلك المنطقة بأكملها”.
وقال إن فرنسا ستحشد من أجل حل الدولتين في ظل السلطة الفلسطينية، وأن “حماس يجب نزع سلاحها وعدم مشاركتها في حكم هذه المنطقة”. وأضاف أن فرنسا تعارض بشدة المستوطنات الإسرائيلية و”أي ضم أحادي الجانب للضفة الغربية”.
بريطانيا: يجب ضمان مستقبل للفلسطينيين في وطنهم
وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الأربعاء، إنه يجب ضمان أن يكون للفلسطينيين مستقبل في وطنهم.
وأضاف، في مؤتمر صحافي، خلال زيارة إلى أوكرانيا: “كنا دائماً واضحين في اعتقادنا بأننا يجب أن نشهد وجود دولتين، يجب أن نرى الفلسطينيين يعيشون ويزدهرون في وطنهم في غزة والضفة الغربية”.
إسبانيا: غزة هي أرض الفلسطينيين
ورفض وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن إعادة توطين سكان غزة في أماكن أخرى والسيطرة على القطاع لإنشاء “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وقال ألباريس للصحافيين “أريد أن أكون واضحاً للغاية في هذا الشأن، غزة هي أرض الفلسطينيين سكان غزة ويجب أن يبقوا فيها”.
وأضاف “غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا ويجب عليها التعايش بما يضمن ازدهار دولة إسرائيل وأمنها”.
أستراليا وإيرلندا: تصريحات مثيرة للقلق
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الأربعاء: “موقف أستراليا هو نفسه كما كان هذا الصباح، وكما كان العام الماضي، وكما كان قبل 10 سنوات”.
وشدد ألبانيز على أن حكومته تواصل دعم حل الدولتين في الشرق الأوسط، “حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش في سلام وأمن”.
بدوره قال رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن: “كانت تعليقات ترمب الليلة الماضية (الثلاثاء)، بالطبع، مثيرة للقلق للغاية. أنا دائماً أتبع مساراً واحداً عندما يتعلق الأمر بالإدارة الأميركية: احكم عليهم بناءً على ما يفعلونه وليس ما يقولونه”.
إيطاليا: نؤيد حل الدولتين
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، الأربعاء، إن بلاده ستنظر في خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة، مضيفاً أن روما تظل مؤيدة لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال تاجاني أمام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ: “فيما يتعلق بإجلاء السكان المدنيين من غزة، كانت استجابة الأردن ومصر سلبية، لذلك يبدو لي أنه من الصعب بعض الشيء (تنفيذ الخطة)”.
وشدد على أن إيطاليا تدعم حل الدولتين “لقد قلت إننا مستعدون حتى لإرسال جنود إيطاليين في مهمة لإعادة توحيد غزة مع الضفة الغربية”.
اليابان: خطة غير واضحة ومبهمة
وأعرب مسؤولون حكوميون يابانيون، عن ارتباكهم إزاء اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة.
وعند سؤاله عن تصريحات ترمب خلال مؤتمر صحافي، ظل كبير أمناء مجلس الوزراء، يوشيماسا هاياشي، حذراً ولم يدل برأي مباشر.
وقال هاياشي، المتحدث باسم الحكومة: “ستستمر (اليابان) في حث الأطراف المعنية على تحسين الوضع الإنساني من خلال التنفيذ المستمر لاتفاق وقف إطلاق النار وتهدئة الوضع”.
وقال المسؤول: “من الصعب معرفة ما يعنيه حقاً. نحن بحاجة إلى معرفة نوع الخطة التي يدور في ذهنه (ترمب)”.
وأشار المسؤول إلى أن ترمب كان يقرأ من مسودة معدة سلفاً، لذا “لم تكن فكرة وليدة اللحظة”.
وتتخذ اليابان، التي تدعم “حل الدولتين”، حالياً الترتيبات اللازمة لاستقبال عدد صغير من الجرحى والمرضى من قطاع غزة لأغراض العلاج.