ألمانيا.. فريدريش ميرز: ماسك سيواجه عواقب لتدخله بالانتخابات
حذّر فريدريش ميرز، المرشح الأوفر حظاً لتولي منصب المستشار المقبل لألمانيا، الخميس، من أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك سيواجه “عواقب” لتدخله في الحملة الانتخابية في ألمانيا، وذلك قبل أقل من أسبوعين على إجراء الانتخابات.
وقال زعيم المعارضة المحافظ ميرز في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الخميس: “ما حدث في هذه الحملة الانتخابية لا يمكن أن يمر دون رد”. وقال إن هذا الرد: “يمكن أن يكون سياسياً أو قانونياً”، مضيفاً: “أريد تحليل هذا بهدوء بعد هذه الحملة الانتخابية”.
ودعا ماسك مراراً وتكراراً الألمان إلى التصويت لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، في الانتخابات العامة المقبلة المقررة في 23 فبراير الجاري، قائلاً إن ذلك “قد ينقذ البلاد”، كما انتقد ماسك المستشار الحالي أولاف شولتز، واصفاً إياه بـ”الأحمق”.
كما شارك الملياردير المقرب من ترمب عبر الفيديو في تجمع حزب “البديل من أجل ألمانيا”، واصفاً الانتخابات التشريعية المقبلة بـ”المصيرية لألمانيا وربما للعالم”.
وعما إذا كانت العواقب التي سيواجهها ماسك بعد الانتخابات قد تشمل شركة “تسلا”، التي يقع مصنعها الأوروبي العملاق الوحيد في ألمانيا بالقرب من برلين، قال ميرز: “أترك العواقب مفتوحة عمداً في الوقت الحالي”.
وقال ميرز إن الدعم الكبير الذي قدمه ماسك لحزب البديل من أجل ألمانيا “تجاوز كثيراً الدعم المعتاد الذي يقدمه الساسة الأوروبيون لحلفائهم السياسيين عبر الحدود”.
وأضاف ميرز: “حقيقة أن شخصاً من خارج أوروبا يتدخل في حملة انتخابية وطنية بهذه الطريقة، هذا أمر جديد”.
ورفض ميزر أن يجيب على سؤال بشأن ما إذا كان سيتناول هذه القضية عندما يلتقي نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن في جنوب ألمانيا هذا الأسبوع.
وقال: “أتطلع إلى لقائه (فانس). لقد قرأت كتابه قبل خمس أو ست سنوات. لم أتوقع أن ألتقي بهذا المؤلف ذات يوم في دوره كنائب لرئيس الولايات المتحدة”.
تحذير غير معتاد
ووصفت “وول ستريت جورنال” تحذير ميرز بـ”الجديد وغير المعتاد”، وقالت إنه بمثابة “انحراف عن اللغة الدبلوماسية الأكثر ليونة التي هيمنت على السياسة الألمانية على مدى السنوات العشرين الماضية”.
ووجّه مرشح حزب الديمقراطي المسيحي انتقادات صريحة إلى حزب البديل من أجل ألمانيا، وقال إنه لن يشكل ائتلافاً مع الحزب اليميني المتطرف أبداً. لكنه تعرض لانتقادات شديدة لتقديمه اقتراحاً ضد الهجرة أمام البرلمان قبل أسبوعين، والذي لم يتم تمريره إلا بدعم من حزب البديل.
واتهمه المعارضون بخرق جدار الحماية الذي أبقى الحزب اليميني المتطرف منبوذاً من قبل جميع الأحزاب الأخرى منذ إنشائه في عام 2013.
وأظهر استطلاع أجراه معهد “فورسا” لاستطلاعات الرأي ونُشر الثلاثاء، تراجع دعم ائتلاف الحزب الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي بـ3 نقاط خلال الأيام التي أعقبت وعد ميرز بفرض إجراءات صارمة على الهجرة إلى 28%.
وتقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شولتز نقطتين ليصل دعمه إلى 17%، على غرار “البديل من أجل ألمانيا” الذي حقق نسبة 21%.