مقترح ترمب لغزة..أبو ردينة لـ”الشرق”: نرفض الاحتلال الأميركي
![](https://sharqakhbar.com/wp-content/uploads/2025/02/TQ5MaYZ10y_1738794388-780x470.jpg)
أعرب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الأربعاء، عن “رفض رام الله القاطع للاحتلال الأميركي والإسرائيلي” لقطاع غزة، مشيراً إلى وجود “مشاورات هامة” تجري حالياً بين الدول العربية، وأن هناك “موقفاً عربياً حاسماً خلال أسبوع أو 10 أيام”.
وقال أبو ردينة لـ”الشرق”، إن “الإدارة الأميركية ترسل رسائل لا تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار والهدوء”، معتبراً أنه “ليس هناك أي حل للقضية الفلسطينية إلا بالالتزام بالشرعية العربية، ومبادرة السلام العربية، ودولة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وذكر أن “على الإدارة الأميركية أن تفهم بأن فلسطين والقدس ليسوا للبيع، وأن فلسطين أرض لها شعب ومقدسات”، مشيداً بالموقف العربي والدولي الداعم للقضية الفلسطينية، ومنها “الموقف السعودي، والمصري، والأردني، وغيره”، فضلاً عن “دول أوروبية مثل بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا”.
وتابع: “واثقون بأن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير أي مؤامرة، كما حدث منذ 8 أعوام عندما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال ولايته الأولى، إن القدس عاصمة دولة إسرائيل، كان الموقف الفلسطيني واضحاً وثابتاً، وهو أن القدس خارج المعادلة، كما أن ترمب والإدارة الأميركية خارج المعادلة”.
وأشار أبو ردينة إلى أن الرئاسة قاطعت حينها “ترمب 3 سنوات، إلى أن (تولى الرئيس السابق جو) بايدن، ولم يحقق شيئاً سوى استمرار الدعم لإسرائيل بالسلاح والمال، ومنحها الفرصة لإبادة الشعب الفلسطيني”.
ومضى قائلاً: “الموقف الفلسطيني والعربي واضح.. لن يسمح لأحد أن يتكلم باسم الشعب الفلسطيني، فقط منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، هو صاحب الحق والولاية بالتحدث عن فلسطين ومستقبلها”.
وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “الولايات المتحدة ستقوم بتسوية الأرض في غزة، والتخلص من المباني المدمرة، وخلق تنمية اقتصادية ستوفر عدداً كبيراً من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة”.
ولاقت خطة ترمب، التي أعلنها الثلاثاء، بشأن تولي الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، مع إعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة، انتقادات عربية ودولية.
“إحباط” مخطط ترمب
وعن آلية التنسيق مع الدول العربية من أجل “إحباط” مخطط ترمب، أكد أبو ردينة، أن الرئيس الفلسطيني التقى في عمّان ملك الأردن عبد الله الثاني، وهناك اتصالات أخرى مع مصر والسعودية.
ووصف المسؤول الفلسطيني، الموقف السعودي بأنه “واضح وحاسم وقوي”، وأضاف: “يساهم في الحفاظ على الأمن والهدوء وتحقيق السلام الحقيقي والعادل الذي نسعى إليه نحن والأمم المتحدة، ومجلس الأمن”.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، فجر الأربعاء، في بيان، أن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية “راسخ وثابت ولا يتزعزع، وليس محل تفاوض أو مزايدات”، و”سبق إيضاحه للإدارة الأميركية السابقة والإدارة الحالية”.
وأشار إلى أن هناك “مشاورات هامة” تجري خلال هذه الأيام بين الدول العربية، لافتاً إلى أن “الأمور ستسير نحو الاتجاه الصحيح، وأعتقد خلال أسبوع أو 10 أيام سيكون هناك موقف عربي واضح وحاسم”.
وأوضح أن الاتصالات مستمرة على مدار الساعة مع الدول الأوروبية وروسيا والصين، مشدداً على أنه “لن يُسمح بخرق القانون الدولي”.
“مؤامرة على الأمة العربية”
وعن إمكانية أن يكون هناك تحرك فلسطيني في الأمم المتحدة، ورفع شكوى دولية ضد ترمب، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن “هناك لجنة أزمة فلسطينية وعربية، تتشاور على مدار الساعة، ولعلكم تقدرون ذلك أنه منذ أقل من 24 ساعة بدأ هذا التحدي”.
وأردف: “المشاورات قوية ومستمرة ومطمئنة، ونحن واثقون أن إرادة الشعب الفلسطيني والموقف العربي.. هي الدرع الذي سيحمي الحقوق الفلسطينية والحقوق العربية”.
ووصف المقترحات الأميركية، بأنها “مؤامرة على الأمة العربية”، و”ليست مؤامرة على الشعب الفلسطيني”، كما اعتبر أنها “محاولة للمساس بسيادة الدول العربية، وهناك محاولة للمساس بأراضي الدول العربية، وهذا الشيء مرفوض تماماً”.
وعن مدى الثقة الفلسطينية بالمواقف الغربية الرافضة لتلك التصريحات، اعتبر أبو ردينة، أن مواقف الدول الأوروبية والدولية والعربية والأمم المتحدة “تعطي الفلسطينيين الأمل، وأن هذه المؤامرة لن تمر.. وموقفنا ينسجم تماماً مع القانون الدولي والشرعية الدولية”.
وعن التواصل بين السلطة وحركة “حماس” في هذه الظروف، أكد أن “القضية الأساسية الآن هي وقف هذا التحدي الإسرائيلي- الأميركي”، معتبراً أن “المشاورات الداخلية ليس وقتها الآن”.
وتابع: “لا نريد أن ندخل في مهاترات مع أحد أو نتشاور على قضايا لا تساهم في وقف العدوان الأميركي-الإسرائيلي، والموقف الفلسطيني تمثله منظمة التحرير فلسطينية، ونحن ملتزمون بالشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية.. وكل ما تبقى الآن ليس وقته لأن الأولوية الآن بقاء القضية الفلسطينية والمشروع الوطني والقدس”.
وأضاف: “نحن مصرون ألا ننجر إلى معارك ثانوية مع إسرائيل أو غير إسرائيل، وبالتالي موقف منظمة التحرير وموقف الرئيس عباس واضح لا لبس فيه ممنوع التهجير، ممنوع الاحتلال سواء كان أميركاً أو إسرائيلياً”.