اخر الاخبار

النمسا.. انهيار تشكيل الحكومة يبعد اليمين المتطرف عن السلطة

انهارت مساعي زعيم حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف لتشكيل حكومة ائتلافية، الأربعاء، ما أجهض مؤقتاً فرصته في قيادة أول حكومة وطنية يمينية متطرفة منذ الحرب العالمية الثانية، وفق “نيويورك تايمز”.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن زعيم حزب الحرية، هربرت كيكل، فشل في التوصل إلى اتفاق مع حزب الشعب النمساوي المحافظ لتشكيل حكومة، ما ترك البلاد دون حكومة أو رؤية واضحة لما سيحدث لاحقاً. 

وحصل حزب كيكل على 29% من الأصوات في الانتخابات التي أجريت في سبتمبر الماضي. لكن، رغم مرور أربعة أشهر على التصويت وعقد عدة جولات تفاوضية، لم يتمكن السياسيون النمساويون من تشكيل حكومة.

وحاولت ثلاثة أحزاب وسطية في البداية تشكيل ائتلاف يمنع حزب الحرية اليميني المتطرف من دخول الحكومة. إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل في وقت سابق من العام الجاري، بعدما أخفقت الأحزاب الليبرالية والمحافظة، بما في ذلك حزب الشعب، في التوصل إلى اتفاق.

خلافات بشأن الهجرة

وانهارت أحدث المحادثات بين حزبي الشعب والحرية، الأربعاء، بسبب خلافات بشأن سياسات الهجرة والأمن الوطني، حسبما ذكرت “نيويورك تايمز”.

وأوضحت الصحيفة أن حزب كيكل سعى إلى السيطرة على وزارة الداخلية لدفع أجندته المناهضة للهجرة، لكن حزب الشعب رفض ذلك، خشية أن تتوقف وكالات الاستخبارات الأجنبية عن التعاون مع الوزارة، والتي تشرف أيضاً على جهاز الاستخبارات النمساوي، إذا بدا أنها تميل بشدة إلى اليمين المتطرف.

وقال رئيس حزب الشعب، كريستيان ستوكر، عقب انهيار المحادثات: “حصل هربرت كيكل على أكبر عدد من الأصوات، لكن ذلك لا يبرر استحواذه على السلطة بالكامل”.

وأضافت “نيويورك تايمز” أن الغموض لا يزال يحيط بالمرحلة المقبلة.

وقال الرئيس النمساوي، ألكسندر فان دير بيلين، الأربعاء، إنه سيجري مشاورات مع القادة السياسيين للبحث عن مخرج للأزمة.

وأضاف فان دير بيلين: “تزدهر الديمقراطية الليبرالية من خلال التوافق وموازنة المصالح المختلفة. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان استقرار المجتمع ونجاحه على المدى الطويل”.

وأبدى حزبان صغيران، هما حزب “نيوس” الليبرالي والحزب الديمقراطي الاجتماعي، اللذان شاركا في المحادثات السابقة، استعدادهما لمحاولة تشكيل حكومة مع المحافظين. لكن الرئيس فان دير بيلين قد يقرر أيضاً تشكيل حكومة تصريف أعمال لقيادة البلاد حتى إجراء انتخابات مبكرة، بحسب “نيويورك تايمز”.

وترى الصحيفة أن هذه الخطوة قد تصب في مصلحة كيكل وحزب الحرية، الذي ارتفعت شعبيته منذ الانتخابات الماضية، وفقاً لاستطلاعات الرأي. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *