Paradromics تعلن عن شريحة دماغية “تغير طريقة تواصل البشر”
![](https://sharqakhbar.com/wp-content/uploads/2025/02/7PTJyJXo9B_1739257041-780x470.jpg)
عرض مات أنجل، مدير ومؤسس شركة Paradromics المتخصصة في الشرائح الدماغية، في مؤتمر LEAP 2025 التقني المقام حالياً بالعاصمة السعودية الرياض، شريحة إلكترونية دائرية الشكل، بحجم صغير للغاية، لدرجة أنها تستقر على طرف سبابة اليد، زاعماً أنها “ستغير طريقة تواصل البشر مع العالم بمجرد التفكير”.
وفي شرحه لطريقة عمل الشريحة، قال أنجل إن من يعانون من إعاقات حركية بسبب إصابتهم بأمراض مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS) أو إصابات الحبل الشوكي أو السكتات الدماغية، لا يمكنهم التعبير عن الذات أمام العائلة أو الأصدقاء أو حتى طلب الاحتياجات اليومية، وتصبح قدرتهم على التحدث أو استخدام الحاسوب شبه مستحيلة.
وأضاف أنه لهذا السبب، طورت بارادروميكس شريحتها الدماغية الأولى Connexus، والتي تمثل نظام لواجهة دماغية حاسوبية (BCI) مبتكرة، تتيح لهؤلاء الأشخاص استعادة التواصل والتحكم في الأجهزة الرقمية من خلال تحويل الإشارات العصبية إلى نص مكتوب، أو كلام اصطناعي، أو تحكم بالمؤشر على شاشة الحاسوب.
وفي حديث إلى “الشرق”، أوضح مدير القطاع البحثي ببارادروميكس الدكتور فيكاش جليجا، أن الفريق البحثي الذي عمل على تطوير الشريحة، لديه خبرة أكثر من 30 عاماً من الأبحاث في مجال الواجهات الدماغية الحاسوبية، مما منح الشركة القدرة على تقديم شريحتها الدماغية الأولى “بإمكانيات متطورة مقارنة بالشرائح المتاحة من شركات أخرى”، وفق قوله.
وأشار فيكاش إلى أن اتجاه الشركة نحو الشرائح الدماغية يركز بشكل رئيسي على تطبيقاتها الطبية، لافتاً إلى أن هذا “انعكس على الأساليب والخامات المستخدمة في تطويرها، لضمان أعلى مستوى من السلامة والأمان”.
إمكانيات شريحة Connexus
وأضاف فيكاش أن شريحة كونيكسوس تأتي بـ”تصميم متقدم يجعلها غير مرئية تجميلياً، حيث تتم زرعها تحت الجلد دون أي أثر ظاهر”.
وقال إن الجهاز “يعتمد على مواد طبية مثبتة علمياً، حيث تم تصنيعه من سبيكة التيتانيوم وأقطاب من مزيج البلاتين والإيريديوم وهي معادن تُستخدم في العديد من الزرعات الطبية لضمان الأمان والاستدامة”.
واعتبر مدير القطاع البحثي ببارادروميكس أن الخامات المستخدمة في كونيكسوس “أفضل من تلك التي أعلنت عنها شركة نيورالينك مع شريحتها N1، والتي تعتمد على شرائط فيلمية رقيقة السُمك”، معللًا معارضته لهذه الخامة بأنه “يسهل تحللها بمرور الوقت وكذلك قد تفقد قدرتها على نقل الإشارات الكهربائية، مما يعني أنها ليست حلاً مستداماً”.
كما يضم الجهاز 421 قطب دقيق، مما يسمح له بتسجيل كميات هائلة من البيانات العصبية من داخل الدماغ مباشرةً، بفضل تقنية معالجة متطورة وحاصلة على براءة اختراع.
وقال فيكاش إن العمر الافتراضي للجهاز طويل، إذ تم تصميمه من “مواد متوافقة حيوياً تضمن استمراريته مدى الحياة دون الحاجة إلى استبداله”.
وقال إنه إضافة إلى ذلك، فإن “الأقطاب المستخدمة في Connexus مصغرة إلى أحجام أقل من 40 ميكروناً، أي أنها أنحف من سُمك شعر الإنسان، ما يجعلها أكثر توافقاً مع الأنسجة الدماغية، مما يقلل من أي تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها”.
وأوضح أنه “عند التفكير في أمر معين، تطلق الخلايا العصبية أنماطاً مميزة من الإشارات، وتستطيع شريحة Connexus تسجيل هذه الإشارات وفك تشفيرها بمعدلات بيانات غير مسبوقة، مما يتيح للمستخدمين التواصل بسرعة طبيعية من خلال تحويل الأفكار إلى نصوص مكتوبة أو حديث اصطناعي، كما يمكنه محاكاة تعقيدات تفاعلات المستخدمين مع لوحة المفاتيح والماوس، مما يسمح بالتحكم في أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية بسهولة ودقة عالية”.
كيف يتم تثبيت شريحة Connexus؟
يبدأ عمل شريحة Connexus من خلال إجراء جراحة دقيقة يقوم بها جراح أعصاب، لزراعة النظام الدماغي تحت الجلد.
ويتكون النظام من وحدة قشرية تثبت الجدار الخارجي للجمجمة، وجهاز إرسال داخلي يُثبت داخلياً في الصدر، وسلك توصيل مرن يربط بينهما، وتستخدم هذه الجراحة تقنيات متطورة مماثلة لتلك المستخدمة في العديد من الإجراءات الطبية الأخرى.
بعد الزرع، تمتد الأقطاب الدقيقة إلى أسفل سطح الدماغ لالتقاط الإشارات العصبية من القشرة الدماغية المسؤولة عن التحكم في الحركة.
بعد جمع الإشارات العصبية، يتم إرسالها عبر السلك المرن إلى جهاز إرسال داخلي مزروع في الصدر، حيث يقوم ببث البيانات لاسلكياً عبر الجلد إلى جهاز استقبال خارجي يرتديه المستخدم. هذا الجهاز لا يقتصر دوره على استقبال البيانات، بل يقوم أيضاً بتوفير الطاقة للنظام عبر الشحن التلامسي Inductive Charging، وهي تقنية مشابهة لتلك المستخدمة في الشواحن اللاسلكية للهواتف الذكية.
وتصل البيانات بعد ذلك إلى كمبيوتر صغير مزود بنماذج لغوية متقدمة وذكاء اصطناعي، حيث يتم تحليلها وترجمتها إلى نصوص مكتوبة، أو كلام اصطناعي، أو أوامر تحكم في الأجهزة الرقمية، مثل تصفح الإنترنت أو لعب ألعاب الفيديو.
وقال فيكاش إن بارادروميكس تقترب من الحصول على التراخيص المطلوبة لبدء التجارب السريرية للشريحة.