“ديوانية القلم الذهبي” تفتح أبوابها أمام المبدعين
افتتحت “ديوانية القلم الذهبي” أبوابها رسمياً أمام الأدباء والمثقفين، في حي السفارات في مدينة الرياض.
وتأتي الديوانية في إطار جائزة “القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً”، وتوفّر للكُتّاب بيئة مثالية ومساحة خاصة للكتابة وعرض إبداعاتهم وأفكارهم.
كما توفّر فرصة لدور النشر السعودية، لعرض إصداراتها والاحتفاء بتوقيعات الأدباء، وعقد شراكات مع المبدعين لإنتاج أعمال جديدة.
وتضمّ الديوانية “معتزل الكاتب”، وهي مساحة هادئة صُمّمت لتمكين الكتّاب من العمل بتركيز وإبداع، فضلاً عن “خلوة القراءة”، ومساحة لجلسات النقاش الثقافية، ومبادرات أخرى لدعم المواهب الناشئة.
تتميز الديوانية بعناصر فريدة، أبرزها معرض كتاب دائم، يركز على الكتب المتخصصة في تعليم الكتابة، ومكتبة تضم سيناريوهات الأفلام الشهيرة والروايات الأكثر مبيعاً عالمياً.
عبده خال
وقال الروائي السعودي عبده خال لـ”الشرق”: “أن إنجاز مشروع ديوانية القلم الذهبي في أقل من شهرين ونصف، يعدّ مؤشراً هاماً على الاهتمام بالمثقف والبنى التحتية للثقافة في المملكة”.
وأكد أن “الديوانية تأتي كنوع من الاحتضان للمثقفين والكُتّاب في المملكة، وتتيح لهم فضاء للتواصل والحوار وتبادل الخبرات”.
أضاف: “فاجأنا المستشار تركي آل الشيخ بفكرة إنشاء ديوانية للمثقفين، ولم يمض سوى شهرين حتى فاجأنا ثانية بالانتهاء من إنجازه المقرّ، وهذا دليل على الأولوية التي يمنحها المسؤولون للثقافة في بلدنا”.
وعاد خال بذاكرته إلى ثمانينات القرن الماضي، مستحضراً العراق، وسوريا، ولبنان، ومصر، واصفاً إياها بالمراكز الثقافية في تلك الحقبة، “إذ كان يحلم المثقف والفنان أن ينطلق منها، واليوم أصبحت الأمنية أن ينطلق من السعودية، بعد أن تحوّلت بدورها إلى المركز، والوجهة التي يتطلع إليها المثقفون والفنانون”.
بيئة للكتابة
وأوضح الدكتور سعد البازعي رئيس “جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً”، أن الديوانية “مخصّصة للكتّاب والمثقفين، بوصفها مشروعاً واعداً يمنح الكتّابةفرصة لإتمام أعمالهم وكتاباتهم في بيئة محفّزة”، مشيراً إلى أن الديوانية “بما لديها من تجهيزات متطوّرة، ستساعد في توفير أجواء مناسبة لإنجاز روايات وأبحاث وفعاليات أدبية”.
وتحدث عن آليات استقبال الأعضاء والضيوف، وأكد أن “الأبواب ستكون مفتوحة لكل مَن لديه شغف حقيقي بالأدب والفن”، مبدياً تفاؤله بمستقبل الديوانية، وقدرتها على استقطاب الأدباء والمثقفين من داخل المملكة وخارجها، بما يعزّز التواصل الثقافي الخليجي والعربي”.
نقلة نوعية
ووصف الكاتب السعودي عبد الله بن بخيت نائب رئيس “جائزة القلم الذهبي” ديوانية القلم الذهبي، بأنها “نقلة نوعية في مجال الاحتفاء بالمبدعين واحتضان الطاقات الأدبية والفنية”.
وأوضح أن “المحاولات السابقة كانت من خلال الأندية الأدبية والجمعيات الثقافية، إلا أنها كانت محدودة في نطاق تخصّصها، ولم تشمل مجالات إبداعية أوسع، بينما ديوانية القلم الذهبي، ستوفر فضاء رحباً للقاء أصحاب الفنون المتنوّعة، سواء في الشعر، أو القصة، أو الرواية، أو السينما، أو المسرح”.
وأكد على “إمكانية الاستفادة من الديوانية كبوتقة لصناعة تيارات أدبية وفكرية جديدة، نابعة من تلاقح الأفكار والنقاشات الثرية بين الأدباء والمثقفين، ما يجعل المشهد الثقافي السعودي في حراك مستمر خلال الفترة المقبلة”.
الثقافة موضة رائجة
وأكدت الروائية السعودية الدكتورة بدرية البشر، “أن الحراك الثقافي في المملكة، يشهد طفرة لافتة، فالشباب يُقبلون على الأنشطة الأدبية والفنية بصورة غير مسبوقة، الأمر الذي حوّل الثقافة إلى “موضة رائجة”.
وأشادت “بالدور البارز الذي تؤديه المؤسسات الثقافية، لجهة إطلاق هذه المبادرات لدعم الإبداع وتقدير المبدعين، ما سينعكس إيجاباً على النتاج الثقافي، خصوصاً لدى الأجيال الجديدة”.