زعماء من شرق وجنوب إفريقيا يسعون لإيجاد حل للصراع في الكونغو
![](https://sharqakhbar.com/wp-content/uploads/2025/02/rZOsqQ96hB_1739012387-780x470.jpg)
يجتمع زعماء تكتلات إقليمية من شرق وجنوب إفريقيا في تنزانيا، السبت، للبحث عن حل للصراع في شرق الكونغو الديمقراطية، حيث استولى متمردون مدعومون من رواندا على مدينة رئيسية في أسوأ تصعيد للقتال منذ أكثر من عقد.
واستولى متمردو حركة “23 مارس” M23 الأسبوع الماضي على جوما، أكبر مدن شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، واصلوا الزحف جنوباً نحو بوكافو في هجوم سريع خلّف آلاف الضحايا، وأثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
وقال مصدر إن رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، ونظيره الرواندي بول كاجامي، اللذين تبادلا تصريحات ألقى فيها كلاهما اللائمة على حكومة الآخر في تصاعد العنف، وافقا على حضور القمة، وربما يشارك تشيسكيدي عن بعد عبر الإنترنت.
وستسعى قمة دار السلام إلى تحقيق تقدم بعد تعثر عمليتي سلام في لواندا، ونيروبي مع تصاعد التوترات.
وقال “معهد دراسات الأمن” في جنوب إفريقيا في تقرير، الجمعة: “نظراً لتصاعد التوترات فإن الأولويات العاجلة هي وقف إطلاق النار، وفتح طرق الإمداد لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية”.
وخلال الشهر الماضي وسعت حركة M23 سيطرتها على مناجم الكولتان والذهب وخام القصدير في إقليم كيفو الشمالي، ما أدى إلى تشريد الآلاف في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
جهود إغاثة دولية
وساعدت جماعات الإغاثة في تخفيف العبء عن المستشفيات المكتظة، في حين يسابق العاملون الزمن لدفن جثث ما لا يقل عن ألفي شخص سقطوا في معركة جوما، وسط مخاوف من انتشار الأمراض.
ويقول الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية، إنه يراقب عن كثب ما يحدث من إراقة دماء، وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك، إن هناك تقارير عن اغتصاب واغتصاب جماعي واسترقاق جنسي.
وقبيل القمة، حذرت الولايات المتحدة من عقوبات محتملة ضد المسؤولين الراونديين والكونجوليين، ما يزيد من أهمية إيجاد حل للصراع الذي تعود جذوره إلى تداعيات طويلة للإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، والصراع من أجل السيطرة على الموارد المعدنية في الكونغو الديمقراطية.
وحركة (M23) المدربة والمسلحة بشكل احترافي هي الأحدث في قائمة طويلة من الحركات المتمردة بقيادة عرقية “التوتسي”، التي ظهرت في شرق الكونغو الديمقراطية المضطرب.
وتقول حكومة الكونغو، إن الحركة تعمل بالوكالة لحساب رواندا، وهو ما تنفيه الجماعة المتمردة.
وترفض رواندا الاتهامات بأن آلافاً من جنودها يقاتلون إلى جانب حركة M23، لكنها تقول إنها تتصرف دفاعاً عن النفس.
وفي المقابل، تتهم رواندا الجيش الكونغولي بالانضمام إلى فصائل مسلحة تقودها عرقية “الهوتو”، والتي تقول إنها عازمة على القضاء على عرقية التوتسي في الكونغو، وتهديد رواندا، ودعت كينشاسا مراراً إلى التفاوض مباشرة مع المتمردين.