منبوذ الأمس وحليف اليوم.. لماذا يتسابق خصوم الجولاني لاستقباله؟
![](https://sharqakhbar.com/wp-content/uploads/2025/02/أعداء-الأمس-حلفاء-اليوم.webp-780x470.webp)
وطن لا عداوة دائمة ولا صداقة أبدية في السياسة، بل هي لعبة المصالح التي تحكم العلاقات بين الدول. أحمد الشّرع، المعروف سابقًا باسم “أبو محمد الجولاني”، كان يُصنّف كإرهابي من قبل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ووضعت واشنطن مكافأة ضخمة لمن يدلي بمعلومات عنه. لكنه اليوم يحظى باستقبال رسمي حافل في الرياض، ثم في أنقرة، حيث استقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنفسه.
هذا التحول الجذري يطرح العديد من التساؤلات حول طبيعة التحالفات الجديدة التي تتشكل في المنطقة. زيارة الشرع إلى السعودية، ومن ثم إلى تركيا، تشير إلى أن حكومته المؤقتة في سوريا باتت تحظى باعتراف ضمني من خصوم الأمس. على طاولة المفاوضات، هناك ملفات ساخنة مثل القواعد العسكرية التركية في سوريا، وإعادة إعمار البلاد، وكذلك أنبوب الغاز القطري الذي تسعى أنقرة إلى تمريره عبر الأراضي السورية.
زيارة الشرع إلى أنقرة تزامنت مع استقبال تركيا رئيس الوزراء المصري، ما أثار التكهنات حول احتمال لقاء غير معلن بين الشرع وممثل النظام المصري، في ظل تقارب تركي مصري متزايد. فهل يكون هذا بداية لانفتاح القاهرة على الحكم الجديد في سوريا؟ وهل سيكون هناك ثمن سياسي يدفعه الشرع مقابل تحسين علاقاته مع مصر؟
الإمارات، التي دعمت النظام السوري سابقًا، تبدو حاليًا أكثر تحفظًا تجاه الحكومة المؤقتة، بينما تبقى قطر لاعبًا رئيسيًا في المشهد الجديد، خاصة بعد زيارة أميرها إلى دمشق للمرة الأولى منذ أكثر من 13 عامًا.
هذه التحولات السريعة تثير تساؤلات حول مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، ومدى قدرة حكومة الشرع على الحفاظ على التوازن بين الأطراف الدولية والإقليمية المتنافسة. فهل يكون الجولاني، الذي خلع قميصه العسكري وارتدى بدلة الرئاسة، قادرًا على المناورة وسط هذه العواصف السياسية، أم أنه سيجد نفسه مرهونًا لتنازلات كبرى أمام حلفائه الجدد؟
أردوغان يستضيف أحمد الشرع ووزير خارجية مصر في يوم واحد.. ماذا يجري؟