انتقد المستشار الألماني أولاف شولتز اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب ربط استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، بضمان الوصول إلى مواد خام، بما في ذلك المعادن النادرة.
وقال شولتز في مقابلة مع شبكة التحرير الصحافي بألمانيا (RND) نُشرت السبت، إنه مع تعرض أوكرانيا للهجوم من قبل روسيا، تقف ألمانيا إلى جانب البلاد دون توقع الحصول على أموال لاحقاً، مضيفاً: “يجب أن يكون هذا هو موقف الجميع”، وفق ما أوردت “بلومبرغ”.
وفي حين تأمل دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” الأوروبية في استمرار الدعم العسكري من جانب الولايات المتحدة، من المتوقع أن تقدم إدارة ترمب خطة طال انتظارها لإنهاء الحرب، وفق أشخاص مطلعين على الأمر.
ويواجه شولتز هزيمة قاسية محتملة في الانتخابات المبكرة في ألمانيا المقررة في 23 فبراير الجاري.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أن حزبه “الاشتراكي الديمقراطي” مستقر عند نسبة 15%، في حين حصدت الكتلة المحافظة في ائتلاف “الحزب الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي” بقيادة فريدريش ميرز 30% من الأصوات المحتملة.
المعادن مقابل الضمانات الأمنية
وعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، على نظيره الأميركي دونالد ترمب، مقترح اتفاق بين كييف وواشنطن، يتضمن إتاحة المعادن الحيوية والنادرة في أوكرانيا للتطوير المشترك، مقابل تقديم ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، كجزء من أي تسوية.
وطالب الرئيس الأميركي، الذي تضغط إدارته من أجل إنهاء سريع لحرب أوكرانيا مع روسيا، الاثنين الماضي، من أوكرانيا أن تزود الولايات المتحدة بالعناصر الأرضية النادرة، ومعادن أخرى مقابل الدعم المالي لجهودها الحربية.
وطرحت أوكرانيا فكرة إتاحة معادنها الحيوية للاستثمار للحلفاء في الخريف الماضي، عندما قدمت “خطة للنصر”، كانت تسعى من خلالها لأن تكون في أقوى موقف قبل أي محادثات.
وذكر زيلينسكي، أن “نحو 20% من الموارد المعدنية في أوكرانيا، ومنها نحو نصف مخزونها من العناصر النادرة، موجود في الأراضي التي تحتلها روسيا”.
والمعادن النادرة مهمة في تصنيع المغناطيس عالي الأداء والمحركات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية.
لقاء مرتقب بين ترمب وزيلينسكي
تأتي هذه التصريحات قبل أيام من مؤتمر ميونيخ للأمن المقرر عقده من 14 إلى 16 فبراير الجاري، حيث سيجتمع مسؤولون من عشرات الدول في ظل وصول الحرب المستمرة منذ 3 سنوات إلى “منعطف غير متوقع”.
وذكر زيلينسكي، أنه يخطط لحضور المؤتمر، كما من المتوقع أيضاً مشاركة مبعوث ترمب إلى روسيا وأوكرانيا كيث كيلوج.
وشدد الرئيس الأوكراني، على ضرورة أن يجتمع مع ترمب بشكل شخصي، قبل أن يلتقي الأخير نظيره الروسي، وقال: “وإلا سيبدو الأمر وكأنه حوار حول أوكرانيا بدون أوكرانيا”.
وتوقع ترمب، الجمعة، أن يلتقي زيلينسكي، الأسبوع المقبل، فيما أكد الرئيس الأوكراني، أن أولويته ستكون “إثارة حاجة أوكرانيا إلى ضمانات أمنية كجزء من أي اتفاق، لمنع روسيا من شن غزو آخر في المستقبل”.
