اخبار البحرين

«القلم لايزال في جيبي».. رمز للجدية والالتزام.. أم «للكشخة» فقط؟ – الوطن

أصبحت لمسات الأنامل على شاشات الهواتف خياراً أساسياً في الكتابة والتدوين في الوقت الحالي، لكنّ كثيرين مازالوا يحتفظون بالأقلام في جيوب ملابسهم العلوية، واختلفت آراؤهم حول السبب في ذلك ما بين الكشخة والاستخدام الفعلي مؤكدين على مقولة «القلم لايزال في جيبي» المستوحاة من فيلم عربي يحمل عنوان مشابه «الرصاصة لاتزال في جيبي». وفي استطلاع قامت به «الوطن» لمؤيدين ومعارضين لوضع القلم في الجيب العلوي، قال محمد إنه يعتبر القلم «كشخة»، فأصبح الشباب يتفاخر بسعر القلم الذي في جيبه، والذي يتراوح بين 40 ديناراً إلى 300 دينار، رغم أن البعض لا يستخدمه في كتابة شيء قط، مضيفاً أن خط البعض سيئ في الكتابة وتجده حريصاً على وضع القلم في جيبه، لذلك لا داعي لوضع القلم وأنت لن تستخدمه.واعتبر أسامة أن مكان القلم ليس بالضرورة أن يكون في الجيب العلوي، وإنما تستطيع أن تكون مثقفاً «بينك وبين نفسك» وتضع القلم في الجيوب الجانبية، وتظهره عند الحاجة إليه، فالقلم ليس موضة، وإنما رمز للعلم، وأضاف أنه يلاحظ أن الكثير من الشباب يركزون على قيمة القلم المادية أكثر من العملية، فيشترون الأقلام التي تناسب نوع «الكبكات» التي يضعونها في أثوابهم. أما أبو أحمد فاعتبر أن القلم من مكملات زينة الرجال، خاصة في البحرين ومنطقة الخليج العربي، فلا تجد رجلاً بكامل أناقته إلا ويكملها بوضع القلم، رغم أنه ربما لا يستخدمه في شيء، خاصة مع التطور الحاصل في وسائل الكتابة وتدوين الملاحظات والمواعيد، حيث باتت الهواتف الذكية بديلاً عملياً عن الورقة والقلم، ومن لا يريد أن يدوّن فبإمكانه تسجيل مدوّناته صوتياً أو حتى صورة وفيديو. بدوره ذكر وليد أن القلم مهم جداً، ويضعه في أقرب مكان وهو الجيب العلوي لسهولة الوصول إليه واستخدامه خاصة أثناء العمل، ويحرص أن يكون خط القلم جميلاً في الكتابة، وذلك لأنه موهوب في الخط، وهي عادة اعتاد عليها منذ صغره، وأضاف أنه لا يسمع تعليقات كثيرة بشأن وضع قلمه في جيبه، عدا سؤال واحد وهو.. «تفوشر ولا تستعمله»؟. وتعليقاً على الحالة أكد مستشار الأناقة الرجالية علي بشارة أن وضع القلم في الجيب العلوي يُعد رمزاً للجدية والالتزام، فالقلم يعكس الاهتمام بالتفاصيل ورمزاً للاعتزاز بالثقافة والعلم، كما يُعد انطباعاً مهماً جداً من ناحية المظهر العام، معتبراً أننا نحتاج إلى هذه الانطباعات في حياتنا اليومية التي تعزّز الثقة بالنفس وتُشعر الشخص بأهميته. وأوضح بشارة أن القلم ليس مجرد إكسسوار كما يعتقد البعض؛ بل هو وسيلة أساسية تساعد على تدوين الملاحظات، ووضع الأفكار في قالب منظم، والتخطيط للمشكلات والحلول، ورسم الخرائط الذهنية، فالكتابة باليد تجعل الشخص أكثر وعياً بما يكتبه، وأقرب إلى الفهم العميق للموضوعات. وأشار مستشار الأناقة الرجالية إلى أن القلم أداة رائعة لإيصال الفكرة بشكل بصري وبسيط ومباشر، إذ يجد في القلم جانباً إنسانياً أصيلاً، فالكتابة تعود به إلى الأساسيات وتجعله يركّز على الفكرة بدلاً من الانشغال بالتنسيق أو التكنولوجيا، مما يعكس فلسفة متوازنة يؤمن بها في حياته المهنية، وهي الجمع بين الحداثة والأصالة. وقال إنه بمجرد التدوين على الورق، يثق الشخص أن المعلومات المكتوبة ليست عرضة للاختراق أو سوء الاستخدام كما هو الحال في الأجهزة الرقمية، ففي زمن التكنولوجيا، أصبح هناك من يريد التميّز والتفرّد بالإبداع.وأضاف أنه من الممكن أن يحتفظ الشخص بقلم معيّن، ويضعه أينما ذهب، وذلك لوجود قصة معينة أو ارتباط بأحداث جميلة أو ذكرى من شخص عزيز، أو عشق للكتابة تجعله يحمل القلم حيثما كان، ليكتب ما أراد من خواطر أو أبيات شعرية «وليدة اللحظة» ويتابع كتابتها عندما يكون بمفرده. جدير بالذكر أن فيلم «الرصاصة لاتزال في جيبي» أنتج عام 1974 وهو يتطرق لقصة مجند مصري احتفظ برصاصة في جيبه بعد هزيمة يونيو سنة 1967، وظلت معه حتى انتصار حرب السادس من أكتوبر عام 1973، وهو من بطولة ومشاركة كل من الفنانين محمود ياسين وحسين فهمي ويوسف شعبان ومأخوذ عن رواية لإحسان عبد القدوس بالاسم ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *