جالانت: نتنياهو تردد في مهاجمة حزب الله ودخول غزة برياً
زعم وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف جالانت الخميس، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان “متردداً للغاية” في استخدام القوة العسكرية ضد حركة “حماس” وجماعة “حزب الله” اللبنانية، كما اتهمه بتقويض اتفاق “جاهز” لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة في مايو الماضي، والفشل في وضع خطة سياسية لاستغلال “النجاح العسكري” في غزة.
وفي أول مقابلة مع التليفزيون الإسرائيلي منذ إقالته من منصبه في نوفمبر الماضي، دعا جالانت إلى تشكيل لجنة حكومية للتحقيق في هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، وقال إنه سيتعاون بشكل كامل، وسيقبل أي نتائج تصدر عن اللجنة، بشأن أي أوجه قصور في أدائه كوزير للدفاع حينها، وفق ما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
هجوم مبكر على “حزب الله”
وقال جالانت إنه كان يدفع من وراء الكواليس لشن هجوم كبير على “حزب الله” في 11 أكتوبر 2023، أي بعد أيام فقط من اندلاع الحرب على غزة.
وأضاف: “علمنا أن قادة كبار في حزب الله كانوا في سبيلهم لعقد اجتماع، وكان يمكننا مهاجمتهم من السماء ومحو رؤوس حزب الله، والإيرانيين، و(الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله، وبقيتهم جميعاً. القيادة العليا لحزب الله بالكامل”، وفق قوله.
وتابع: “فوراً بعد الحرب، كان يمكننا تنفيذ خطة لشن هجوم ضد أنظمة صواريخ الحزب بالكامل، بالضبط كما فعلنا بعدها بعام، في سبتمبر 2024، وكنا لنقضي ليس فقط على 70 أو 80% ولكن 90% أو أكثر (من القدرات الصاروخية للحزب)، لأن الجزء الأكبر من هذه الصواريخ كانت في مستودعات حينها”.
“عملية البيجر”
وقال جالانت إن عملية تفجير أجهزة البيجر والتي انفجرت فيها آلاف أجهزة الاستدعاء الآلي الخاصة بعناصر حزب الله في 16 و17 سبتمبر 2024، والتي كانت إيذان ببدء أكبر عملية ضد “حزب الله” بعد 11 شهراً من الحرب “كانت جاهزة قبل الحرب بوقت طويل، وكان يمكن تنفيذها بالتزامن مع الضربات التي دعوت لها في أكتوبر 2023”.
وزعم أن “حزب الله كان ليتوقف عن الوجود كمنظمة عسكرية، لا قيادة، ولا صواريخ أو مقذوفات، وأغلب عملائه كانوا ليسقطوا في الميدان”.
وقال جالانت إنه حين قدم خطته لنتنياهو، فإن الأخير أصر على مناقشة العرض مع الولايات المتحدة، “وهي النقطة التي عرفت حينها أن الهجوم لن يحدث”.
رفض أميركي قاطع
وتابع جالانت: “امتثالاً لطلبه، تحدثت مع مستشار الأمن الأميركي حينها جيك سوليفان، وبعد دقائق انضم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر للمحادثة، وتلقيت (لا) قاطعة”.
وقال إن النقاش كان يتجه صوب شن ضربة استباقية، ورد سوليفان بالتحذير من أن الهجوم على حزب الله، قد يقود إلى حرب إقليمية واسعة، مضيفاً: “ما تفكرون في فعله خطير، وغير عقلاني، لا تقدموا عليه”.
ووجه سوليفان لاحقاً رسالة مباشرة إلى ديرمر: “معلوماتك خاطئة. أنتم تتخذون هذا القرار في ضباب الحرب. أبطئوا تحركاتكم”.
وقال “ذهبت إلى نتنياهو وأخبرته أننا يجب أن نقوم بهذا، فنظر إلى النافذة وأشار إلى المباني خارجها، وأخبرني (هل ترى هذه المباني؟ كل هذا سيصبح مدمراً بما سيتبقى لدى حزب الله من قدرات بعد الهجوم حتى بعد أن نضربهم، سيدمرون كل شيء تراه”.
سجال علني بين نتنياهو وجالانت
ودافع نتنياهو عن قراره برفض مقترح جالانت في 11 أكتوبر، وأخبر القناة 14 الإسرائيلية الخميس، بأنها كانت لتكون “غلطة رهيبة أن نفتح جبهتي حرب بعد هجوم 7 أكتوبر”.
وقال نتنياهو إنه كان هناك 150 جهاز بيجر ملغماً فقط لدى عناصر حزب الله، مقارنة بآلاف الأجهزة التي راكمتها إسرائيل في أيدي عناصر الحزب، بعد ذلك في الأشهر اللاحقة.
ورد جالانت على منصة “إكس”، قائلاً إن عملية البيجر كانت جاهزة قبل سنوات من الحرب، وجاهزة للتفعيل في 11 أكتوبر.
وتابع: “بعكس ما قيل، آلاف أجهزة البيجر كانت في أيدي عناصر حزب الله في الوقت الذي اقترحت فيه الهجوم”.
اغتيال حسن نصر الله
وعن الضربة التي أودت بحياة حسن نصر الله، قال جالانت إنه ورئيس الأركان الإسرئيلي حينها هيرتسي هاليفي اتصلا بنتنياهو الذي كان يزور الولايات المتحدة للحصول على إذن لشن الهجوم، وبعدما منح نتنياهو الضوء الأخضر، طلب منهما الانتظار حتى الانتهاء من إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال إن تنفيذ العملية كان يوم جمعة، وفي يوم الأحد الذي سبقه، اجتمع مع رئيس الأركان وقائد القوات الجوية وقدما له خطة لاغتيال نصر الله، وقال إنه سألهم عن فرص النجاح في اغتياله، وكانت الإجابة 90%.
وأضاف: “سألتهم عن عدد أطنان المتفجرات التي سيسقطونها على نصر الله، وأخبروني 40 طناً، وطلبت منهم أن يذهبوا للبديل الذي يبلغ 80 طناً، ومضاعفة الكمية للوصول إلى نسبة نجاح 99%”.
وتابع: “قنابل زنتها 84 طناً سقطت، وغادر نصر الله من هذا العالم”، على حد تعبيره.
“نتنياهو تردد في إرسال قوات برية لغزة”
وزعم جالانت أن نتنياهو لم يكن فقط متردداً في الهجوم على حزب الله في وقت مبكر من الحرب، ولكنه كان متردداً في إرسال قوات برية إلى غزة، بسبب الكلفة الباهظة، والتي قال جالنات إنها “لم تحدث”.
وتابع: “قبل الغزو البري أخبرني رئيس الوزراء أن آلاف الجنود سيقتلون في غزة، وأخبرته أنه لن يقتل الآلاف، وبخلاف ذلك، لماذا يوجد لدينا جيش؟ إذا كنا لن ننفذ عملية كهذه”، بعد هجوم 7 أكتوبر.
وقال إن نتنياهو برر موقفه بأنهم (حماس) “سيستخدمون المحتجزين كأهداف بشرية”.
وتابع: “أخبرته أننا، وحماس، لدينا شيء واحد مشترك، وهو أن كلينا يريد أن يحمي المحتجزين”، مضيفاً أن “حماس كانت بحاجة إلى المحتجزين أحياء لاستخدامهم كأداة ضد إسرائيل”.
ووصف جهوده لإقناع الحكومة بشن هجوم بري على غزة بأنه “كان صراعاً”، وأضاف: “هذه الأمر استغرق وقتاً، وفي النهاية توصلت ورئيس الأركان إلى هذا القرار”.
الحكومة قوضت اتفاق إطلاق سراح المحتجزين
وعما إذا كان يعتقد بأن الحكومة الإسرائيلية بذلت كل جهدها لاستعادة المحتجزين قال جالانت: “لا أعتقد ذلك”.
وتابع: “كان يمكننا إعادة المزيد من المحتجزين، في وقت أقرب، وبكلفة أقل. المقترح الذي تم تقديمه في أوائل يوليو، والذي وافقت عليه حماس، مماثل للصفقة الحالية تماماً، ولكن أسوأ بعدة طرق”، وفق قوله.
وأضاف: “هناك عدد أقل من المحتجزين أحياء، وأنا آسف للقول بأن المزيد من الوقت قد فات، وأننا ندفع ثمناً أعلى”.
وعن سبب فشل الصفقة في يوليو الماضي، قال جالانت: “في نهاية أبريل 2024، كان هناك إجماع في حكومة الحرب على التحرك صوب صفقة، يتم خلالها الانسحاب من محور نتساريم، وكانت هناك مناقشات بشأن كم من المحتجزين يطلق سراحهم مقابل كم الفلسطيينيين”.
وتابع: “وفي المساء، كانت هناك مناقشات في الحكومة، ودخل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي لم يعلم، أم لم يكن من المفترض أن يعلم بشأن الخطة، وقال إن هناك خطة لعودة 18 محتجزاً مقابل الانسحاب من نتساريم، وقال إنه يعارض تلك الصفقة وسيخرج من الحكومة”.
وأضاف: “لا أعلم من أخبره، أنا لم أخبره. قلنا في المؤسسة العسكرية إننا بحاجة لإطلاق سراح 33 من المحتجزين في غزة، وأن الحد الأدنى هو 18. الرقم الذي خرج إلى وسائل الإعلام بعدها بساعات كان 18”.
وقال: “استغرقت حماس عدة أيام لتفهم ما كان يحدث من وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقالوا إنهم سيخرجون من الاتفاق، وعملياً، انهار الأمر كله، وبدأت الأمور في العودة إلى مسارها مجدداً في مايو”.
ضغوط ترمب
ولدى سؤاله عما إذا كانت ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترمب على نتنياهو هي ما أدت إلى قبوله بالصفقة في يناير الماضي، قال جالانت: “نتنياهو يأخذ ترمب بعين الاعتبار، بأكثر مما يأخذ إيتمار بن جفير”، في إشارة إلى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، والذي استقال من الحكومة عقب إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ودخوله حيز التنفيذ في 19 يناير.
وتابع جالانت: “لم يكن هذا هو الحال مع الرئيس بايدن، وهذه قصة أخرى”.
واتهم جالانت الحكومة الإسرائيلية بـ”الفشل في استغلال المكاسب العسكرية في غزة، عبر رفض تنفيذ خطة لاستبدال حماس كقوة حاكمة في القطاع”.
وتابع: “لمدة عام، ظللت أقول، لنبني بديلاً، ووافق رئيس الوزراء على هذا، رغم أنهم هاجموني، ولكن لم يتم تنفيذ ما كنا بحاجة إليه”.
وقال جالانت إنه اعترض على اقتراح حكم غزة عسكرياً لـ”تحقيق أحلام الناس المنفصلين عن الواقع، في تأسيس مستوطنات في قلب غزة”.
وحذر من أن النتيجة “ستكون كارثية”.